أولاً لا يوجد مسرح بالشكل أو المنتج المطلوب وما يقدم لا يتم وفق خطة استراتيجية محددة وذات أبعاد وسياسات تضع الكثير من الإشكاليات في اعتبارها بما يخدم المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبعيداً عن هذا. إذا كان هناك مسرح وهو موجود بطبيعة الحال وعلي استحياء ووفق المنطق السائد "الموجود يسد" هل يصل المسرح لمستحقيه ومن هو الجمهور المنوط بمسرح الدولة الذي يدفع ميزانياته الشعب؟.. أقول بثقة والقول فصل المسرح الحكومي لا يصل لمستحقيه ولا يصل لجمهور وسواد الشعب في كل مكان علي خريطة مصر الجغرافية وفي هذا إجحاف وظلم وتعنت وقهر وضياع مما يدعو إلي تعاظم فكرة الإرهاب والانحرافات علي اعتبار أن المسرح هو حائط الصد المباشر لكل ما هو سلبي وكل ما هو من سبيله هدم القيم الأخلاقية والعلمية فالمسرح قيمة تنويرية في مواجهة الظلام وخفافيش الظلام والمسرح داعم للتنوير ومحاربة الفساد وللأسف الدولة لا تعي هذه الإشكالية الخطيرة. والمسرح للأسف ينحصر في القاهرة وشهور الصيف بالإسكندرية وبعيد تماماً وكل البعد عن الأقاليم والوزير بجهل أو بانعدام وعي أو بقصد ضيع مسارح كثيرة بالأقاليم مثل مسرح طنطا ومسرح المنصورة. ناهيكم عن مسارح الثقافة الجماهيرية التي تعمل أياماً قليلة بالأقاليم والمحافظات في الشرائح المسرحية وكلها نصب في نصب. خاصة والقيادات في هذه المناطق بينها وبين المسرح عداء شديد ووفق المقولة الشهيرة "إكرام الميت دفنه" في حين ينبغي أن تعمل هذه المسارح طوال العام وبلا توقف من هناك كانت فطنة ووعي الراحل النبيل المخرج القدير عبدالغفار عودة عندما فكر في إنشاء وتكوين "المسرح المتجول" حتي يصل المسرح المصري المملوك للشعب المصري لكل مكان علي أرض مصر ولا أدري من العبقري الذي ألغي هذه الفرقة وحولها لمسميات كثيرة كالميدان والساحة وغير ذلك من المسميات والسؤال ما الفرق بين ساحة الميدان ومسرح الشباب والغد والطليعة والكلام هنا للوزير وللشياطين المحيطين به أو الذين يأخذ رأيهم وبدلاً من قول الحق يضللونه ويوقعونه في شراكهم وشباكهم التي تحافظ علي وجودهم للأبد. أقول للوزير "العدد في الليمون" والمحصلة صفر وربما لا يكون للوزير ذنب فهو ليس رجل مسرح ولكن ذنبه الذي وصل لحدود الإثم الكبير أنه استعان بزبانية جهنم. وقد يقول إنهم رجال مسرح وأقول إنهم ذات أغراض والغرض مرض ومرضهم السرطاني وصل إلي الجسد المسرحي كله ولا حول ولا قوة إلا بالله "!!".. عودة إلي المستحقين للمسرح وهو الشعب المصري كله وكنت قد اقترحت أهمية أن تكون هناك فرقة مسرحية تابعة للدولة في كل محافظة وهذا إلي جانب فرقة المسرح المتجول التي ينبغي أن تعود بقوة وبصورة لائقة وبميزانية كبيرة حتي تصل إلي كل ربوع مصر وبصورة احترافية في كل أنحاء مصر قراها ونجوعها وحواريها ويمكن بجانب دور العرض المختلفة يتم تصنيع "العربة المسرحية المتحركة" لتقديم العروض الصغيرة في الشوارع والحواري وتمثل شعبة للفرقة الأم. هذا إذا كنا نريد محاربة الفساد والإرهاب وتجار المخدرات. واللصوص وكل أشكال السلبيات في المجتمع وما أكثر السلبيات والأمراض في المجتمع المصري وعلي الجانب الآخر إعادة صياغة فكر المسرح المصري وهيكلته وفق خطة ومنهج تمنع الازدواجية وتحقق الهدف ووصول المسرح إلي جميع مستحقيه. أما مسرح الثقافة الجماهيرية فهو يعمل مع الهواة من أبناء المحافظات التي تقدم تجارب مسرحية لا ترتقي للمستوي الاحترافي ورغم هذا فهو حاشد بالأمراض الإدارية والإبداعية. ويعاني من الميزانيات الضئيلة والضعيفة والتي لا تصنع إبداعاً بقدر ما "تسد خانة.. نشاط والسلام" وهنا أطالب الوزير مؤكداً علي أهمية عودة فرقة المسرح المتجول وإعادة النظر في الفرق التي تتشابك في الماهية والوظيفة والمنهج والأهداف؟!!