وزير التعليم: القيادة السياسية تدعم "التعليم المنتج للإبداع والابتكار"    غرفة القاهرة تهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى تحرير سيناء    الدولار يتراجع إلى أقل من 48 جنيها بالبنوك    أسعار القمح اليوم في مصر.. زيادة 500 جنيه للأردب وإقبال على التوريد    وزارة النقل تتعاقد على بناء سفينتين جديدتين مع ترسانة هانتونج الصينية    شركات التأمين تسدد تعويضات بقيمة 3.6 مليار جنيه خلال شهر    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    نائب وزير الإسكان يفتتح معرض إدارة الأصول    وكيل «خطة النواب»: 90 مليار جنيه لدعم الخبز في موازنة 2024/ 2025    صور الأقمار الصناعية تكشف الاستعدادات لعملية رفح    جامايكا تعترف رسميا بدولة فلسطين    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    عضو ب«النواب» يطالب بمحاكمة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد اكتشاف مقابر في غزة    موعد مباراة الأهلي ومازيمبي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا    مباريات اليوم.. الأهلي في الدوري الأفريقي للسلة.. ومؤجلات بريميرليج    محمد الشناوي يدخل قائمة الأهلي أمام مازيمبي    استمرار ارتفاع درجة الحرارة بالفيوم.. والعظمى تسجل 41 درجة    6 تعليمات من «التعليم» بشأن امتحانات «الترم الثاني».. منها وضوح الأسئلة    «الشيوخ الأمريكي» يوافق على مشروع قانون لفرض قيود على «تيك توك»    الخشت يُشارك بمؤتمر "الذكاء الاصطناعي وأثره على حقوق الملكية الفكرية"    قصة حب انتهت بالزواج ثم القتل لسبب صادم.. جريمة تهز المحلة    يطرحه مساء اليوم، أغاني ألبوم رامي جمال الجديد «خليني أشوفك»    38 مليون جنيه إجمالي إيرادات «فاصل من اللحظات السعيدة» في السينما    DMC تعرض تقريرا عن الفنان الراحل محمود مرسي في ذكرى رحيله    «حياة كريمة» تطلق عدة قوافل اليوم الأربعاء.. تتواجد في 4 محافظات    مصر تفوز بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الإفريقية    طلب إحاطة بشأن تحصيل رسوم من مرضى الطوارئ بالمستشفيات    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بعد عودة الشناوي.. تعرف على الحارس الأقرب لعرين الأهلي الفترة المقبلة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 24-4-2024 والقنوات الناقلة    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    بسبب الحرب على غزة.. كل ما تحتاج معرفته عن احتجاجات الجامعات الأمريكية    دعاء الحر الشديد.. 5 كلمات تعتقك من نار جهنم وتدخلك الجنة    تفاصيل الحالة المرورية بالمحاور والميادين صباح الأربعاء 24 أبريل    اليوم.. استكمال محاكمة المتهمين باستدراج طبيب وقتله بالتجمع الخامس    ريانة برناوي أول رائدة فضاء سعودية ضيفة «يحدث في مصر» الليلة    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    متحدث "البنتاجون": سنباشر قريبا بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة    تاريخ مميز 24-4-2024.. تعرف على حظك اليوم والأبراج الأكثر ربحًا للمال    8 مليارات دولار قيمة سلع مفرج عنها في 3 أسابيع من أبريل 2024.. رئيس الوزراء يؤكد العمل لاحتياط استراتيجي سلعي يسمح بتدخل الدولة في أي وقت    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    الذكرى ال117 لتأسيس النادي الأهلي.. يا نسر عالي في الملاعب    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    بايدن يعتزم إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا اعتبارا من "هذا الأسبوع"    نتائج مباريات الأدوار من بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاوي الروح
تقدمها : دعاء النجار
نشر في الجمهورية يوم 27 - 03 - 2015

أنا فتاة عمري 16 عاما. في مرحلة الدبلوم. ورغم صغر سني لكن يعلم الله الرحلة الطويلة التي خضتها في حياتي معذبة افتقد كل معاني الحياة. وسأحكي لك الحكاية من البداية حتي تعرفي أنني لا أبالغ عندما أقول لك أنني بصراحة.. لا أعيش.
فوالدي توفي وعمري خمسة أعوام. ولم تنتظر أمي طويلا. وتزوجت من آخر. وانجبت منه. وتركتني طفلة لا أعلم عن الحياة شيئا. لم أر أمامي سوي جدتي لوالدي السيدة المسنة المريضة التي بلغت من العمر أرذله. ولا تقوي علي الحركة سوي أن تذهب إلي قضاء حاجتها. وتعيش بأفكار عمرها وتربيتها وتحتاج دائما من يرعاها ويكون إلي جوارها.
وعندما تزوجت أمي من زوجها هذا كانت لا تفكر سوي في نفسها. بحجة أن عمرها عند وفاة أبي لم يتجاوز الثلاثون عاما. وأصبحت وجدتي وحيدتين نعيش بين أربعة جدران. نفتقد الأسرة واللمة والأهل. ولا نجد ما نتكيء عليه سوي معاش جدي الذي بالكاد يوفر لنا ضرورات الحياة.
مرت بي السنون وأصبحت في مرحلة المراهقة. يراني الناس فتاة جميلة في مقتبل العمر. لكن الحقيقة يا سيدتي أنني أعيش حياة بطعم الموت لا شيء مهمًا. ولا شيء ينبيء بأي خير في المستقبل. لا هدف. ولا مثل ولا قدوة. فأصبحت مجموعة من المشاكل تمشي علي الأرض.
وكلما مر العمر بجدتي زادت حالتها الصحية سوءا. وفي كثير من الأحيان أعود من المدرسة لأجدها ملقاة علي الأرض في غيبوبة. ولأنها كانت كل حياتي وصاحبة الفضل الأول عليّ طوال عمري. واحتضنتي وأحسنت رعايتي وتربيتي فكنت أري دائما أن أقل ما أقدمه لها أن أمكث إلي جوارها أرعاها وأقوم علي شئونها.
أصبحت في حالة اكتئاب دائم فأنا وحيدة رغم أن لدي أمًا وأشقاء. أعاني مرارة اليتم وأمي علي قيد الحياة. وكلما عرضت عليها أن أقضي معها يوما أو يومين في الأسبوع. ترفض ويرفض زوجها أن أعيش بينهم بحجة أن دوري أن أعتني بجدتي المسكينة.
واقتصرت حياتي علي المدرسة وجدتي المريضة. والبيت الذي لا أجد فيه سوي أربعة جدران. تأتي أمي في المناسبات لزيارتي كالغرباء. تؤدي واجبا عليها وتذهب لحال سبيلها. وهكذا عشت وجدتي معا صديقتين متلازمتين حتي عدت من المدرسة ذات يوم فوجدت مسكننا يعج بالرجال والسيدات.. ومن بينهن جارتنا التي في الشقة المقابلة لنا والتي استقبلتني بالبكاء.. واحتضنتني وأبلغتني أن جدتي توفاها الله بعد أن اختنقت برائحة الغاز حيث كانت تريد أن تساعدني وتجهز لي الطعام.
الآن وقد صرت وحيدة ومضي علي وفاة جدتي ستة أشهر كاملة اضطررت والدتي أن تصطحبني وزوجها للعيش معهما ولكن للأسف أشعر دائما بينهما وكأنني حمل ثقيل.
وذات يوم عرض علي شقيق صديقتي أن يتزوجني عرفيا لأنه مازال يدرس بالثانوية العامة. وسيعمل مؤقتا إلي جانب الدراسة لينفق عليّ. شعرت وكأن الله أنقذني وأرسل لي هذا الشاب ليرحمني من معاناتي.
وبالفعل ساعدني علي الهروب من منزل والدتي وزوجها. وأنا الآن أري أن أعيش مع هذا الشاب مصير مجهول. خير لي أن أعيش مع أم غابت عنها مشاعر الأمومة. أهملتني وتركتني. وأنا في أمس الاحتياج إليها.
وفي النهاية وبعد أن قررت الهروب إلي هذا المصير المجهول مع شاب بلا مستقبل وبلا هدف وبلا أي ملامح الحياة لقصة حب سيكتب لها الموت قبل أن تولد. ولا أرغب في شيء الآن سوي أن تجيبيني علي هذه التساؤلات وتقول لي ماذا أفعل فهل أم في مثل ظروف أمي لها الحق أن تفعل ما فعلته بي. وتتركني لجدتي السيدة العجوز دون أن تسأل عني. فقد مات والدي ولم أعرفه. وتركتني أمي وأنا في أمس الاحتياج إليها. ثانيا هل خلقني الله في الحياة لكي أعذب وأواجه مصيرا مجهولا. فجدتي المسنة لم تمت لأنها سيدة عجوز ولكنها ماتت أيضا نتيجة إهمالي لها فكان من المفترض أن أمكث إلي جوارها ليل نهار عرفانا بجميلها عليّ. ففي النهاية أرجو أن تكون وصلت رسالتي.
عزيزتي الشابة الجميلة والابنة التي جاءت إلي الحياة لتري أما تجمعت فيها كل معاني الأنانية والاستهتار حتي يصل الأمر إلي أن يكون هدفها هو أن تعيش حياتها ولا مستقبل ابنتها. فهكذا يكون الإهمال والخراب.. خراب الحياة كلها بعد أن يتخلي عنا أقرب الناس إلينا.
أجيب علي رسالتك وأنا لا أدري ما هو حالك اليوم هل تزوجت من هذا الشاب عرفيا. أم عدلت عن هذه الفكرة. واخترت الخيار الأمر والأصعب في أن تعيشي إلي جوار أمك وزوجها رغم شعورك بالخجل والأسف وكأنك غريبة بين أمك وأشقائك.
فيا عزيزتي خير ما ننتقم به ممن أساءوا إلينا وظلمونا ونفروا منا ونحن في ضعفنا وشدة حاجتنا إلي العون والمساندة. هو أن نصنع حياتنا بغير الاعتماد عليهم ونحقق أهدافنا ونجاحنا معتمدين علي أنفسنا. حتي ليشعروا بالندم علي أنهم لم يشاركوا ولو بالكلمة الطيبة ولم يكن لهم أي فضل علينا ولم يعد يحق لهم أن يعتزوا بدورهم في مساندتنا.. وأن يشاركونا الحياة.
لكن إنه القدر يا عزيزتي يحركنا كما يشاء. فلا أعرف كيف أقول لك عليك أن تلجئي إلي أحد أقاربك لتعيشي معهم. وتخلت أمك عنك. ولا أعرف هل يمكن أن أقول لك عيشي بمفردك في شقة جدتك واعملي واستكملي تعليمك حتي أن يرزقك الله بشريك الحياة الذي ينقذك من كل هذا العذاب.
فللأسف يا عزيزتي أن يكون من طبائع البشر أن يميلوا دائما لتبرير تصرفاتهم التي يعلمون جيدا أنها تتعارض مع الأعراف السائدة كما فعلت والدتك.
فدعيني أضع مشكلتك أمام قرائنا ليقولوا لنا ماذا يمكن أن يتبع في مثل هذه الحياة من خلال البريد الالكتروني للصفحة [email protected] أو من خلال البريد علي 111-115 شارع رمسيس القاهرة.
أبي "حانوتي"
أنا "س.م" من القاهرة فتاة في بداية العشرينيات من عمري أدرس بالفرقة الثالثة بالجامعة ورغم أنني علي قدر كبير من الجمال يوحي بأنني من طبقة راقية إلا أنني أعاني من الخجل الشديد بسبب مهنة والدي حيث يعمل "حانوتيا" وقد عانيت كثيرا في صغري بالحي الذي نشأت به حيث كان يعرف زملائي بالمدرسة وجيراني مهنة أبي أما الآن وقد ذهبت للجامعة فقد تمكنت من إخفاء الأمر عن الجميع وحين يسألني أحد أخبره أن والدي تاجر كبير.
والآن وقعت في مشكلة كبري حيث أحببت زميلا لي بالجامعة حبا شديدا يبادلني إياه ويرغب في مقابلة والدي لطلب يدي للخطبة علي أن نتزوج عقب تخرجنا.. وأنا في حيرة من أمري فقد أخفيت عنه حقيقة مهنة والدي ووضعنا الاجتماعي المتدني علما بأنه من طبقة راقية فهل أهرب معه لنتزوج أم أخبره الحقيقة وأفقده للأبد وأفقد معه آخر أمل للخروج من بؤرة الفقر.
ولها أقول يا عزيزتي لقد أخطأت مرتين الأولي حينما أخفيت حقيقة وضعك الاجتماعي عن زملائك بالجامعة والثانية عندما سمحت لنفسك بالتمادي في قصة حب غير متكافئة مع زميلك فالفقر ليس عيبا وإنما الكذب هو العيب بعينه.
والآن عليك الاختيار بين التمادي في الكذب وخسارة احترام الجميع لأن الحقيقة يصعب إخفاؤها طوال العمر لذا فعليك بالاختيار الثاني ومصارحة حبيبك بحقيقة وضعك بكل وضوح وإن كان يحبك حبا حقيقيا فلن يتخلي عنك وسيقف بجانبك ويدعمك وإن كان غير ذلك فلا تلوميه أبدا فأنت من وضعت نفسك بهذا الموقف.
المدرس قتل التلميذ
أرسل إلينا الصديق الدائم للصفحة سالم شعوير. من إدكو برسالة يقول فيها من خلال صفحة "حديث الروح" التي تهتم بكل جوانب حياتنا الاجتماعية وما يشغل بال الناس.
تطالعنا الصحف بين الحين والحين بأحداث غاية في الغرابة لست أدري إن كانت دخيلة علي مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا أم أنها أصبحت ظاهرة جديدة.
عناوين بارزة لأحداث موسفة تنشر وقائعها علي صفحات الصحف مثل مدرسة بلا تلاميذ.. تلميذ يمزق ملابس مدرسة.. تلميذ يضرب مدرسًا.. حبس مدرس التعذيب قاتل التلميذ.. المدارس سلخانة لقتل التلاميذ.
وعناوين أخري تقشعر لها الأبدان فارجو أن يتسع صدركم وأظنه يتسع لأن أحكي للجميع تجربتي الشخصية مع هذا الأمر وما مر عليّ من أحداث عاصرتها وشاهدتها وكنت متابعا لها ولا أقول غير الحق ولا شيء سوي الواقع.
أنا كنت أعمل رئيس قسم في إحدي الإدارات التعليمية وبصفة شبه يومية كنا نخرج نحن الموظفين والموظفات من مكاتبنا علي أصوات عويل وصراخ ونعود إلي مكاتبنا عندما نعرف أن السبب أم تصرخ بالصوت الحياني الأستاذ قتل الولد أو أب يلعن الإدارة ويقول المدرسة كسرت ذراع البنت لأننا نعرف أن بعضها يكون حركات يقوم بها البعض لكي يتستروا علي مشاغبات وجرائم أولادهم.
وفي يوم من الأيام حدث المعتاد وحضر رجل ومعه ولده التلميذ في الصف الثالث الابتدائي وصاح بأعلي صوته فين مدير عام الإدارة المخروبة دي وصياح من هذا النمط خرجنا كالعادة لكي نستطلع الأمر وكلنا نحاول ترضيته.
قال إن المدرس ضرب الولد ده وكسر ذراعه وأنا "رحت" عملت محضر في المركز و"جاي" الإدارة علشان أقدم الشكوي دي وإذا الإدارة لم تتخذ أي إجراء قانوني سوف أتوجه إلي المديرية انقسمنا إلي قسمين قسم يلاطف الرجل وقسم يداعب التلميذ الذي يقف في منتهي الأدب والاحترام وبراءة الأطفال في عينيه فما كان من المدير العام إلا أن أخذ منه الشكوي "وأشر" عليها الشئون القانونية لعمل اللازم وفق التعليمات.
حتي يجعل مسئوليته أمام ثورة الرجل وإليكم المفاجأة العجيبة أيها السادة الكرام استدعت الشئون القانونية الرجل الذي أصر علي الإدلاء بأقواله أمام مدير عام الشئون القانونية شخصيا حتي لا يغيروا أقواله حسب ما قال وحسب ما فهموه في الشارع وفعلا تم له ما أراد فهذا حقه القانوني وأدلي بأقواله وانصرف وباستدعاء المدرس قال أقواله وانصرف وبسماع أقوال الشهود الذين كان من بينهم ولي أمر تلميذ حضر إلي المدرسة لكي يسلم شهادة ميلاد ابنه وشاهد الواقعة من بدايتها حتي النهاية.
فماذا قال هذا المواطن الذي ليس له لا في الطور ولا في الطحين.. قال أنا كنت واقف في "الطرقة" منتظر الموظفة لكي اسلمها ورقة خاصة بنجلي وكان المدرس يقف مع اثنين من المدرسين يتحدثون في أمور العمل ومعهم بعض الأوراق يعرضونها علي بعضهم أتي هذا التلميذ وأخذ يرقص أمامهم ويهزأ منهم جميعا ويخرج لهم لسانه.
نهره أحدهم فلم يرتدع قام أحدهم بدفعه برفق وأمره أن يذهب إلي فصله ولم يذهب رأيتهم يتحايلون عليه ويرجونه الذهاب إلي فصله ولكن رأسه وألف سيف يكمل الرقصة أمامهم فما كان من أحد الثلاثة بعد أن نفد صبرهم إلا أن دفعه دفعة قوية أطاحت به أرضا فوقع علي ذراعه وأخذ يصيح أنا عاوز بابا أنا عاوز ماما الحقوني الأستاذ قتلني لدرجة أن جيران المدرسة استطلعوا الأمر من الشبابيك وسرت شائعة أن المدرسة قتلت تلميذًا كل هذا أمامي.
ووجه كلامه إلي مدير عام الشئون القانونية قائلا: والله لو أنا أو أنت كنت مكان المدرس لفعلت أكثر من ذلك يابيه احنا بشر من لحم ودم وهذه أقوالي وكانت أقواله مطابقة لأقوال الجميع ومطابقة للواقع.. عرضت علي حضراتكم وأترك لكم الحكم والتعليق.. أما قرار الشئون القانونية النهائي في هذه القضية فسوف أعرضه علي حضراتكم فور الانتهاء من إبداء الآراء.
الابن الأكبر
أكتب إليك برسالتي لتخففي عني ما أنا فيه. وأرجو ألا تنشري اسمي أو بياناتي حفاظا علي مشاعر أسرتي التي لا يعلم بحالها إلا الله. ودعيني أروي لك مشكلتي. فحياتي قاسية إلي أبعد الحدود. فأنا شاب عمري ثلاثون عاما. الابن الأكبر لأسرتي.
توفي والدي منذ عدة سنوات وكنت وقتها مازلت طالبا بكلية الهندسة. بقسم ميكانيكا وإنتاج. وكنت منذ المرحلة الابتدائية متفوقا وأخذت سنوات دراستي دون إخفاق. ومن ثم كنت محط أنظار الجميع. وكان يعتقد كل من حولي أنني سوف يكون لي شأن كبير في الحياة لأجني ثمار الكد والتعب والمذاكرة وسهر الليالي من أجل التفوق.
وبطبيعة الحال كانت آمال والديّ عريضة لأنني كنت بالنسبة لهما السند أو كما يقولون الأب الثاني خاصة أن لدي ثلاث أخوات أصغر مني بعدة سنوات. ومازلن بالتعليم. وكان والدي دائما يدفعني أن أكون مسئولا عن كل كبيرة وصغيرة متعلقة بأخواتي. ودائما يساعدني علي أن أصنع حياتي بيدي معتمدا علي نفسي بلا أي معين أو نصير سوي الله سبحانه وتعالي الذي لا يضيع أجر الصابرين.
وبدأ والدي يحملني المسئولية كاملة حتي في ظل وجوده إلي جوارنا ودفعني إلي العمل إلي جانب الدراسة فكنت زشعر أن هذا هو الظلم بعينه خاصة أن كل من حولي من جيراني وأقاربي من أبناء جيلي مدللين ومرفهين ولا يحملون للدنيا هما. ومرت السنون سريعا وتوفي والدي وأنا في الصف الأول الثانوي. فعرفت حينها كل المعاني التي زرعها بداخلي. وفي أن أكون مسئولا وأن أكون دائما السند لأخواتي ولوالدتي التي تبلغ من العمر الآن 59 عاما.
فلم تجد والدتي شيئا باستطاعتها سوي أن تحرم نفسها من أجل أن أكمل دراستي. ومضي عامان بكل ما عشناه من ظروف سيئة حيث إن والدي لم يترك لنا سوي 7 آلاف جنيه صرفت علي المصاريف الدراسية لأخواتي والمعاش الشهري الذي لا يتجاوز ال300 جنيه. وأكرمني الله وتخرجت عام 2004 بتقدير جيد. اعتقدت أن الحياة قد فتحت لي ذراعيها.
لكن لم تدم سعادتي طويلا فبعد أن نزلت إلي سوق العمل وأنا أحمل آمالاً لا أول لها ولا آخر خاصة أن مجالي من المجالات المطلوبة دائما. لكن كلما طرقت بابا أو سعيت وراء فرصة عمل لأستطيع من خلالها الحصول علي دخل ثابت يمكنني من الوفاء بمتطلبات أسرتي تقف الواسطة عائقا قويا أمامي الأمر الذي أحزن والدتي وأدي إلي إصابتها بجلطة بالقدم ورغم الأدوية والعلاجات إلا أنها أصبحت لا تقوي علي الحركة وتحتاج إلي مبالغ طائلة للعلاج.
وباتت مشكلتي الكبري هي عدم الاستقرار في عمل فتارة أعمل في قهوة وتارة أعمل بائعًا في أحد المحال وللأسف كل هذه الفرص مؤقتة ولا تدوم طويلا فهل لي أن آمل أن يقرأ أصدقاء الصفحة رسالتي ويساعدوني في الخروج من أزمتي القاسية بعد أن أظلمت الحياة من حولي. وأصبحت في أمس الاحتياج إلي فرصة عمل ثابتة تعينني علي ضغوط الحياة والمسئولية الثقيلة التي أحملها وحدي بعد وفاة أبي.
** عزيزي صاحب هذه الرسالة التي تحمل كل معاني الإنسانية والرحمة التي أصبحت في زماننا هذا كالعملة النادرة. دعني في البداية أحييك علي برك بوالديك وحتي كنت نعم الابن البار والسند والمعين لأسرة لا تملك سوي الرضا والصبر علي قضاء الله.
ولن أنسي أن أشكر والدك رحمة الله عليه الذي علمك معني الرجولة وتحمل المسئولية مبكرا فما أروع هذه المعاني إذا ما التفت إليها الآباء حتي يتم إخراج أبناء صالحين في المجتمع وقادرين علي تحمل المسئولية في كل شيء.
وكم تستحق أيضا والدتك الشكر والتقديم علي أمومتها وشعورها بالمسئولية وتفانيها في حب ابنائها ورعايتهم والوصول بهم إلي بر الأمان. فالحياة مليئة بالنماذج التي تستحق المساعدة وتستحق أن نمد لها يد العون. ففي القصة السابقة لقصتك. روت صديقتنا ما مدي قسوة الأم التي تركتها في الحياة وحيدة وتزوجت بعد وفاة زوجها وتركت ابنتها وحيدة تواجه مخاطر الحياةوتقلباتها.
لكن يا صديقنا من المؤسف أن نجد شابا مثلك متفوقًا ومجتهدًا. وتخرج في كلية الهندسة بتقدير جيد ونشأ هذه النشأة الصالحة وفي النهاية لا يجد فرصة عمل. وإذا حدثت المعجزة ووجدت وظيفة فغالبا تكون غير مناسبة أو بعيدة عن تخصصك.
ولكن دائما يا أخي العزيز إن مع العسر يسرا ولا يعيبك أن تعمل كبائع متجول أو في مقهي فأي عمل شريف يحقق لك دخلا حتي ينظر إليك المسئولون بعين الرحمة والإنسانية ويجدوا لك فرصة عمل مناسبة لمؤهلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.