علي الرغم من تعليمات كثير من وحدات المرور الصارمة التي تمنع قيادة المركبة لمن هم دون السن إلا ان كثيرا من سائقي سيارات الميكروباص من الصبية الذين لا يحملون رخصة قيادة ويعملون في مواقف عشوائية تفتقر للرقابة المرورية مستغلين حالة الغياب الأمني التي تمر بها البلد. "الجمهورية" رصدت هذه الظاهرة في عدة مواقف داخل محافظات القاهرة الكبري. في البداية يقول امام عبدالله ان ظاهرة الأطفال الذين يقودون سيارات الميكروباص انتشرت منذ سنوات في الأماكن العشوائية ذات الكثافة السكانية خاصة المرج ومدينة السلام مما أدي إلي تعدد حوادث الطرق وتعرض حياة الركاب والمارة للخطر. إلي جانب تعاطي بعضهم المواد المخدرة مثل "الترامادول والتامول". في حين تؤكد أسماء علي انه بعد حالة الزحام التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة اضطر العديد من السائقين إلي تغيير خط سيرهم ومنذ أول وهلة للدخول إلي الوراق فمثلا نقف فترة بسبب وجود بعض الصبية يقودون سيارات الميكروباص. تضيف الحاجة أم أحمد محمد: تعرضت لحادث تصادم سيارة بمنطقة المرج وكان يقودها صبي بسرعة فائقة وكان منشغلا بتشغيل شاشة عرض صغيرة تعرض احد الكليبات ولم يستطع التحكم بفرامل القيادة ونتج عن الحادث كسر بالذراع اليمني إلي جانب وقوع مشاجرة بين السائق والركاب. حسام ايهاب سائق ميكروباص ويبلغ من العمر خمسة عشر عاما انه بدأ العمل مع والده كمساعد في فترة الاجازة المدرسية لتوفير نفقات المصروفات الدراسية وشراء الكتب وبعد أن توفي والده منذ عامين اضطر للنزول لسوق العمل بمفرده لأنه الابن الأكبر. يقول: أعلم مدي العقوبات القانونية التي قد تواجهني في حالة وجود كمين. ويضيف حميدو أحمد "سائق" انه يعمل في مواقف بخط السير الداخلي لمدينة القاهرة وهو أقل من السن القانوني ولمعرفته الجيدة بالشوارع الجانبية والمؤدية إلي طريق خط سيره من المطرية إلي شبرا الخيمة وفي حالة وجود كمين مروري وسحب الرخصة يتوجه صاحب السيارة للمرور ودفع الغرامة واسترداد الرخصة. مهنة بالوراثة وفي موقف أحمد حلمي والذي يتحكم في طرق العديد من محافظات مصر وجدنا طفلا صغيرا لم يتعد الثالثة عشرة من عمره يمسك بعجلة القيادة تحدثنا معه وقال: اسمي يوسف شعبان ومن كثرة تواجده مع والده والذي يعمل سائق ميكروباص خط الفيوم لأحمد حلمي في الاجازة الصيفية عشق مهنة والده لما يوجد بها من حركات وسرعة عالية شبيهة بالألعاب الموجودة علي الكمبيوتر والانترنت والتي تجذب كل من في عمري وأتمني انهاء دراستي والعمل سائقا علي نفس الطريق. يلتقط طرف الحديث محمد عامر "17 عاما" من قرية أبو صير بمحافظة الجيزة قائلاً: الظروف الاقتصادية للأسرة وقفت عائقا أمام تحقيق أحلامي في الحصول علي مجموع كبير بالثانوية العامة هذا العام وعدم قدرتي المالية علي أخذ دروس خصوصية فاضطررت للنزول للعمل كسائق للحصول علي أجر يومي معقول استطيع من خلاله ادخار مبالغ تغطي احتياجاتي علي مدار السنة الدراسية ولكن مشكلتي الرئيسية في وجود كمين مرور فلا أستطيع التحرك بالسيارة إلا في وجود صاحبها لأنه في حالة ايقافي من لجنة مرورية يخرج مالك السيارة الرخصة حتي لا يتم سحبها بسبب صغر سني.. وأطالب المشرع لقانون المرور بمراعاة من هم في مثل عمري بالنظر إليهم ووجود بند داخل القانون يحفظ حقوقهم. أضرار جسيمة ويستنكر فرج محمد "سائق" أي طفل صغير يعمل بنفس المجال لما يتعرض له والركاب من أضرار جسيمة بسبب عدم اكتمال نموه العقلي والجسدي في مهنة لا تحتمل أي تلاعب أو شرود الذهن أثناء سير السيارة لأن معظم الصبية يفضلون تشغيل الكاسيت بصوت عال أو دخول في سباق مع أقرانهم للوصول بسرعة وكأنها ماراثون للسباق ولكن المشكلة تكمن في الطرق الداخلية بالمحافظات والأماكن العشوائية. أما المحافظات فيصعب التنقل اليها بسبب وجود الأكمنة المرورية وأجهزة الرادار. صرح مصدر مسئول بالإدارة العامة بالمرور بأن القانون ينص علي سن قائد المركبة بأنه لا يقل عن 18سنة لاستخراج رخصة قيادة خاصة أو عامة وانما دور رجال المرور يقتصر علي تنظيم الحركة المرورية وتحرير المخالفات المرورية إلي جانب تنظيم حركة المشاة وفي حالة ارتكاب مخالفة صريحة مثل قيادة صبي لسيارة ركاب يتم تحرير محضر للسائق نفسه وكتابة مذكرة وارسالها إلي مباحث الأحداث وهذه الإجراءات تطبق علي سائقي الميكروباص. أما سائقي السيارات الملاكي أو التاكسي والدراجات البخارية يحصل علي الرخصة في سن 21 سنة.