انتهت زيارة البابا تاوضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للفاتيكان الأحد والتي بدأت الخميس الماضي، وبدأت زيارته الرعوية لأبرشية تورينو في اليوم التالي، الإثنين، حيث غادر إلي ميلانو لزيارة رعوية لأبرشيتها وأسقفها الأنبا كيرلس النائب البابوي لأوربا استغرقت يومين. وقد أعرب البابا تاوضروس، عن سعادته البالغة بنتائج زيارته للفاتيكان ولقائه بالبابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، وقال "إنه رجل مبارك وإنسان نقي". وأضاف قداسته في تصريحات لوكالة (أنباء مسيحي الشرق الأوسط) "إنه كان لقاءً مفرحًا اتسم بالمحبة وشعر بذلك كل أفراد الوفد القبطي، وتميز بالحديث عن العمل المشترك والوحدة المسيحية المنشودة بين الكنائس.. وقال قداسته "لقد تناولنا في هذه اللقاءات بعض الخطوات العملية ونأمل أن يستخدمها الله لخدمة الكنائس عبر الحوارات وتبادل الزيارات واللقاءات بحيث تكون هناك قلوب مستعدة لهذه الوحدة المسيحية". وتابع البابا تاوضروس "نشكر الله علي زيارة الفاتيكان هذه، ولنا معه علاقات طيبة ستنمو مع الأيام، ونتوقع في المستقبل مزيدًا من التقارب والفهم للآخر ومزيدًا من المحبة إلي جانب الحوارات". وحول ما إذا كانت زيارة البابا فرانسيس الأول لمصر قريبة، قال البابا تاوضروس : إنه وجّه له الدعوة باسم مصر كلها وهو يختار الوقت المناسب. ومن ناحية أخري، قام البابا تاوضروس الاحد الماضي، بتدشين كنيسة العذراء في دير العذراء وهو مقر أبرشية تورينو وأسقفها الأنبا برنابا، ويقع علي بعد 20 كيلومترًا شرق روما، وهي أول كنيسة يقوم البابا تواضروس بتدشينها خارج مصر. واستقبله الشعب القبطي بفرح شديد. من جهة أخري، أدي "تاوضروس الثاني"، بصحبة "فرنسيس الأول"، الجمعة، صلاة مشتركة للكنيستين "الأرثوذكسية والكاثوليكية" لتوحيد مسيحيي العالم، وذلك بكنيسة القديس بطرس بالفاتيكان، وألقي بابا الفاتيكان كلمة أشار فيها إلي أن الصلاة تهدف دائماً إلي أن يحل السلام في كل بقاع الأرض. وزار "تاوضروس" ضريحي الرسولين "بطرس وبولس" في الفاتيكان، واجتمع بالمجلس الحبري للوحدة المسيحية، ثم التقي الجالية القبطية بروما وبحث معهم الأمور الدعوية بصفة عامة. ونقلت تقارير صحفية إيطالية تصريحات للقمص إنجيلوس إسحق، سكرتير البابا، تأكيده أن "تاوضروس" لن يتناول أي نقاط تتعلق بأزمات الأقباط في مصر أو أحداث الكاتدرائية تحديداً بعكس ما نقلته صحف مصرية، مؤكداً أن البابا مؤمن بأن أزمات الأقباط لن تُحل إلا بإرادة مصرية وبعيداً عن أي تدخلات خارجية. ولاقت زيارة البابا تاوضروس الثاني للفاتيكان، للمرة الأولي بعد 40 عاما، ترحيبا كبيرا في الاوساط القبطية بشكل عام. ووصف المعنيون بالشأن القبطي الزيارة بالتاريخية، لها فوائد كبيرة جدا داخل وخارج مصر، وسوف تصحح الكثير من المفاهيم، وتعمل علي مد جسور المحبة والتواصل والسلام، وتؤكد علي الوحدة المسيحية. خصوصا ان هناك لجانا لاهوتية وعلمية متخصصة تدرس نقاط الاختلاف بين الكنيستين وتحاول التقارب بينهما.