تقترب محاصيل القمح في أكبر منتجين في غرب أوروبا من مستوياتها المسجلة، العام الماضي، لكن ذلك لن يكفي لتعويض تراجع المحاصيل في الولاياتالمتحدةوروسيا، ما يثير مخاوف من نقص في الغذاء العالمي. وبلغت الأسعار العالمية للذرة وفول الصويا مستويات قياسية هذا الصيف، بعد ارتفاع مفاجئ دفع أسعار القمح للارتفاع، كذلك إذ ضربت أسوأ موجة جفاف في 56 عاما المحاصيل الأمريكية، في حين أضرت موجة حارة بمحاصيل الحبوب في روسيا. ويثير ارتفاع الأسعار المخاوف من أزمة تشبه تلك التي وقعت في 2007-2008 حينما اندلعت احتجاجات عنيفة في بعض الدول بسبب ارتفاع أسعار الغذاء. وتتقدم محاصيل المنتجين الرئيسيين في أوروبا نحو مستويات مماثلة لمستويات العام الماضي، لكن قد تنقص كميات القمح عالي الجودة الصالح لصنع الخبز. ولن تكون هناك فوائض من محاصيل فرنسا وألمانيا وبريطانيا للمساعدة في تخفيف المشكلات الناجمة عن نقص محاصيل روسيا وأمريكا الشمالية. ويصف المحلل جيمس دانسترفيل من أجرينيوز ومقرها جنيف الوضع، قائلا: "الاتحاد الأوروبي لن يكون المنقذ من نقص (المحاصيل) في العالم". ويبدو أن المحصول الأوروبي صمد بشكل جيد في مواجهة ظروف غير مواتية، وأفادت تقديرات شركة استراتيجي جرينز الفرنسية أن إجمالي إنتاج الاتحاد الأوروبي من القمح اللين المستخدم في صنع الطحين (الدقيق) والخبز بلغ 125.3 مليون طن، أي أقل بنسبة ثلاثة بالمئة فقط عن العام الماضي. وقال تاجر حبوب ألماني: "إمدادات قمح الطحين ستكون كافية بشكل عام من محصول هذا الصيف، لكن ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية يعني أن أسعارها سترتفع". والاتحاد الأوروبي هو أكبر منتج في العالم للقمح اللين، وسيسهم محصوله هذا العام بنحو 18.9% من إجمالي إنتاج القمح العالمي في 2012 الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 662 مليون طن، ويقارن ذلك مع محصول العام الماضي البالغ 128.7 مليون طن أي 18.5% من المحصول العالمي الذي بلغ 695 مليون طن.