بعد وصول المنشور اليومي من مكتب قائد الانقلاب بالأخبار اليومية المسموح بتداولها فى الصحف المصرية "الحكومية والحزبية والخاصة"، وحجم التغطية وكيفية التناول، كانت تصريحات السيسي ل"الشرق الأوسط" قبيل زيارته للرياض، المادة الأهم من ناحية الإبراز والتى ركزت خلالها الأذرع الإعلامية على نفي مقابلة قائد الانقلاب للرئيس التركي أردوغان أو الإساءة لقطر وتركيا، وحملت المانشيتات الرئيسية لأول مرة عناوين "المصالحة مع الإخوان" التى يقبلها السيسي شريطة موافقة الشعب. واستحوذت جماعة الإخوان على النصيب الأكبر من تغطية صحف الانقلاب الصادرة اليوم الأحد، حيث اهتمت الأذرع الإعلامية بحكم الإعدام –المشبوه- الصادر بحق 4 من الإخوان والمؤبد ل المرشد د. محمد بديع وسلفه الأستاذ محمد مهدي عاكف ونائبه خيرت الشاطر ود. سعد الكتاتنى ود. محمد البلتاجى ود. عصام العريان، فى الهزلية المعروفة إعلامياً ب"أحداث مكتب الإرشاد". وأشارت الصحف الانقلابية إلى أن هذا المؤبد الأول ل المهندس خيرت الشاطر والأستاذ عاكف، زاعمة أن المحكمة استندت فى حيثيتها الهزلية على أن المتهمين حرضوا على القتل وقتلوا من أجل وأد الثورة. وأبرزت حكم "الأمور المستعجلة" الذى صنف حماس منظمة إرهابية، واتهمتها المحكمة فى حيثياتها بالتورط فى حوادث قتل أثناء ثورة يناير وهاجمت السجون وأقسصام الشرطة، فيما أشارت الصحف القومية جميعها ومعهم "الوفد" إلى بيان وزارة الداخلية الذى نفي فيه وجود مراجعات فكرية لجماعة الإخوان داخل السجون مكذباً "المصري اليوم" فيما نشرته أمس، كما نقلت "الشروق" عن مصدر أمنى أنه حتى لو صحت إقرارات التوبة لعناصر الجماعة فى السجون لا تسقط عنهم عقوبة الجريمة التى ارتكبوها. وتناولت الأذرع الإعلامية تصريح السيسي -خلال حواره لصحيفة الشرق الأوسط- حول إمكانية المصالحة مع جماعة الإخوان –للمرة الأولى منذ الانقلاب على الرئيس الشرعي- شريطة موافقة الشعب، ولم تعقب سوى "الأخبار" فى نفس العنوان بجملة: "والمواطنون: لا تصالح". وبعيدا عن الشأن الإخواني، اهتمت الصحف الانقلابية بالقمة المصرية– السعودية اليوم، والأولي بين الملك سلمان وقائد الانقلاب، وشددت الصحف جميعها على نفى التقاء السيسي وأردوغان خلال الزيارة، زاعمة أن وجود السيسي بالتزامن مع أردوغان صدفة، وهو ما زعمه قائد الانقلاب فى تصريحاته والتى وصف فيها علاقة مصر بالسعودية بالإستراتيجية بامتياز. ونفى السيسي أن يكون أساء لكل من تركيا وقطر، مشدداً على رفضه الإساءة للشيخة موزة، وأبرزت "التحرير" قوله: لو سقطت مصر ستدخل المنطقة فى صراع لا يقل عن 50 عاماً.. وأبرزت جميع الصحف حديثه عن الإخوان حيث أرجع المصالحة مع الجماعة إلى الشعب الذى بيده القرار.. ونشرت "المصري اليوم" ملفا خاصاً حددت فيه 7 ملفات على طاولة الحوار المصري السعودى منها اليمن وسوريا وليبيا، وأن الرياض تدعم القاهرة ب 30 مشروعاً استثمارياً. وأشارت أذرع الانقلاب إلى لقاء السيسي بمستشار ألمانيا السابق شرودر لمناقشة تدريب الشباب المصري على التقنيات الألمانية، وكذلك التطرق للشأن الليبي وكيفية الخروج من المأزق، كما تحدثت عن زيارة وزير دفاع الانقلاب إلى روسيا لبحث التعاون العسكري وحصول مصر على 12 مقاتلة "سوخى 30" فى ثلاث صفقات عسكرية، فيما تناولت "المصري اليوم" عن مصادر مطلعة وجود اتفاق على إنشاء تحالف عسكري يضم مصر والسعودية والإمارات والأردن. وشغلت هزلية انتخابات البرلمان اللقيط صحف الانقلاب، حيث ترقبت حكم المحكمة الدستورية اليوم لتحديد مصير الانتخابات البرلمانية المزعومة، وأعلنت "الوفد" عن وجود تقرير جديد ل "المفوضين" بعدم دستورية شرط الجنسية الواحدة للمصريين المقيمين بالخارج وهو ما يرجح تأجيل الانتخابات، بينما نقلت "اليوم السابع" عن مصادر بأن المحكمة تتجه ل تأجيل 9 دوائر فقط للمرحلة الثانية أو تأمر بمعالجة دستورية للقوانين المطعون فيها خلال مدة لا تؤدى إلى تأجيل إجراء الانتخابات فترة طويلة .. فيما قالت "التحرير" إن طعون الانتخابات أمام "الدستورية" لن تنتهى اليوم. وعلى الصعيد الحكومي وتردى الأوضاع داخل البلاد، تحدثت الصحف الانقلابية عن استمرار أزمة البوتاجاز التى دفعت عدد من المواطنين لقطع الطرق، كما نقلت عن وزير التعليم تأكيده تشكيل لجنة لمراجعة أسئلة الثانوية العامة والتأكد من خلوها من السياسة، فيما قالت إن وزراة الكهرباء بدأت توزيع لمبات موفرة على المواطنين بالتقسيط على 20 شهراً حيث يتراوح سعرها من 20 حتى 25 جنيهاً، ونشرت "اليوم السابع" ملفاً عن : عجز الأحياء فى التصدى ل البناء العشوائي أو حل مشكلة القمامة التى تغزو الشوارع. وتحدثت الصحف عن غياب شيخ الأزهر للمرة الأولى عن مؤتمر الشئون الإسلامية التى تنظمه الأوقاف، والتى تعلل خلالها الطيب بالمرض فى أجواء تثير الريبة، ونشرت "الوطن" ملفاً خاصاً بعنوان "الحرب الباردة بين المؤسسات الدينية" حيث نقلت عن مصدر مطلع أكد أن الطيب بدأ تقليم الأظافر لوزير الأوقاف الذى صرح: سأظل أبناً باراً للإمام الأكبر ما حييت، نافياً أن يكون وراء شائعات أخونة الأزهر. وفى محاولة لرسم صورة وردية عن الاقتصاد المنهار، تناولت الصحف لقاء السيسي مع إبراهيم محلب ووزراء الاستثمار والتعاون الدولى لاستعراض مشروعات المؤتمر الاقتصادى وتوجيه الحكومة لسرعة تجهيزها، وأشارت "الأهرام" إلى مخاطبة وزارة الاستثمار ل 150 شركة بدبي للمشاركة فى الاستثمارات المصرية، قالت "الوطن" إن وزراة العدالة الانتقالية انتهت من صياغة قانونى "الاستثمار" و"المناطق الاقتصادية، فيما وأشارت "الشروق" إلى تقرير للأمم المتحدة يشير إلى أن الاقتصاد الأخضر الذى يعتمد على الزراعة والبيئة وتوفير المياه يوفر لمصر2.4 مليار دولار سنوياً.
ولم تنس صحف الانقلاب نسج بطولات وهمية لمليشيا السيسي، حيث زعمت أن قوات العسكر هاجمت بالأباتشي استعراضاً لبيت المقدس ضم سيارات دفع رباعى ودراجات بخارية، ما أدى إلى مقتل عشرات من عناصره، وأشارت الصحف إلى مشاركة رئيس أركان الجيش فى جنازة الضابط الذى قتل فى حرس الحدود نتيجة هدم نفق.