يعد مسرح بلدية طنطا واحداً من أعرق المسارح حيث تم انشاؤه منذ 76 عاما وقام بتصميمه البارون إمبان.. وقد تعرض هذا المسرح للاهمال الشديد حتي كاد يندثر تماماً إلي أن سارعت وزارة الثقافة إلي انقاذه وخصصت له 16 مليون جنيه لتحويله إلي قصر ثقافة متكامل تابع لهيئة قصور الثقافة ليخدم مدينة طنطا والقري والمدن القريبة منها. مشروع ترميم القصر تعرض لبعض التعطيل حيث كان مقررا افتتاحه في شهر مايو الماضي مما دعا د.صابر عرب وزير الثقافة السابق إلي الاستغناء عن خدمات الشركة المنفذة وطرح ما تبقي من المشروع علي شركة أخري لم يتم اختيارها بعد. وإن كانت متابعة وزيارات رئيس هيئة قصور الثقافة الشاعر سعد عبدالرحمن لا تتوقف. ورغم استعداد هيئة قصور الثقافة لافتتاح القصر واعدادها لبرامج واحتفاليات وعروض مسرحية وموسيقية وسينمائية لتنطلق مع افتتاح القصر لتلبي احتياجات مواطني المدينة الذين يعيشون منذ سنوات بالاقصر للثقافة. رغم ذلك فقد فوجئت الهيئة بمحافظ الغربية اللواء محمد نعيم يطلب من مدير الفرع الثقافي بالغربية ارسال مذكرة إلي وزير الثقافة لتحويل هذا القصر إلي أوبرا تابعة لدار الأوبرا المصرية. السؤال الذي طرحه أدباء ومثقفو الغربية جاد النبي الحلو ومجدي الحمزاوي وأحمد عزت سليم. وفرج مجاهد عبدالوهاب. ومصطفي منصور. وعلي عبيد. وفريد أبو سعدة. هو ايهما افضل واكثر نفعاً سواء للمثقفين أو للمواطنين قصر للثقافة أم دار للأوبرا. لا مانع من أن تكون هناك دار للأوبرا في مدينة عريقة مثل طنطا. لكن ليس قبل أن يكون بها قصر للثقافة أولاً كما يقول المنطق. المعروف ان هناك تجربة سابقة للهيئة مع قصر ثقافة الحرية الذي تم تحويله إلي قصر للابداع تابع لصندوق التنمية الثقافية. وبعد أن كان القصر مقصداً لكل المثقفين والمواطنين المهتمين بالثقافة واصبح مقتصراً علي النخبة فقط. وهو ما ينتظر قصر طنطا اذا تحول إلي أوبرا. الغريب في الأمر ان المحافظ الذي يريد تحويل مسرح البلدية إلي دار للأوبرا لم يستطع انقاذ قصر ثقافة المحلة من تعديات مالك احدي العمارات علي حرم القصر حيث أقام برجا من 12 طابقا منها 7 طوابق مخالفة ورغم صدور حكم قضائي بازالتها فقد تقاعس المحافظ عن تنفيذه وبدلا من تنفيذه اتجه إلي تخريب مشروع ثقافي مهم هو مسرح البلدية الذي ينتظر مئات المثقفين وآلاف المواطنين انتهاء ترميمه ليكون قبلة لهم يمارسون فيها انشطتهم الثقافية في المدينة التي تحتاج أولاً إلي مواقع ثقافية شعبية قبل احتياجها إلي دار للأوبرا. مثقفو الغربية متخوفون الآن من استجابة د.جابر عصفور وزير الثقافة لهذا الطلب الغريب وأكدوا أنه في حالة الاستجابة ستكون هناك كارثة لأن دار للأوبرا تستهدف النخبة ولا تجتذب المواطنين العاديين الذين ينتظرون من قصر الثقافة عروضا مسرحية وموسيقية وانشاداً دينيا وانشطة للمرأة والطفل خاصة ان طنطا مدينة ذات طابع خاص ولا تناسبها هذه الفخامة الفارغة التي لا تلبي احتياجات المواطنين من الثقافة.