من حق الشباب أن يكون له طموحات وآمال تتفق مع ما هو متاح له علي مدي مسيرة العمر الواسعة أمامه بإذن الله. عليه ادراك أن الوصول إلي »قمة الجبل» يحتاج إلي الجهد والعرق والإيمان وانه محفوف دائما بالصعاب والعقبات والاخطار . مطلوب أيضا أن يكون علي وعي كامل بهذه الحقيقة التي تتحمل مسئولية غرسها الأسرة أولا ثم مؤسسات التعليم مع بداية طفولته وحتي تخرجه من الجامعة حيث تتولي امور رعايته الدولة بعد ذلك. سعدت باللقاء والحديث.. مع نماذج مشرفة من الشباب في مؤتمرهم بشرم الشيخ. إنهم جديرون بأن يكونوا في قافلة توعية باقي أقرانهم. ان ما يلفت النظر عما يشاع عن أن سبب الازمة التي يعاني منها الشباب هو عدم توافر العمل المناسب الذي يتفق مع مؤهلاته الدراسية. هذا الفكر هو نتيجة أخطاء السياسات التعليمية للنظم الحاكمة المتتالية في مصر المحروسة. هذا الشباب يتغافل ويتغاضي ومتجنبا الفكر الخلاق الذي يفتح أمامه أبواب المستقبل. امامهم مثال حي في الشباب الذي لجأ إلي الهجرة للخارج وقبل العمل في أي مهنة منها غسيل الاطباق والحمالة وأعمال النظافة سعيا للحصول علي لقمة العيش التي يحتاج إليها للحياة. إنني أتوجه لهذا الشباب بالتساؤل وأنا أري الكثير منهم يجلسون في المقاهي يدفعون قيمة مشروباتهم من المصروف الذي يأخذونه من الأب المكلوم بمشاهدتهم بلا عمل. لماذا هذا القبول بأي عمل في دولة أجنبية ولا يتم القبول بأعمال أكثر احتراما وتقديرا متوافرة لهم في وطنهم في إطار الايمان بأن أي عمل لتوفير لقمة العيش ما هو إلا بداية. أنني أعجب من سلوك بعض شبابنا الذي يتسم »باللهوجة» والاستعجال إنهم واقعون أسري للاعتقاد بأنهم يمكنهم الوصول إلي القمة بعد تخرجهم دون اجتهاد أو جهد أو عمل منتج يقوم علي الامانة والمصداقية وبذل العرق. إنهم يفتقدون الايمان بأن الرزق بيد الله تعالي وبيدهم.. بقدر بذلهم وعطائهم وهو ما يتماشي مع القول المأثور.. »من جد وجد» حتي لو طال طريق الكفاح والمعاناة علي أساس أنه لابد من نهاية له. في هذا السياق ومن منطلق خبرة السنين وما شاهدته في جولاتي وزياراتي الصحفية لكل بلاد الدنيا والتقائي بنماذج مصرية بلغت القمة في مجالات الانشطة الحياتية. حكوا لي عن تجربتهم حتي تمكنوا من تحقيق آمالهم وطموحاتهم بعد مغادرتهم مصر الوطن الأم. معظم هذه النماذج الناجحة تحلم بعد بلوغها هذه القمة في العودة لوطنهم لخدمته والمساهمة في تقدمه متمنين أن تكون الظروف مهيأة ليحققوا هذا الأمل. ان مايثير الانتباه في هذا الأمر شكوي العديد من أصحاب المشروعات المنتجة عن حاجتهم لأيد عاملة بأجور مغرية. إن الفرصة متاحة لهذا الشباب لكسب لقمة عيشهم وبدء مسيرتهم بالتأهل والتدريب. إنهم يمكنهم ومن خلال هذا العمل وبمرور الوقت الوصول إلي آمالهم وأحلامهم مثلهم مثل الكثير من الشباب الذي استطاع الوصول إلي هذه الغاية وقهروا البطالة. وللحديث بقية