اعتادت حب العمل، لم تتوقف عن عملها رغم تقدم العمر، أدواتها بسيطة، مهنتها تبدو سهلة غير أنها تحتاج إلى مجهود كبير، «فايزة السيد» سيدة صناعة «الأكياب» فى دمياط تروى تفاصيل رحلتها اليومية مع تلك المهنة. «حب العمل قانون فى حياتى، لا يمكننى الابتعاد عنه لأى سبب» بهذه العبارة بدأت سيدة صناعة الأكياب بدمياط حديثها لنا، لتكمل الحديث قائلة: «بدأت العمل فى مهنة صناعة الأكياب منذ عشرين عاما، مهنتى أصبحت تراثا مصريا لذا مازلت حريصة على العمل بها حتى الآن». وتابعت: « أبدأ فى تجميع قطع من الأكياب المبللة جنبا إلى جنب بطريقة يدوية بسيطة، أقوم بعدها بربطها عن طريق بعض أنواع الخيوط السميكة لضمان الحصول على منتج جيد». وأضافت: «المغزل هو قطع خشبية مصنوعة بطريقة محددة من أجل إتمام عملنا بشكل سهل، هو أهم أداة يمتلكها صانعو الأكياب، وسر من أسرار نجاحهم فى هذه المهنة، بواسطته أتمكن من صناعة ما أريد، أحتاج إلى 20 دقيقة فقط من أجل صناعة قطعة طولها 4 أمتار، بفضل وجود هذه الأداة معى». واستكملت الحديث قائلة: «أحاول إنجاز عملى مبكرا، الابتعاد عن أشعة الشمس أمر ضرورى، فهى قد تتسبب فى إتلاف المنتج بشكل كامل، لذا أبدا العمل عقب صلاة الفجر مباشرة». واستمرت فى حديثها قائلة: «بدأت الأماكن السياحية هنا فى طلب بعض من منتجاتى، هذا الأمر أسعدنى كثيرا، أحاول التدقيق فى كل قطعة أقوم بصناعتها فهى الآن عنوان لأبناء دمياط أمام زوار المدينة، أيضا الصيادون وأصحاب المزارع يتوافدون علىّ من أجل اقتناء منتجات الأكياب». وأضافت: «أحاول تعليم حفيدتى هذه المهنة، أريد أن تستمر صناعة الأكياب داخل أسرتى ولا تتوقف عندى، أيضا بعض جيرانى بدأوا فى التعلم، الأمر بسيط لكنه يحتاج إلى من يحب تلك المهنة من أجل النجاح فيها، بدأت تكوين فريق بسيط لمساعدتى فى إنجاز عملى، وعلى جانب آخر أساعدهم فى تعلم مهنة تمكنهم من كسب قوت يومهم بأيديهم». وتابعت: «قد تنتهى تلك المهنة يوما ما، للأسف عدد قليل جدا ما زال يعمل بها، لذا أحاول تعليمها لجيرانى كما ذكرت، أردت الإبقاء على مهنتى بهذه الطريقة». واختتمت صاحبة السبعين عاما حديثها: «أمر جيد عندما تشعر أنك قادر على كسب قوت يومك من صنع يديك، تلك الثقافة أحاول نقلها لأحفادى، السعى وراء الرزق أمر ضرورى إذا أردنا العيش بكرامة».
