مأساة الطفل محمد عمر صالح تلميذ الابتدائي الذي اغتالته رعونة سائق ميكروباص متهور في إمبابة مرشحة للتكرار في ظل الفوضي والاستهتار وانعدام الرقابة المرورية وعدم وجود رادع قوي لمدمني التهور من سائقي الميكروباص.. والد الطفل الذي تم استدعاؤه من عمله علي وجه السرعة ليفاجأ بمشهد قاس لجثة طفله ملقاة بجوار ميكروباص المدارس وقد تهشمت رأسه تماما مازالت دموعه تسيل بغزارة ويطالب بقصاص عادل مؤكدا أن الحبس وحده لا يكفي لسائق الميكروباص الذي قتل ابنه في لحظة جنون السرعات التي اعتادها كل سائقي الميكروباص علي خط امبابة بشتيل.. عشرة أطفال تلاميذ ابتدائي زملاء الطفل الضحية كانوا معه في الميكروباص شهدوا مصرعه مازالت أجسادهم الصغيرة ترتعد من هول المشهد الدامي وصورة الحادث لم تفارق خيالهم وبعضهم يقوم من نومه يصرخ خوفا ورعبا. والد الطفل الضحية يقول المشرفة التي تستاجر الميكروباص لحسابها تحصل 06 جنيها شهريا اشتراك ميكروباص الرحلات الذي يتولي نقل التلاميذ يوميا إلي المدرسة واعادتهم.. ويضيف والد الطفل عمر صالح »53 سنة« أنه توجه يوم الحادث المشئوم إلي عمله وقبل أن يبدأ يومه جاءه اتصال تليفوني يقول ابنك محمد اصيب في حادث ولابد من حضورك علي الفور، وقبل أن يتحرك جاءه اتصال آخر يخبره بأنها ابنه مات.. أسرع كالمجنون يبحث عن مكان الحادث حتي وصل يقول الأب الحزين شاهدت منظرا مرعبا.. ابني مهشم الرأس وجثته تسبح في دمائه أخبرني شهود الحادث بما جري قالوا ان سائق ميكروباص المدرسة توقف في منتصف الطريق، وبدأ الأطفال يصعدون واحدا تلو الآخر، وجاء دور نجلي في الصعود لم يكن يعلم أن القدر قد أعد له مفاجأة ميكروباص آخر طائش يقوم بنقل الركاب من بشتيل لامبابة اخترق المكان كالسم الطائش ودهس ابني الذي كانت إحدي ساقيه علي سلم الميكروباص المدرسة والأخري علي الأرض، سائق ميكروباص المهمل لم يكن أقل جرما من السائق الثاني المتهور الذي اندفع بالميكروباص دون أن يكلف نفسه مجرد النظر لرؤية الأطفال الذين كانوا واقفين كعادتهم في طابور لركوب الميكروباص ولو تقدم الحادث دقائق لكان قد قتلهم جميعا.. حتي المشرفة تبلدت مشاعرها وقال لي الشهود إنها كانت جالسة داخل الميكروباص وقت الحادث رغم أن المنطق والطبيعي أن تكون خارج السيارة لتنظيم والاشراف علي ركوب الأطفال الصغار، حتي عندها وقع الحادث ألجم المشهد الدامي الجميع، فسادت حالة من الصمت والسكون الرهيب الجميع، لم يتحرك أحد لعدة دقائق كان ابني فيها يصارع الموت ويتلوي عوده الأخضر كالطير يرقص مذبوحا من شدة الألم.. انه القدر ولا اعتراض عليه ولكن من يكبح جماح بلطجة سائقي الميكروباص الذين لم يعد يردعهم قانون ولا عرف ولا عقل؟ من يعيد الطمأنينة للمصريين الذين يضطرون في ظل عدم وجود أتوبيسات عامة كافية لركوب توابيت الموت المسماة بسيارات الميكروباص؟ من يعطيني حقي ويقتص لطفل لا ذنب له في فوضي صنعها الاهمال والاستهتار.. واختتم والد الطفل الضحية كلامه بأنه علم أن السائق مرتكب الحادث تم القبض عليه وحبسه في قسم الشرطة ولكن الحبس وحده لا يكفي.