بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب بالأخبار اليومية المسموح بتداولها في الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كان الحريق الهائل الذى أتى على مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات والخسائر المقدرة بالملايين هو المادة الأهم من ناحية الإبراز، فيما باركت استبعاد 1000 موظف من مناهضى الانقلاب من وزارة الكهرباء تحت زعم انتماءهم لجماعة الإخوان. وجاءت الطبعات الأولى من الصحف الموالية للانقلاب العسكري الصادرة اليوم الخميس، دون أن تمنح أهمية مطلقة لحدث على حساب آخر، حيث خصصت الصحف القومية مانشيتاتها الرئيسية لتناول اجتماع السيسي بمحلب ووزراء الحكومة الاقتصادية لاستعراض استعدادات الحكومة لمؤتمر –بيع مصر- الاقتصادى، وأشارت إلى موافقة الحكومة على قانون الاستثمار وحوافز جديدة لرءوس الأموال قبل مؤتمر شرم الشيخ لتحفيز المستثمرين ورجال الأعمال، إلا أن الصحف الخاصة لم تمنحه نفس القدر من المتابعة وأطلقت عليه "المصري اليوم" قرباناً وهاجمته "الدستور" بشدة واعتبرته "مضحك"، فيما اكتفت قالت "الأخبار" بالإشارة إلى أن ولى العهد السعودى و100 رجل أعمال يحضرون المؤتمر الاقتصادى. وأبرزت صحف الانقلاب خبر الحريق الهائل الذى إلتهم مركز القاهرة الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر وقدرت خسائره بالملايين، واختلفت الجهات الرسمية فى حسم الرقم الأكيد للخسائر المقدرة ما بين 50 إلى 300 مليون جنيه، فيما زعمت التحقيقات الأولية أن إندلاع النيران نتيجة ماس كهربائي. الصحف الانقلابية وإن اختلفت على منح المساحة الأهم فى صدر صفحتها الأولى فى ظل مشهد مضطرب ومتخبط، لم تختلف على المساحة المخصصة يوميا لجماعة الإخوان سواء لتشويه التنظيم أو إبراز المحاكمات الهزلية، حيث أبرزت الصحف نقلاً عن المتحدث الرسمى لوزارة الكهرباء فى حكومة الانقلاب، استبعاد 1000 موظف بزعم انتماءهم للإخوان من الوزارة، وحملهم فشل وزارته فى مواجهة أزمة انقطاع التيار فى الشتاء، ومشيرا إلى أنه إلتزاماً بالتعليمات الأمنية. واختلقت "الوطن" خبرا من العدم حول استغاثة أهالى قرية "الميمون" ببنى سويف فى مظاهرة على أحد الطرق بالقرب من جامعة بنى سويف، من التفجيرات التى وقعت بقريتهم بسبب مظاهرات الإخوان، رغم الحصار المشدد لمليشيات الانقلاب على القرية وحملات الاعتقالات والمداهمات اليومية. من جانبها زعمت "المصري اليوم" أن الأردن يمنح الإخوان المنشقين عن المراقب العام الحالى الموالى للإرشاد ترخيصاً جديداً لفك ارتباطهم بالجماعة فى مصر، وواصلت الجريدة الانقلابية حملة الأكاذيب وأشارت إلى اتهام أحد الموظفين فى مركز المؤتمرات بمدينة نصر المنتمين للإخوان بالتسبب فى الحادث لتسبق تحقيقات النيابة أو تحريات المباحث. وانفرادت "اليوم السابع" ب الكشف عن محاولة اغتيال السيسي بصاروخ أثناء اعتصام رابعة، ونقلت اعترافات منسوبة ل قائد ما يسمى ب "خلية المهاجرين والأنصار": خططنا لاستهداف وزير الدفاع أثناء سيره فى الحرس الجمهوري بدون حراسة. ولم تهم الأذرع الإعلامية كثيرا بلقاء قائد الانقلاب السيسي بوزراء البيئة بأفريقيا فى إطار تولى مصر رئاسة لجنة الحكومات الإفريقية المعنية بالمناخ، فيما أشارت إلى اجتماع وزير الدفاع المصري مع نظيره الروسي، ونقلت تصريحات تؤكد قوة العلاقات العسكرية والسياسية بين البلدين. وعادت صحف الانقلاب لتنفي ما تناولته بالأمس مع لقاء عناصر من جماعة الحوثى الشيعية الانقلابية فى اليمن مع مسئولين مصريين، حيث نقلت نفى الخارجية المصرية عقد لقاءات مع الحوثيين وتأكيدها احترامها للمؤسسات الشرعية باليمن، فيما أشارت "الأهرام" إلى حديث مندوب مصر فى لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الذى أكد فيه احترام حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب. واهتمت صحف الانقلاب بتصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لصحيفة تركية، حول مطالبة السعودية لبلاده المصالحة مع مصر لكن دون إلحاح، وحاولت "المصري اليوم" معالجة الخبر على أنه تشديدات سعودية على الرئيس التركى أو شروطاً لدوام العلاقة السعودية التركية وهو منافى لمتن الخبر تماما. وكشف "الشروق" عن موقع اسرائيلى: مصر تمنح تأشيرات لأفواج سياحية إسرائيلية لأول مرة منذ ثورة يناير، من أجل الاستعانة بالسياح الصهاينة لتحريك المياه الراكدة فى القطاع المريض منذ الانقلاب العسكري. وزعمت "الدستور" على لسان أحد اللواءات المتقاعدين ورئيس أحد جمعيات الدراسات السياسية والعسكرية، أن هناك مخطط أمريكي جديد بالتعاون مع التنظيم الدولى للإخوان، للتدخل العسكري فى الدول العربية بحجة داعش، ونشر عناصره المتشددة فى أنحاء الخليج للضغط عليهم من أجل التخلي عن دعم مصر. وفى الشأن الحكومي، قالت صحف الانقلاب إن إبراهيم محلب سوف يترأس اليوم أول اجتماعات مجلس المحافظين، وأكدت أن الحكومة تشكل لجنة برئاسة محلب ووزراء التعليم والتعليم العالى والأوقاف ومندوب من الأزهر لمراجعة المناهج الدراسية وحذف 20% من محتوى 14 كتابا دينياً وأشارت الصحف الانقلابية إلى موعد امتحانات الثانوية العامة الموافق 6 يونيو وكذلك الدبلومات الفنية فى 23 مايو، كما نقلت وتأكيد وزير الكهرباء أن الصيف المقبل لن يكون مظلماً بعد إضافة 3600 ميجاوات، ونقلت عن وزير البترول: نوافق على استيراد الغاز الإسرائيلي بشرط أن يكون السعر مناسب وتتنازل الشركة الإسرائيلية عن دعواها ضد الحكومة المصرية، كما تابعت أزمة الأنابيب التى تضرب المحافظات وكذلك أزمة طوابير الوقود التى انتشرت فى الصعيد، وكشفت "اليوم السابع" عن كارثة ب اختفاء مشتقات الدم من الأسواق مما يهدد صحة ملايين المصريين فى ظل عجز وزارة الصحة. وعن محافظي العسكر.. واصلت الصحف مهاجمة محافظ الإسكندرية بسبب تدخل زوجته فى شئون المحافظة، وقد أعلنت عن إصدار بيان رسمي مرتقب يفسر الوقائع، وأشارت الصحف إلى استياء الرئاسة والحكومة مما أثير عن المحافظ وأشارت إلى تشديدات من جهات عليا بعدم إشراك زوجته لاجتماعاته وزياراته. وتناولت الصحف تبعات قضية تأجيل الانتخابات البرلمانية وأشارت إلى قرار اللجنة العليا بتجميد دعوة الناخبين لمجلس النواب التزاما بقرار الدستورية وحكم القضاء الإداري، وقررت اللجنة التحفظ على أوراق المرشحين لحين صدور قرار آخر، فيما نشرت "المصري اليوم" رد مؤسسة الرئاسة على المقال الذى نشره أبو الغار بعنوان "البرلمان الوهمى" واتهم فيه السيسي بأنه لا يريد برلماناً الآن ويقف وراء قائمة سيف اليزل، وقال البيان الرئاسي: نريد برلماناً قوياً .. ولا ندعم أى قائمة. وأشارت الصحف إلى فتوى دار الإفتاء المصري التى حذرت فيه من زواج الفيديو كونفرانس والفيس بوك لأنه حرام شرعاً، وهاجمت دعوات داعش للفتيات للزواج من عناصر التنظيم عبر وسائل الاتصال تمهيداً للحاق بهم. واقتصاديا.. وأجرت "الأخبار" حواراً الصحف مع المستشار جنينة أكد فيه تقديم مذكرة أمام السيسي لتحصيل 649 مليار جنيه مستحقات للدولة مهدرة فى قطاعات الحكومة والقطاع العام.
وفى الشأن القضائى.. أبرزت الصحف الانقلابية القرار النهائي لمحكمة النقض بتأييد السجن 10 سنوات على الشرطيين المتهمان بقتل خالد سعيد أثناء حكم مبارك، كما أشارت "الجمهورية" إلى قرار النائب العام بإخلاء سبيل 120 متهماً: إن الإفراج يقتصر على المحبوسين قيد تحقيقات النيابة العامة، بينما قالت "المصري اليوم" إن المجلس القومى ل"حقوق الإنسان" يتضامن قضائياً فى مقتل شيماء الصباغ ومحامى المطرية.