هل بالفعل ستكون وزير الأمل والتفاؤل؟ كان عندي هذا الاحساس عند اختيارك رغم توجس الكثيرين ورغم التشاؤم وفقدان الأمل مع تعاقب أكثر من وزير علي هذه الوزارة- والله العظيم- الهامة فهي أهم وأعمق وزارة في الحكومة المصرية والمنوط بها المهام الأكثر من المهام الحربية والعسكرية فهي وزارة الحفاظ علي مصر"!!" مصر الشخصية والهوية والقيمة في كل صورها بداية من بناء الإنسان المصري العقل والوجدان والضمير وقبل أن "أحييه وأشكره" أنا مازلت مصراً علي أن النجاح مرهون بالقيادات الجادة المبدعة والقادرة علي قيادة الإبداع وحمايته وأحذركم- عفواً- من القيادة التي تعمل بمنطق الموظف وما أكثرهم وما أكثر توغلهم في القطاعات والبيوت في كل جنبات الوزارة وضلوعها وعظامها ولحمها ومفاصلها كما أحذر من ثقافة المناسبات والصدفة- ويلا نعمل كذا- لدينا "قرشين عايزين نصرفهم".. هذا النوع من الثقافة قاتلة للإبداع ولا تقدم ولا تؤخر بل "تجيب الوكسة" وتخلف الحسرة والندم كذلك وكما أؤكد لكم متحدياً لن يكون هناك نجاح في ظل الكثير من القيادات الموجودة وأقول الإنتاج لا يقاس بالكم الغث ولكن بالكيف الثمين الهادف المضيف والمغير والمطور والمحرك المطلق لصواريخ الجدل والحراك والتفاعل فالثقافة التي لا تغير إلي الأفضل هي ثقافة ظلامية وأقل ما توصف هي ثقافة اهدار المال العام.. وأعود- قليلاً- للتفاؤل والأمل وأقدم لك التحية علي قراراك بعودة "مسرح طنطا لأهله" وعودته وتخصيصه لهيئة قصور الثقافة وأدعوك للاهتمام بمسرح المنصورة وأقول لك "شكراً" علي هذا القرار الجريء وأدعوك لزيارة جميع المسارح بجميع المحافظات ستجدها كثيرة وأفضل من مسارح كثيرة وأفضل من مسارح الأوبرا لكنها تعمل "عشرة أيام" في السنة ومنها لا يعمل علي الاطلاق لأن التعامل مع مسرح الثقافة الجماهيرية يتم بمنطق "السبوبة" ومعظم من يدير الثقافة في هيئة قصور الثقافة لهم أعمال أخري تجارية وغير تجارية ومنهم من يعمل في تجارة المواشي وغير ذلك من المهن الحرة وهنا ينبغي إعادة النظر في منظومة الحركة الإدارية لمسرح الثقافة الجماهيرية بداية من الميزانية وحتي ظهور العرض وهذا موضوع كبير في حاجة لاقتحامه وحتي يتم هذا من الحتمي نسف المنظومة الإدارية بكل مستوياتها وكفاية إدارة الثقافة الموسمية والاحتفالية وكفي وإذا أردت أمثلة أقول لك في جلسة مع مجموعة من النقاد الزملاء فما هو موجود لا أمل فيه- بصراحة- وأقول لك راجياً قم بزيارات مفاجئة لمسارح هيئة قصور الثقافة ستجد العجب العجاب وستجد مسارح لا تعمل ومسارح تعمل بنظام الشرائح عروض لمدة عشرة أيام وإذا جاءت لجنة التحكيم بعد اليومين في بداية العرض لا يكتمل حتي تتحقق المقولة المشهورة "إكرام الميت دفنه" والميت هنا العرض المسرحي هل ستكون وزير ثقافة الأمل والتفاؤل "انقذ المسرح في الثقافة الجماهيرية" بحيث تكون المدة القانونية لأي عرض 30 ليلة عرض فعلية وإعادة النظر في الميزانيات بداية من عرض النادي وحتي عروض القوميات وكفي عبثاً؟!!.. عليك أن تعتبر نفسك في مهمة حربية تبدأ بتطهير الثقافة الجماهيرية إدارياً وفنياً خاصة أصحاب الأيادي المرتعشة من فلان والسيد فلان وعلان والسيد علان وأعوذ بالله من هؤلاء لايقدمون ولايؤخرون يا عزيزي لا تنسي المسرح فهو عنوان الأمم وأظن أنك صاحب قرار وقادر علي اتخاذ القرار وأقول لك هناك عدد من الشياطين عليك التخلص منهم والشيطان الأكبر أسعدك الله وحماك من شروره وشرورهم وأعود وأقول لن تنجح في وجودهم أو علي أضعف الإيمان "سيعوقوك" وعلي كل حال ربنا يحفظك منهم حفنة الشياطين زبانية جهنم.. انظر لقيادات القلق والفوضي في المسرح وانظر لتاريخهم وابتر وغير ولا تخف من أحد فمنهم أقزام ومنهم غير المبدع ومنهم نصف وربع مبدع والملفات موجودة "فتش فيها" ستجد العجب العجاب وستضحك وستسأل كيف وصل هذا "الفلان" إلي هذا المنصب ومن ولاه أمر المسرح وهو ليس أهل لهذا؟.. لقد ظن مثل هذا الفلان أن كم العروض إنتاج فمن الممكن أن تجد "قفص فاكهة عطب وعفن" ونسي أن "العدد في الليمون وربما ليمونة واحدة تكفي لشفاء المريض". اعقلها يا دكتور وتوكل علي الله وأن مصلحة مصر وعودتها لصدارة خريطة الثقافة العربية والعالمية هي المعادل المطلوب في هذه المرحلة. وأخيراً شكراً لقرارك الحاسم والجريء بعودة مسرح طنطا لأهله وداره الأصلي.. كل التحية.