طول عمري وأنا لا أعرف ما يسمي بالفتنة الطائفية علاقاتي مع الأخوة الأقباط متوازنة وممتدة وكم من المرات كان التلاقي مع رجال دين أقباط وفي مناسبات متعددة اجتماعية وقومية الحب والصفاء والإخلاص همزات وصل جمعت ومازالت بيننا. تألمت لحرق الكنائس وتألموا هم أيضاً لويلات أصابتنا. في كل النوائب التي تكالبت فوق رؤوسنا كنا هدفاً لها في كل الحروب التي خاضت مصر كان الضحايا من المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي. في أعوام 48 و56 و67 و73 عندما ضرب الزلزال مصر لم يفرق بين مسلم ومسيحي الضحايا كانوا مصريين. الجرائم التي ترتكب هي من صنع البشر قد يكون مسلماً أو مسيحياً ما يعنيني هو تنفيذ القانون دون إبطاء والعدالة الناجزة التي لا تستثني أحداً مهما كان مركزه. أو وضعه الاجتماعي إذ لا فرق بين ابن الوزير أو الخفير. تألمت لما قيل حول تجريد احدي الأمهات بصعيد مصر من ملابسها. وهي أن حدثت فهي جريمة نكراء وعار لحق بنا جميعاً. الشعب والحكومة الأفراد والأحزاب. هي لم تتعر وحدها بل نحن جميعاً من كشفت عوراتنا وانكشفت سوأتنا. وقد يقول قائل مهلاً يا رجل وأنا أقول التمهل أمام هذه الجريمة خيانة عظمي. لقد حاول الأعداء تقويض العلاقة بين أبناء الوطن فتكسرت المؤامرات علي أعتاب الحب الذي جمع بيننا. ولا يمكن ان ننسي الموقف النبيل للبابا تاوضروس عندما أحرقت الكنائس يوماً كانت كلماته التي اتسمت بالحكمة إذاً أحرقت الكنائس سوف نصلي في المساجد ووأد الرجل الفتنة التي كادت تلتهم الأخضر والأسود وبقيت مصر بحالها وربما كان سبب بقائها ان العلاقة بين عنصري الأمة قوية وراسخة ولم تتأثر بألاعيب الصغار. الأم المكلومة لابد من القصاص ممن تجردوا من مشاعرهم وقست قلوبهم والا فنحن ندفن الرءوس في الرمال بقلوب مطمئنة أقول حاكموا الجناة علي جريمتهم والا فلنحاكم نحن علي صمتنا ولا يقولن ولماذا نكأ الجراح وأنا أقول لابد من التطهر وقد يضطر الطيب إلي فتح بطن المريض حفاظاً عليه وعملاً علي راحته واستمراراً لحياته نرجوكم العدالة الناجزة هي الحل إذا أردنا فعلاً ان تكون لنا دولة تقوم بدورها الوارف والزاهر وان تعود إلي أزمانها التي كانت فهل يحدث ذلك وأنا لمنتظرون؟؟