لغسيل وتطهير الخزانات.. وقف ضخ مياه الشرب للوحدات السكنية بطور سيناء مساء لمدة 7 أيام اعتبارا من الغد    الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة    بدء امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل    أسعار اللحوم والفراخ في أسواق أسيوط اليوم الأربعاء    اليوم.. الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي    تأجيل محاكمة ترامب في قضية الاحتفاظ بوثائق سرية حتى إشعار آخر    عقب الإقصاء المهين.. سان جيرمان يتطلع لحقبة ما بعد مبابي    تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء    الحالة المرورية بالطرق والمحاور الرئيسية.. كثافات على كوبري أكتوبر «فيديو»    توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 8 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العقرب» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    يوم مفتوح بثقافة حاجر العديسات بالأقصر    بعد رفض قضاة تعيينهم، كلية حقوق كولومبيا تدعم خريجيها الداعمين لغزة    للمقبلين على الزواج.. تعرف على سعر الذهب اليوم    لسبب غريب.. أم تلقي طفلها في نهر مليء بالتماسيح    شاهد.. انتشار لافتات "ممنوع الموبايل والتدخين" في لجان امتحانات الترم الثاني بالمدارس    مظاهرات في إسرائيل تطالب بالتوصل إلى صفقة أسرى مع حماس    تعرف على المواعيد الجديدة لتخفيف أحمال الكهرباء    ياسمين عبد العزيز: فترة مرضي جعلتني أتقرب إلى الله    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    6 مقالب .. ملخص تصريحات ياسمين عبدالعزيز في الجزء الثاني من حلقة إسعاد يونس    حسن الرداد: مبعرفش اتخانق مع إيمي.. ردودها كوميدية    المدرج نضف|«ميدو» عن عودة الجماهير: مكسب الأهلي والزمالك سيصل ل4 ملايين جنيه    مقالب بطفاية الحريق.. ياسمين عبدالعزيز تكشف موقف لها مع أحمد السقا في كواليس مسرحة «كده اوكيه» (فيديو)    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة    أخبار السيارات| أرخص موديل زيرو في مصر.. أول عربية من البلاستيك.. وأشياء احذر تركها في السيارة بالصيف    سحب لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد- 19 من جميع أنحاء العالم    مكاسب الأهلي من الفوز على الاتحاد السكندري في الدوري المصري    مفيد شهاب: ما قامت به إسرائيل يخالف اتفاقية السلام وتهديد غير مباشر باستخدام القوة    محمد رمضان: فرق كبير بين الفنان والنجم.. واحد صادق والتاني مادي    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    القاهرة الإخبارية: تعرض رجل أعمال كندي يقيم بالبلاد لحادث إطلاق نار في الإسكندرية    عاجل.. أول رد من صالح جمعة على إيقافه 6 أشهر    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    واشنطن: القوات المسلحة المصرية محترفة ومسئولة ونثق في تعاملها مع الموقف    بالمفتاح المصطنع.. محاكمة تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات    المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف إيلات الإسرائيلية    ياسمين عبد العزيز: محنة المرض التي تعرضت لها جعلتني أتقرب لله    ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجمبرى؟.. فوائد مذهلة    5 فئات محظورة من تناول البامية رغم فوائدها.. هل انت منهم؟    الداخلية تصدر بيانا بشأن مقتل أجنبي في الإسكندرية    «العمل»: تمكين المرأة أهم خطط الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    مغامرة مجنونة.. ضياء رشوان: إسرائيل لن تكون حمقاء لإضاعة 46 سنة سلام مع مصر    رئيس البورصة السابق: الاستثمار الأجنبي المباشر يتعلق بتنفيذ مشروعات في مصر    تحت أي مسمى.. «أوقاف الإسكندرية» تحذر من الدعوة لجمع تبرعات على منابر المساجد    قبل مواجهة الزمالك.. نهضة بركان يهزم التطواني بثلاثية في الدوري المغربي    متحدث الزمالك: هناك مفاجآت كارثية في ملف بوطيب.. ولا يمكننا الصمت على الأخطاء التحكيمية المتكررة    عاجل - "بين استقرار وتراجع" تحديث أسعار الدواجن.. بكم الفراخ والبيض اليوم؟    فوز توجيه الصحافة بقنا بالمركز الرابع جمهورياً في "معرض صحف التربية الخاصة"    رئيس جامعة الإسكندرية يشهد الندوة التثقيفية عن الأمن القومي    موقع «نيوز لوك» يسلط الضوء على دور إبراهيم العرجاني وأبناء سيناء في دحر الإرهاب    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    بعد تصريح ياسمين عبد العزيز عن أكياس الرحم.. تعرف على أسبابها وأعراضها    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق شقة سكنية بالعمرانية    اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجرية    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    دعاء في جوف الليل: اللهم امنحني من سَعة القلب وإشراق الروح وقوة النفس    طريقة عمل تشيز كيك البنجر والشوكولاتة في البيت.. خلي أولادك يفرحوا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكاية مصرية جداً.. شيخ وقسيس وبينهما وطن.. قصة علاقة عمرها 27 عاما لم تعرف الخلاف
نشر في الأهرام العربي يوم 10 - 03 - 2015


أحمد السيوفى
بالتأكيد يمكن أن تختلف مع الشيخ علوى أمين فى آرائه الدينية أو السياسية، وبالتأكيد أيضا يمكن أيضا أن تختلف مع آراء القمص بولس عويضة الدينية أو السياسية، لكن من المؤكد أيضا أن علاقة هذين الرجلين التى استمرت 27 عاما تستحق التأمل والرصد، فالشيخ والقسيس تجمعهما صداقة وطيدة امتدت إلى البيوت والأسر ثم انتقلت إلى التحرك داخل الشارع والمجتمع، وإذا وجدت أحدهما فى أى طريق، فمن المؤكد أن تجد أخاه بجواره كما يحلو لهما أن يصف بعضهما البعض.
علاقة الشيخ بالقسيس تستحق الرصد فى مجتمع ينوء بالخلافات ولا يمكن رفاهية التناحر فنحاول أن نرصد العلاقة، عسى أن تكون نموذجا.
السؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو كيف نشأت هذه العلاقة ومتى بدأت؟
الخيط التقته الدكتور علوى أمين، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فقال:
البداية كانت لوجه الله، وهذا هو سر استمرارها لليوم، فلقد كانت علمية والعلم دائما رحما بين أهله، وأنا وجدت القمص بولس عويضة كل أهلى يوم أن نادانى الشيخ الإمام سيد طنطاوى، وكان مفتى الديار المصرية فى وقتها إلى مكتبه، وكنت بمثابة الابن له وكان يستشيرنى فى بعض الأمور، التقيت يومها القمص بولس جالسا معه، فوجدته يقول لى أريدك أن تساعد شخصا عزيزا على فى دراسته فى قانون الأحوال الشخصية، فقلت له من هو قال لى صفوت، فاعتقدت فى بداية الأمر أن صفوت هذا تلميذ من تلامذتنا فإذا به يقول لى هذا هو صفوت، وكان يقصد القمص بولس، وقال لى إنه أخوه فى الرضاعة، وأن والدته قد أرضعته فوافقت على الفور وبدأت معه وكان تلميذا نجيبا، وبعد فترة قصيرة كتب فى الأحوال الشخصية للمسلمين، وكنت كلما أقرأ كتاباته أنجذب إليه أكثر وتحس أنك تقرأ لعالم وليس لطالب عادى، فإذا بى أفاجأ أنه معه ماجستير فى الهندسة، وأنه ذهب إلى اللاهوتية طوعا وحبا فى الدعوة، وأكثر ما أعجبنى فيه مسيحيته، وعندما يعجب شيخ مثلى بمسيحية أحد فاعلم أنها المسيحية الحقيقية .
لكن متى بدأت هذه العلاقة؟
هذه العلاقة بدأت منذ عام 1988 ثم بدأت العلاقة تنموا وتتوطد، فذهبت إلى بيته وأتى إلى بيتى وكنت أستشيره فى بعض الأمور الخاصة والعكس، حتى وصل الأمر إلى أننا لا نفترق أبدا، لدرجة أننا لا يشارك أحدنا فى أى نشاط منفردا، وإنما نتشارك فى كل شىء، أنا ومعى أخى القمص بولس، وربما فى أيام ثورة يناير خير تعبير عن هذا، حيث كان يرافقنى فى ميدان التحرير أياما وليالى، وكان يأتى بالماء من خارج الميدان حتى يتوضأ الناس، لدرجة أن ظهره قد أصابه الألم من حمل المياه ومن كثرة خدمته وحراسته لنا ونحن نصلى، وفى 30 يونيو كان له دور كبير، وكان متحمسا بشكل كبير ولم يهدأ حتى صدر البيان الأول .
أما القمص بولس فيحكى عن هذه البداية قائلا: أزيد على ما قاله أخى إننى إن كنت وطنيا فلقد رضعتها من أخى الدكتور المحب، فهو أراد أن يمدحنى وأنا أشكره على مدحه لأن لسانه طيب وخلقه كريم.
وبداية العلاقة عندما رغبت فى أن أتعلم المواريث فأردت أن أدرسها وأعرفها لأن لدينا فى الكتاب المقدس بند المواريث غير موجود فى المسيحية، والمرأة كالرجل لها ما له وعليها ما عليه فيما يتعلق بالميراث، فذهبت إلى الإمام طنطاوى لما تربطنا به من علاقة قوية، حيث إنه قد رضع مع شقيقى الأكبر وكانت الدار فى الدار، فاستشرته فى أمرى، فقال لى سوف أسلمك إلى شخص أكثر إطلاعا منى، وقال لى إنه كان أستاذا له، كما أنه مدح فى خلقه لأنه يعلم جيدا أن لدى حياء كبيرا.
وعندما رأيت الشيخ علوى لأول مرة انجذبت إليه لسعة صدره وحلاوة لسانه، فأحسست أننى أعرفه منذ سنوات ولم يكن أبدا بخيلا على بعلمه، فلقد أطلعنى على مكتبته العلمية، وما لبثت أن تحولت العلاقة من علاقة علمية إلى علاقة عائلية فتبادلنا الزيارات وعرف الأهل بعضهم البعض، وكانت المحبة هى أساس كل علاقة ورأى بيننا، ولقد توارثنا هذا من الإمام الجليل طنطاوى المحبة وعلاقات المحبة التى تدوم، وأريدك أن تعرف أمرا عندما تجتمع الروحان على صفاء النية تدوم العلاقة على المحبة لأن الله محبة .
قلت لهما هل تذكران أنه وقع خلاف بينكما فى يوم من الأيام سواء فى العقيدة أو الفكر أو الرؤية السياسية؟
أجاب القمص بولس قائلا: لقد وجدت أنه نوع مميز من المشايخ لم أجد القتل وسفك الدماء والتعصب، بل وجدت السماحة والحب وعندما يلتقيان تجد صحيح الدين، وعلى مدار العلاقة وطولها لا أتذكر فى يوم أننا تحدثنا عن العقائد، هو له عقيدته وأنا لى عقيدتى، ولعل هذا بسبب أنه شبعان بإسلامه وأنا شبعان بمسيحيتى وبدينى الذى يبارك ولا يلعن .
وأضاف الشيخ علوى قائلا: ليس بيننا أى خلاف، فمالى هو ماله والعكس فلم نختلف أبدا ما دام الحب موجود، تنتفى كل الخلافات، وعندما اختلفت معه كان خوفا عليه وفى بعض الأمور الشخصية بعيدا عن العقيدة والدين، ولقد وضعنا إطارا تم فيه استبعاد كل الخلافات ومن أين يأتى الخلاف، فأنا مأمور باحترام السيد المسيح، فلم أختلف معه والعقائد لا نتحدث فيها على الإطلاق، وهو ما نريده لمصر والعالم كله.
قلت للشيخ علوى، لقد علمت أن لكما مشروعا جديدا وهو ما تروجان له ما طبيعة هذا المشروع؟
قال: فعلا لدينا مشروع نعمل عليه وأطلقنا عليه اسم «وطن واحد» وسنجمع فيه شبابا مسيحيين ومسلمين نقوم بتدريبهم من خلال دراسات معينة ينزلون بعدها إلى الشارع والمدارس لشرح القيم الأخلاقية بين الإسلام والمسيحية والعمل على إعادة الزمن الجميل ما كنت تستطيع أن تفرق فيه بين المسلم والمسيحى، لأن المجتمع كان متسامحا ومتجانسا، وكنا ندخل الكنائس ولا نشعر بأى فرق وكانت بيوتنا متجاورة ولم نسمع يوما عن الفتنة الطائفية .
وأضاف القمص بولس قائلا: أريد أن أعطى لك مثالا عن الوحدة وأنه لم يكن هناك يوم حديث عن الفتنة الطائفية فمن خلال علاقتى بالشيخ علوى والمحبة التى بيننا انضم إلينا اثنان آخران وأصبحنا أربعة أصدقاء لا نفترق، ونحن نريد أن يكون الرقم ليس أربعة بل أربعة ملايين من خلال إطلاق مبادرة وطن واحد برعاية الشيخ والإمام الجليل على جمعة، ولقد عرضناها على قداسة البابا ووافق عليها، وكذلك أيضا فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف ونحن نريد من خلال هذه الحملة أن نعطى درسا ليس عن الوحدة بل عن الانصهار، وهذا ما جذب إلينا مثل هذه الشخصيات، ونريد أن ينجذب إلى هذه المبادرة الملايين من المصريين .
فى رأيكما ما الأسباب الحقيقية للفتنة الطائفية التى تطل علينا بين الحين والآخر ولا يستفيد منها إلا أعداء الوطن؟
أجاب الدكتور علوى قائلا: منذ أن أتى نابليون بونابرت مصر وأتى بكنائس الغرب معه، قاموا بتنفيذ حركة الفرقة بين الدين الإسلامى والمسيحية، حيث كانوا يريدون إرساء فكرة فرق تسد، أما الكنيسة الأرثوذكسية المصرية الأصلية والتى أحب أن أطلق عليها الكنيسة السلفية وليس المقصود بالسلفية هنا السلفية بالمفهوم الإسلامى، لكن المقصود بها العراقة والأصالة، حيث إنها من أعرق وأقدم الكنائس فى العالم والتى فهمت هذا تماما وردت عليه ردا من أبلغ ما يكون عندما خرجوا على منبر الأزهر وأعلنوا الدين لله والوطن للجميع ساعتها بدأ الاستعمار فى تخطيط جديد، حيث إن هناك جماعات وجمعيات إسلامية كثيرة، وهناك جماعات مسيحية، وكان يجب أن تلتقى الجهود ولا تتجه إلى الفرقة ويبدأ من هذا التشرذم الضرب فى عضض النسيج الوطنى المصرى ولم يستطيعوا تنفيذ مخططهم، وبإذن الله لن يستطيعوا فتراهم يصدرون لنا بعض المنتفعين، فعندما ترى من يتحدث عن الفتنة الطائفية فى مصر تجده يعيشون فى أمريكا فى بريطانيا، لكن فى مصر لا يوجد، فحوادث الإرهاب التى تحدث فى مصر كما تحدث فى الجامع تحدث فى الكنيسة.
البابا تواضروس هذا الرجل الذى أرشحه لجائزة نوبل الذى قال إنه لا يهمنى البنيان يقصد الكنيسة، لكن يهمنى الإنسان، فإذا قاموا بإحراق الكنائس سنصلى بالمساجد وإذا أحرقوا المساجد سنصلى مع إخوتنا المسلمين فى الشوارع وأكد أن ما يهمه هو الإنسان المصرى سواء كان مسيحيا أم مسلما وعندما يتحدث البابا شنودة قدس الله سره مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه أريدك أن تحضر لى فردا واحدا مسيحيا أرثوذوكسىا قام بمهاجمة الإسلام فى يوم من الأيام، والعكس لكن لابد أن نوعى الناس هناك فرق بين الكنائس الشرقية والكنائس الغربية، الغرب يريد أن يصدر لنا مشاكله، لكن نحن بحمد الله بدأنا نعى الدرس فإذا خرج الاستعمار وبدأ يصدر لنا الاستحمار فبعضنا مستحمر يسمع بأذنيه ولا يعى بعقله، لكن بإذن الله مصر لن تسمح بوجود ما يسمى بالفتنة الطائفية مادام فيها أزهر وكنيسة.
أما القمص بولس عويضه فيقول حول هذه القضية إنه فى وقت من الأوقات كان هناك جهل بالأمور من أناس أتوا إلينا دون أن نعلم هويتهم حتى لو كانوا مصريين، فالمصرى الذى يأتى بالشر على بلده وأبناء بلده فلا يعتبر مصريا، لأن مصر وطن يعيش فينا لا نعيش فيه، مبارك شعب مصر، فادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، فإن أتى بعض المأجورين من أجل تحقيق هدف معين، وهذا ما عشناه لفترة طويلة ثم ظهرت هوية هؤلاء، ووقتها خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ورفض مثل هذه الأمور والأفعال، يكفروننا ونحن البلد الذى صدر علوم الإسلام إلى الدولة التى نزل بها الإسلام، كفرونا ونحن بلد السلام التى أوى إليها المسيح والعائلة المقدسة، ونشدوا السلام فى مصر ووجدوه وعاشوه. مصر بلد الأنبياء حتى العبرانين عاشوا فيها وكانوا فى سعة وعاشوا أياما جميلة أكلوا من خيرها وشربوا من نيلها مصر تستقبل كل الأديان برحابة صدر، وعندما جاء الفتح العربى مصر استقبلته بكل رحابة، والذى استقبل عمرو بن العاص هو البابا بنيامين ورحب به، وعمرو بن العاص خلص أقباط مصر من ظلم وقهر الرومان الذين كانوا يتبعون المسيحية الغربية، التى نوه عنها أخى دكتور علوى، والمسيحية المصرية الأصولية هى الأولى فى العالم فعلا، هى مستقيمة التعليم. كلمة أرثوذوكسى تعنى مستقيم التعليم، ومصر كانت تترأس كل المجامع المسكونية فى العالم، وأول باباوية ظهرت فى العالم كانت فى مصر قبل روما، روما أخذت الباباوية بعد مصر ب 200 عام، ولا يوجد فى العالم كله إلا بابويتان، باباوية فى الشرق وهى زمنيا قبل الغرب والتى كان يترأسها بابا الإسكندرية، وهو لا يخرج إلا من الأقباط الأرثوذكس، ثم البابا فى الغرب يخرج من الكنيسة الكاثوليكية، فإذا مصر هى التى علمت العالم كله سماحة الأديان ولا يمكن أن يكون هناك فيها غضاضة، لكن هذا يصدر إلينا من الخارج، ورفض المصريون على مر التاريخ أى محاولات للفرقة سواء على يد المماليك أو العثمانيين أو الصليبيين، إنما تمسكوا بحنيف الدين، لذلك يقولون على المصرى إنه حنفى، فمصر عندما خلقت، خلقت لتكون سنية وأرثوذوكسية نحن 200 عام أرثوذوكسية .
1450 عام سنية 1070 عام أزهرية حنفية وسطية صوفية، فإذا رأيت هذا التنوع يخرج لك سماحة الدين من قلب المصريين، فلا يمكن أن يحدث مشاكل وإن حدث فإنها لا تطول، ونحمد الله فإن أحرقوا الكنائس سنصلى فى المساجد، وإن أحرقوا المساجد سنصلى معا فى الشوارع، وكما قال قداسة البابا مصلحة مصر أهم من مصلحة الأقباط، ووطن بلا كنيسة أفضل من كنيسة بلا وطن. هويتنا المصرية تجعلنا نفديها بأرواحنا وأولادنا. وطنيتنا فى دمنا بكل ما فيها بأزهرها بعمامتها البيضاء والسوداء، بإمامنا الطيب والأزهر، ونحن نُفعل الله محبة فى كل الأوقات بصرف النظر عن العقيدة أو اللون .
ما أهم المشاكل التى تؤدى إلى الفتنة حتى يمكن تجنبها من خلال خبرتكما؟
هناك بالفعل بعض المشاكل التى تؤدى إلى الفتنة منها العراقيل التى توضع فى بناء الكنائس حيث توضع شروط تمنع البناء .
ثانيا: وضع شروط تعسفية تمنعنى من تقلد بعض الوظائف المهمة فى الدولة.
ثالثا: وضع شروط تميز الآخر عنى وأنا أريد وطنا يعطينى حرية بناء الكنائس، أريد وطنا لا يعطى شروطا لقبول الآخر، وعلينا أن ننقى كتب التراث، وعلينا أن ننقى التعليم، علينا أن ننقى الثقافة العامة، حينها ستعود إلينا الهوية، أنا أريدك أن تعاملنى كمصرى وليس كمسيحى، عيشنى فى وصية وثيقة المدينة وأعيشك فى وصية المحبة، أحبوا بعضكم بعضا إذا كان فى الكتاب المقدس المسيح، أحبوا أعداءكم, هل تتخيل أننا نحب من حرق كنائسنا ونصلى من أجله تنفيذا لوصية السيد المسيح، فمن الأولى أن أمد يدى لمن يمد يدن العون والمحبة لى الذى يحرسنى، وعندما تحرق كنيسة يكون أول من يطفئها. فى الأعياد المسلمين هم من يحرسون الكنائس خوفا عليها من يد العبث الجاهل والتعصب الأعمى، ومطلوب الآن تصحيح الخطاب الدينى لإعادة تصحيح المفاهيم، وإن نفذنا هذا أتممننا مكارم الأخلاق .
فى النهاية نريد أن نضع روشتة للعلاج فما طبيعة هذه الروشتة كى يكون العلاج من خلالها المجتمع حتى يتعافى من هذه الخلافات ؟
قال: إعادة ثقافة الحوار فى كل مناهج الحياة الإعلام التربية والتعليم لابد أن نعود جميعا إلى مصريتنا بما تحمله الكلمة من معنى ولا نسمع بأذننا ونترك عقولنا للهوى، وأن نفهم أن كثيرا مما يقال ليس مقصودا به مسيحى الشرق، وأن نقدس ما قدسه رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأول التقديس هو احترام المسيح عليه السلام، والآن كلنا يعرف دوره بمعنى التوعية، والتثقيف، التعليم، والكلمة الطيبة.
هناك أزمة تتعلق بدور رجال الدين أنفسهم فى صناعة الأزمة.. فما رأيكم؟
أجاب الدكتور علوى قائلا: هناك فعلا بعض السلوكيات عند رجال الدين لا يقبلها الأزهر ولا الكنيسة و يحاسبوا فعلا، فأريدك أن تعلم أن هناك من رجال الدين مسلما أو مسيحيا قد شلح المسيحى منهم وترك الدعوة, وكم رجل دين إسلامى قد ترك الدعوة، الأمور الآن لا تحتمل تلك الترهات فيجب أن تكون لدينا نغمة إسلامية موحدة ونغمة مسيحية موحدة .
كيف يمكن تكرار هذه الحالة القمص عويضة والشيخ علوى أمين؟
من قال إننا اثنان فقط أريدك أن تنزل إلى الشارع المصرى ستجد فى كل شارع وحارة هذه الحالة, فنحن لسنا متفردين، فيوجد غيرنا لكن لم يخدمهم حظهم من أجل الظهور فى الإعلام .
أنتما شاركتما فى مسائل سياسية وهنا يتعارض مع النصوص الدينية, هل هذا يسهم فى حل الأزمة أم يزيدها إشعالا؟
قال القمص عويضة: عندنا قداسة البابا يمنع التحدث فى السياسة، أما أنا فمواطن من حقى أن أبدى رأيى، فليس معنى أننى رجل دين أن تحجر على فكرى ورأيى، من حقى أنتخب، من حقى أن أختار رئيسى ودستورى، أنا مواطن مصرى وهذا حقى فى المواطنة، أتألم بآلام الوطن، وأسعد بسعادة الوطن، وما يسعد الأزهر يسعدنى وما يضره يزعجنى والعكس صحيح، فالأزهر تألم كثيرا من الاعتداء على الكاتدرائية.
أما الشيخ علوى، إذا كانت السياسة المشاركة فى العمل الوطنى أهلا بها، لابد من التفاعل مع المجتمع الذى أتعايش فيه، لهذا يجب تصحيح الخطاب الدينى، فالخطاب الدينى اقتصر على الجنة والنار وتخلف عن قضايا المحتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.