الفنان والمخرج هاني البنا مخرج مسرحي متميز وجمع في عمله اخراج المسرحيات الكبيرة ومسرحيات الأطفال وهو عضو راسخ في مسرح القاهرة للعرائس له ابداعاته المتميزة والتي نذكر منها: مرعي الغزلان واللعبة وثورة العرائس وحب ما قبل الرحيل وبمالي افعل ما بدالي والرحلة العجيبة والادانة ورحلة الأنغام لقطاعات الانتاج بالتليفزيون بطولة عفاف راضي ومحمد الحلو وكرتون وماريونيت وغيرها. * سألته ما رؤيتك للخروج من أزمة المسرح بشكل عام والعرائس بشكل خاص؟ ** قال أزمة المسرح أزمة مفتعلة لأننا كما تعلمنا ان المسرح انعكاس لحالة المجتمع بشكل عام وما يدور علي أرض مصر خطوبة شجون غير عادية لمن يريد ولكن القضية قضية قيادات تريد ان تخرج من الأزمة كلما أضع رأسي علي أي حائط اتذكر الاسماء التي قادت ثورة مسرحية غير عادية كرم مطاوع وسمير العصفوري وجلال الشرقاوي وصلاح السقا واحمد زكي وفي نفس التوقيت دفع غير عادي بمجموعة من الشباب الثائر مسرحيا محسن حلمي وعصام السيد ومحمد عبدالهادي.. كان هناك زخم غير عادي وورش وقاعات عروض وتراث رغم ان الحالة السياسية والاجتماعية كانت غير مهيأة لهذه الثورة إذن فيجب أولا البحث عن قيادات تريد الخروج من الأزمة ولا تفتعل الأزمة. الناس محتاجة مسرح لكن "مش لقياه" ولما تلاقيه هتروح وساعتها بس هنقدر كمسرحيين اننا نحط بصمتنا في مستقبل أمتنا فأنا والله اتعجب كيف يكون البلد في هذه الحالة الثورية ولا يوجد مسرح يوجه ويرشد ويضع علامات علي طريق النهضة. واضاف هاني البنا أما بالنسبة لمسرح العرائس فحدث ولا حرج فهذا الكيان هناك أياد تحركه الهاوية فبعد خسارتنا الكبيرة لجيل الرواد الذي لم يبق منه إلا القليل أجد محاولة للسيطرة علي المكان من قبل بعض من ليس لهم خبرة بالمكان مع افتقاد القيادة الحقيقية والمشروع فرغم بعدي عن المسرح إلا اني ابحث عن اخباره واتشمم رائحة الماضي الجميل فلا أجد إلا الهم والغم يسيطر علي مبدعي المكان صراعات وبحث دائم عن لقمة العيش. عرفت ان المسرح يستضيف خبيرا من الخارج لورشة ميكانيزم العروسة فرغم ضعف مستوي الخبير الذي رأي بعضا من التراث الخاص بالمسرح فانبهر به ولم يستطع أو يجرؤ علي معرفة خبايا هذه العرائس فمن الذي أتي به ومن الذي قرر ومن الذي اختار اسئلة مثيرة يجب الاجابة عنها أولا ثم نبحث عن حل. * قلت في اجابتك السابقة كلمة المشروع فماذا تقصد؟ ** قال المخرج هاني البنا: اقصد المشروع الحقيقي للتطوير القابل للتنفيذ منذ قيام ثورة 25 يناير وكل عام يتم انتخاب مديري المسارح من قبل اعضاء الفرقة المسرحية فالذي يعرف نظام التربيط هو الذي يكسب وتطلب اللجنة مشروعا لمناقشة صاحبه لينفذه. هذه المشاريع كلام يتم كتابته للضحك علي لجنة تناقش وهي أساسا لم تقرأ في هذا المجال ولا تعرف من هو المتقدم لادارة الحالة المسرحية المصرية أين المشاريع التي تم علي أساسها اختيار مديري الفرق في الفترات السابقة وأين حساب من ادار ولم ينفذ. * ما هي الطرق التي تؤدي بنا للخروج من أزمتنا المسرحية؟ ** هناك كنز كبير في كل ربوع مصر في المحافظات والقري والنجوع من خلال ما يسمي بالثقافة الجماهيرية والتي أراها فقدت ابداع الفكرة فلماذا لا نكرر فكرة مركز الابداع في كل المحافظات بمصر ويقوم عليها مجموعة من شباب المبدعين الحقيقيين وليس من يدعو الفكر والابداع نجحت فكرة مركز الابداع للفنان خالد جلال منذ بداية الفكرة لأنه وجد من يقف بجانبه ويدعمه في وجه من يريد احباط كل مشروع ناجح. نريد جرأة في اختيار مجموعة مبدعين حقيقيين وندعمهم ماديا بحيث لا يبحثون عن لقمة العيش تكفيهم فيبدعون ويصبح لدينا بعدد محافظات مصر مراكز ابداع متخصصة تخرج مبدعين في كل المجالات لتبدأ حركة مسرحية جديدة متقدمة تواكب ما يحدث علي أرض مصر من تغيرات. * أين هاني البنا من مسرح العرائس؟ ** قال لدي مشروع ضخم أتمني أن يتبناه أحد الشباب المبدعين ولكنه يحتاج قرارا جريئا جدا من وزير الثقافة أو رئيس مجلس الوزراء فهو مشروع يبني جيلا مبدعا حقيقيا دون ان يكلف الدولة مليما واحدا بل يمكنه ان يقوم بميزانية البيت الفني للمسرح ان وجد من يقف وراءه ويدعمه وهو جاهز بكل تفاصيله وقلت في البداية اني اهديه لأحد الشباب لكي لا يقال اني أريد ان اصبح مديرا لمسرح العرائس فهذا منصب بعيد عني تماما ولكني أتمني نهضة هذا المكان الذي تربيت فيه وأحلم بأن يكون صرحا كبيرا في عقول الأجيال القادمة يقود جيلا نحتاجه لبناء مصر القوية. * من وجهة نظرك كيف يتم الكشف عمن لديه القدرة علي القيادة؟ ** قال هاني البنا: في البداية ان كانت الدولة جادة في رؤيتها لحل مشكلة المسرح لابد من عقد مؤتمر كبير لكل المسرحيين بعيدا عن التنظير وبعيدا عن حقوق المثقفين فالقاعدة مليئة بالمواهب التي تنتظر الفرصة الحقيقية وكما قلت مشكلتنا في مصر كلها غياب القيادة التي تملك الرؤية ولديها إرادة لتحقيق هذه الرؤية.