*قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور: * قالت جيهان أبوضيف رضوان "42 سنة" في نبرة واهنة.. ارتبطت بالزواج منذ خمس سنوات من أرمل.. ماتت زوجته وتركته وحيداً بعد زواج ابنتهما الوحيدة.. تتلاطمه أمواج الحياة القاسية والوحدة القاتلة.. يجتر الذكريات العطرة لزوجته الأولي.. رق قلبي لحالته وطيبته وتواكله ولم أتردد لحظة واحدة في زواجه واعتكفت علي راحته وطاعته.. يكد ويكدح في عمله بإحدي الهيئات لتوفير متطلبات حياتنا المعيشية ونحمد الله علي الرضا والستر.. ومرت بنا السنون هادئة ومستقرة وأنجبنا خلالها طفلا في عمر الزهور.. لكن يبدو أن دوام الحال من المحال.. اختطف الموت زوجي وأغلقت باب شقة الزوجية بالإسكندرية علي طفلي أطعمه مرة بالقوت وأخري بالصبر والدموع.. فوجئت بصاحب المنزل يطالبني بترك الشقة التي تأويني وفلذة كبدي من حياة التشرد والضياع.. لأكتشف الحقيقة المرة عقد إيجار الشقة باسم زوجة زوجي الأولي.. واعتاد زوجي سداد الإيجار بموجب الإيصالات الشهرية باسمها بعد وفاتها وطوال سنوات زواجي وإقامتي بين جدرانها.. ولجهلي بالقراءة والكتابة وسذاجتي لم أعلم بتلك الكارثة.. استجديت إنسانية صاحب المنزل لم أجد ليّ آذانا صاغية ونهرت بغطرسة وكبرياء.. انتابتني الأمراض بسبب تحجر مشاعره الإنسانية وتمادي في قسوته وظلمه وأقام ضدي أمام المحكمة دعوي بطردي من المسكن رغم علمه بأنه ليس لدي مأوي ولا أهل ولا أقارب بعد وفاة والدتي منذ عامين.. عهدت إلي محام وضع مأساتي أمام منصة العدالة وبيدي الأوراق والمستندات من بينها شهادة ميلاد طفلي بين جدران مسكن الزوجية حصن الأمن والأمان لحياتي وفلذة كبدي.. أستصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين قراءة سطور مأساتي الإنسانية بالقلوب قبل العيون.