"متي استريح .. من أيام صغري وانا شقيان ؟!". وجه هذا التساؤل أحد تلامذتي النجباء. الذي تحمل المسئولية مبكرا بعد وفاة والده . فدخل سوق العمل وعمره حوالي 18 عاما ولا يحمل سوي مؤهلا متوسطا بمشروع خاص في مجال الدعاية والاعلام. ورغم صعوبة العمل حرص علي استكمال تعليمه الجامعي ليحصل علي بكالوريوس الإعلام بتقدير امتياز مما أتاح له فرصة نادرة في استكمال دراساته العليا كطالب ماجستير منتظما في كلية الإعلام جامعة القاهرة. أشفقت علي تلميذي المجتهد من الدخول في مرحلة الإحباط أو اليأس نتيجة صدماته المتكررة بعد فشله في الحصول علي فرصة عمل في مجال الصحافة أو الإعلام تتناسب مع تفوقه ويحقق بها طموحاته وأحلامه . خاصة وانه يرفض الوساطة او حتي المساعدة من أحد ويعتقد جازما ضرورة ان يبدأ الطريق بمفرده وبجهوده. كان يروي تفاصيل ما يتعرض له من استغلال اصحاب الصحف الخاصة ومحاولات دفعه الي العمل في جلب الاعلانات الأمر الذي يتعارض مع طموحه الصحفي . وتعرض ايضا لاستنزاف اصحاب الفضائيات التجارية التي تجبر الشباب والفتيات علي العمل في مجال الاعداد دون مقابل لسنوات علي أمل التعيين الذي لا يأتي. تذكرت بكل مرارة معاناة مئات الالاف من الشباب المجتهد والمتفوق الذي يكابد في الحصول علي فرصة عمل شريفة حتي ولو كانت غير مناسبة . بعد أن تخلت الحكومات المتعاقبة علي بر مصر منذ حوالي ربع قرن عن رعاية المتفقوين أو توفير فرصة عمل للخريجين. ودفعني تساؤل تلميذي . للبحث عن ماهية الراحة التي يريدها الشباب. ووجدت عدة تعريفات ربما يكون اشملها ما ذكرته مجموعة ويكيبيديا : "الراحة أو الارتياح. هو شعور نفسي وجسدي. وغالبا ما يقال أنه شعور باليسر وكثيرا ما ترافق الكلمة راحة البال وهو نوع من الارتياح الداخلي والرضي النفسي والطمأنينة. وغالبا ما توصف بأنها عدم وجود العسر¢.. ولكي يصل الشباب المصري إلي الشعور بالراحة لابد من توافر عدة عوامل أهمها : أن يطمئن الشاب أنه سيجني ثمرة جهده بحصوله علي فرص عمل مناسبة . وان تكون هناك معايير موضوعية لشغل فرص العمل . ومعايير عادلة للترقي الوظيفي. أن يجد وسيلة مواصلات عامة مريحة تنقله من والي مقر عمله بأسعار مناسبة . وأن يجد سكنا يرتاح فيه بعد عودته من العمل وبايجار مناسب لا يزيد عن 30% من دخله. أن يرحم المجتمع الشباب ولا يغالي في تكاليف الزواج حتي نحد من معدلات العنوسة المرتفعة التي وصلت الي نسب خطيرة حيث أشار تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلي أن عدد العنوسة في مصر تجاوز 13.5 مليونا ممن تجاوزت أعمارهم 30 عاماً. منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاة . تتزايد تلك الارقام كثيرا بين من هم أقل ومن 30 عاما. وحتي تتحق تلك العوامل او بعضها نصحت تلميذي بان يسعي للبحث عن مصادر للراحة والفرحة بتذكر اللحظات الايجابية في حياته والعمل علي تنميتها . وقبل كل ذلك الايمان واليقين التام بان مقاليد الامور بيد الخالق سبحانه وتعالي وليس بيد المخلوقين . ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيميّة صاحب المقولة الشهيرة "جنتي في صدري¢.