بعد أن بذلت هيئة قصور الثقافة جهوداً مضنية من أجل ترميم وتطوير مسرح البلدية في طنطا ليكون قصراً للثقافة يخدم أدباء وفناني الغربية والمدن المجاورة . ونتيجة لضغوط المحافظ الذي يريدها أوبرا قرر د. جابر عصفور وزير الثقافة إسناد الإشراف علي المسرح لدار الأوبرا المصرية . وهو مايعني ابتعاد هيئة قصور الثقافة عن إدارة هذا الصرح بإشراف الأوبرا عليه سيتحول إلي مكان نخبوي لايحتاجه أهالي الغربية. قرا ر جابر عصفور أثار غضب مثقفي وفناني الغربية الذين ناضلوا من أجل إنقاذ هذا المسرح لتحويله إلي قصر للثقافة ثم فوجئوا بالوزير والمحافظ يقولان لهم بعينكم سنحوله إلي دار للأوبرا. ويعقدأدباء وفنانو طنطا اجتماعاً غداً بنادي الأدب للتوقيع علي بيان برفض هذا الإجراء ورفعه إلي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء. وصف الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة السابق القرار بالخاطئ . وتساءل ماهو وجه الاستعجال بإصدار قرار مثل هذا بعيداً عن أصحاب الشأن وهم المثقفون . فقد كان يجب علي د. جابر عصفور أن يجري حواراً مع مثقفي الغربية حول احتياجاتهم . خاصة أن مدينة عريقة مثل طنطا لايوجد بها قصر ثقافة. ثم كيف يتخذ الوزير قراراً مثل هذا دون الرجوع لمجلس إدارة الهيئة. كان يجب عليه أن يفعل ذلك حتي لايتحمل تبعية القرار ويصبح شريراً في نظر المثقفين. أضاف سعد عبدالرحمن إذا كان صحيحاً مايقال حول تخصيص قطعة أرض لإقامة قصر ثقافة عليها فلماذا لا تمنح هذه القطعة لدار الأويرا لتقيم أوبرا عليها ويظل مسرح البلدية تابعاً للهيئة التي أنفقت عليه 8ملايين جنيه فضلاً عن 20مليون جنيه استطاع وزير الثقافة السابق د. صابر عرب الحصول عليها كتمويل للمسرح؟ وصف سعد عبدالرحمن رغبة محافظ الغربية في تحويل مسرح البلدية إلي دار للأوبرا بأنها مجرد نزوة . فالمحافظ أساساً من دمنهور التي يوجد بها دار للأوبرا ومن هنا قال ولماذا لاتكون هناك دار للأوبرا في طنطا. مشيراً إلي أن الأمور لايجب أن تسير بهذا المنطق . فالمحافظ جاء أساساً لخدمة الناس وليس لتحقيق أحلام شخصية . وبالتالي قبل أن يتخذ قراراً أو يبدي رغبة كان عليه أن يسأل أصحاب الشأن من المثقفين لأنه موجود أساساً حتي يحقق رغبات الناس وليس رغباته الشخصية. أشار سعد عبدالرحمن إلي أن تجربة سابقة حدثت مع قصر ثقافة الحرية بالاسكندرية الذي نقلت تبعيته إلي صندوق التنمية الثقافية منذ خمسة عشر عاماً ومن يومها هجره المثقفون والأدباء ومازالوا حتي الان يطالبون بعودة تبعيته إلي قصور الثقافة الأقدر علي إدارته بما يخدم الناس ويجذبهم إليه لاتطفيشهم كما يحدث الآن. معزولة ثقافياً قال الشاعر صبري قنديل :طنطا رغم تاريخها ليست مدينة مترفة كي يتقدم الاهتمام فيها بالأوبرا علي حساب الاحتياجات الأساسية فهي مدينة شبه معزولة ثقافيا علي الرغم من انها عاصمة لواحدة من أهم محافظات مصر . وعليه فإن احتياجها لقصر ثقافة تتكامل فيه الأنشطة ومسرح طال عليه الوقت اكثر من اللازم حتي أصبح الوضع الخدمي للثقافة مزريا ومؤسفا وبائسا. أشار إلي أن الغربية التي قدمت للثقافة العربية اعلاما كبارا ولا تزال تقدم لايوجد بهاقصر ثقافة يعكس تاريخها المضيء ولا يلتقي المبدعون ولا المثقفون الا في غرف بائسة لبنايات متهالكة لا تصلح لشيء في حين أن هناك أماكن بها قصور ثقافة متكاملة لا تمارس اي عمل له قيمة ولا يرتادها مثقفون سوي بعض الشباب الصغير أو بعض الأنصاف وعديمي المواهب. مفاجأة الأوبرا قال الشاعر والناقد مجدي الحمزاوي كانت ومازالت الثورة تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية . وربما لم يخبر احد من مستشاري السيد محافظ الغربية أن المسرح هو جزء أساسي من العيش المنادي به. إن مسرح مدينة طنطا هذا المبني العريق الذي كان سببا في وجود الكثير من نجوم مصر عل الساحة الفنية بعدما بدأوا خطواتهم الأولي علي خشبته .. محمد عوض» محمد أبو العينين » مدحت الكاشف ... الخ . وسببا في ازدهار الحس الجمالي والوعي القومي والاجتماعي لكل أبناء مدينة طنطا خاصة ومحافظة الغربية عامة . حيث كان المسرح في الستينيات وصولا للثمانينيات مفتوحا لكل فئات الشعب وهيئاته لتقدم عليه فنها . فقد كان يستقبل عرض مسرح الجامعة والشباب والرياضة والمسرح المدرسي ومسرح الشركات علاوة علي عروض الثقافة الجماهيرية سواء كانت عروض مدينة طنطا أو ما يتبعها من مدن. واليوم بعدما بعث الأمل بعودة المسرح ثانية لممارسة دوره . تفاجأ بنقل تبعيته للأوبرا. ربما لم يخبر أحد السيد المحافظ والسيد الوزيرأن المدن الأخري التي فرطت في مسارحها لصالح دار الأوبرا فقدت كل صلاحيتها وولايتها علي هذه المباني . وأصبحت مبان فارغة لا تستقبل إلا عروضا معينة كل عام ولا تفتح أبوابها لأبناء المدينة أو المحافظة لممارسة الهواية أو تلقي الفن. قصور الثقافة أولي ويقول الشاعر محمد المطارقي رئيس نادي أدب غزل المحلة :لايضيرني أن يصبح مسرح بلدية طنطا تحت أي مظلة سواء كانت الهيئة العامة لقصور الثقافة أو دار الأوبرا . مايهمني في المقام الأول هو تفعيل دور هذا المسرح العريق. ليصبح منارة شامخة في محيطنا الثقافي. . إن ما يدعو بالفعل للغيظ أن تكون مدينة كطنطا بموقعها ومكانتها لايمكنها إقامة مؤتمرات أو فعاليات فنية وأدبية في أماكن تليق بها . وإنما تضطر في كثير من الأحيان لأن تمد يدها علي استحياء لتستجدي أماكن بائسة داخل أسوار الجامعة لاقامة أنشطتها... لتكون النتيجة غير مجدية والمحصلة غالبا هزيلة لقد كاد أن يتحقق حلم طالما راود أبناء مدينة طنطا.. و الكثير من ادباء وفناني محافظة الغربية. وهو إعادة إحياء وتطوير مسرح البلدية. ليضج بالحركة وينبض بالحياة. ولكن بكل أسف فإن المسرح لايزال حتي اللحظة في حالة استكانة وكسل. فلم يظهر بالقوة التي ينبغي أن يظهر بها. وإذا كان ولابد من رؤية واضحة تخص هذا المسرح فالأولي به هيئة قصور الثقافة. لاعتبارات عدة. أهمها بالطبع أن مديرية الثقافة بالغربية تقع في مدينة طنطا. وهي بوسعها أن تراقب الأنشطة والفعاليات عن كثب.. ومدي القرب بين المبدعين وأصحاب المواهب الفنية وبين القائمين علي ادارة الثقافة بالمحافظة. هذا إذا كانت لديهم بالفعل الرغبة في تحقيق ذلك...وإلا فالأجدر بالمكان والأولي به هو من يقدر قيمته ويفعل أنشطته. ويبث فيه روح العمل الجاد.. ويحترم عقل وضمير هذا الشعب الذي هو في أحوج ما يكون إلي ثقافة جادة وفكر مستنير يليق به وبمستقبله. انحياز للنخبة أضاف الاديب طارق عمار : لم يكن من المنتظر من شخص مثل الدكتور جابر عصفور أن ينحاز لثقافة النخبة علي حساب ثقافة الفقراء وأن يقبل القرار الأهوج لمحافظ الغربية بنزع مسرح مدينة طنطا من الهيئة العامة لقصور الثقافة ومنحه لدار الأوبرا .... ولم يكن من المتوقع من الهيئة العامة لقصور الثقافة عندما يكون نائبها هو الكاتب المسرحي إبن الغربية محمد عبدالحافظ ناصف أن يكون موقفها من القرار بهذا التخاذل ".دعك من المحافظ لكن كيف تأتي من هؤلاء ؟!!!!!! يا دكتور جابر ..... يا دكتور جابر ..... حسبي الله ونعم الوكيل !!!! وتوجه المسرحي سمير زيدان بنداء إلي رئيس الجمهورية قائلاً:السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي نطالبكم بالتدخل العاجل لعودة مسرح مدينة طنطا لاحضان شعب الغربية حيث انتزعه الوزير ليصبح اوبرا لمن يمثلهم هذا الوزير ومدينتنا طنطا ليس بها مسرح غيره وهي خطوة لاستمرار غلق هذا المرفق الثقافي الوحيد والنادر لدينا ولكن بطريقة حنروقه!!!!! أضاف المسرحي شريف طايل موسي بمنتهي البساطة سوف ينتهي عقد إيجار قصر ثقافة طنطا للموقع الحالي يناير القادم وهذا معناه إن الجزء الذي سيتبقي من القصر سيكون عبارة عن قاعة واحدة للعرض ومكتبة وحجرة مخزن وهذا معناه إن الموظفين سيحتلون هذه القاعة لإنهاء شغلهم وبالتالي لن تكون هناك أنشطة . أضف إلي ذلك أن عقد مديرية الثقافة بالغربية مع وزارة الأوقاف بخصوص الشقة التي تقطنها مديرية الثقافة سينتهي أيضاً بداية 2015 والمشكلة الأكبر إن أرض الثقافة بالغربية جزء منها باعه محافظ قديم حبتين لمصر للطيران بتذكرتي عمرة والجزء التاني باعه محافظ قديم ايضاً للمجلس المحلي وبدون مقابل يعني فاضل المسرح فقط ولما كان المسرح قارب علي الانتهاءمن التجديدات وسوف يحل كل الأزمات الثقافية في الغربية قرروا ضمه للأوبرا .يعني الغلابة اللي زينا مش هيقدروا يعدوا من علي رصيفه والفرقة التي تريد تقديم عرض مسرحي سوف تدفع ما لا يقل عن 10 آلاف جنيه في الليلة الواحدة بخلاف إن الناس البسيطة اللي غاوية فن مش هتقدر تدفع تذكرة العرض اللي مش هتقل طبعا عن 50 جنيهاً. بداية غير مبشرة ويري الشاعر مصطفي منصور أن ماحدث يعد بداية غير مبشرة للدكتور جابر عصفور لموافقته علي طلب محافظ الغربية بنقل تبعية مسرح طنطا لدار الاوبرا المصرية بدلا من تبعيته للهيئة العامة لقصور الثقافة ضاربا عرض الحائط برغبة فناني ومثقفي الغربية في عدم تبعيته للاوبرا للاضرار التي ستلحق بالفرق الفنية وجمهور المحافظة من البسطاء من جراء ذلك ويقول الشاعر محمد عبدالستار الدش إن اقتطاع مسرح البلدية بطنطا من الهيئة العامة لقصور الثقافة وضمه للأوبرا بحجة تنشيطه بإسناد تبعيته لها ليؤكد غياب الرؤية الاستراتيجية لمستقبل الثقافة في مصرعامة عند وزير الثقافة.»لأنه بالتأكيد يعرف دور قصور الثقافة.ومسارحهاوعلاقتها بالجمهور.هذا الدور الذي أنشئت من أجله.ويجب العمل علي تطويرها باستمراربما يناسب المرحلة الحديثة وخاصة بعد المد الثوري في25يناير2011.و30يونيو2013 . ومع ذلك ينتزع مسرح طنطا وكأنه هو الخطأ الذي يعطل تطور الثقافة الجماهيرية في هذا الموقع الثقافي من الدولة.وبالتأكيد أيضا أن وزير الثقافة يعي تماما الدور الذي يميز الأوبراعن غيرها من المواقع الثقافية الأخري.فهل يكون التطوير الثقافي للثقافة الجماهيرية بأخذمفصل معطل لظروف معروفة للجميع .يمكن معالجتها إداريا وفكريا .ويضم هذا المفصل لجسم آخرمن المؤكد أنه مختلف عن الجسم الأول تماما في الفكر والتوجه.دون مراعاة للبعد المجتمعي في ذلك؟.الأمر ليس بهذه البساطة .وإنما يتطلب من وزير الثقافة وضع خريطة المستقبل الثقافية في مصرأولا. بأهداف جوهرية.مرتبطة بالوطن. وما يتعلق به من منظومة التطور.والمواطنة.والعمل علي تحريرالفكر.وإطلاق الطاقات المبدعة في شتي مجالات الثقافة.كما يحتاج هذا الأمرلقيادات واعية مبدعة ذات رؤية تتوافق مع الخريطة الاستراتيجية الثقافية للدولة..أما مسألة المعالجة للقصور الثقافي بطريقة القص واللزق فهذا يؤكد علي الجمود التام. أما الأديب أحمد عزت سليم فيخالف كل الآراء ويعتبر أن هذا القرار تأخر كثيرا. لقد توقف عمل هذا المسرح لسنوات طويلة ومؤلمة ولم تستطع أية جهة حمايته من طغيان الإهمال والتردي . وبما فيها الثقافة ذاتها ولم تجرؤ علي الاقتراب منه وهذا القرار سيحرره من هذا الطغيان مسرح الأوبرا راق ونشط وسيكون نشاطه إضافة للمشهد الثقافي في الأقاليم وأطالب بضرورة عمل بروتوكول بين الأوبرا والثقافة الجماهيرية لعرض مسرحيات الثقافة الجماهيرية عليه واناشد الدكتور جابر عصفور تبني هذا البروتوكول بكل فاعلية وجدية وكما تعودنا منه.