خفض الجفاف الذي ضرب كبار منتجي القمح في الشرق الاوسط المحصول الصيفي مما زاد الواردات الى دول كانت ذات يوم تحقق الاكتفاء الذاتي مثل إيران وسوريا في وقت تبلغ فيه اسعار الحبوب مستويات قياسية. ورغم صعوبة تقدير احتياجات الاستيراد في الفترة الأخيرة في الشرق الاوسط فان دولا كانت تحقق الاكتفاء الذاتي في السابق بدأت بالفعل في الاستيراد لتعويض نقص المحاصيل في الموسم الذي بدأ من مايو/ ايار 2008 ويستمر حتى أوائل أغسطس/ اب. وقال تجار وخبراء زراعيون ان الامطار الضعيفة ستخفض بشدة محصول سوريا وهي لاعب رئيسي في سوق الغذاء والسلع في الشرق الاوسط الي نحو 2.3 مليون طن من 4.2 مليون طن خلال موسم 2007. ويقر المسؤولون السوريون الذين ينفون وصول الامر الى هذا الحد بأن المحصول قد ينخفض الى 3 ملايين طن مما يخفض المخزونات الاستراتيجية البالغة 1.5 مليون طن على الاقل في دولة يبلغ استهلاكها من القمح 3 ملايين طن علي أقل تقدير لاطعام نحو 19 مليون نسمة. وبدأت المطاحن السورية الخاصة في استيراد قمح البحر الاسود وتدرس البلاد طرح عطاءات لشراء القمح اللين كما تدرس استيراد القمح الامريكي بعد ان بلغ انتاجها ادنى مستوياته في 9 سنوات، ومن المتوقع ان ينخفض كذلك انتاج الشعير الى نحو ثلث انتاج عام 2007 الذي بلغ 800 الف طن. وفي العراق، يقول خبراء الزراعة ان برودة الطقس التي اعقبها جفاف قد تخفض المحصول المحلي الى نحو 400 الف طن من القمح الصلد من 600 الف الموسم السابق، ويقول خبراء الحبوب انه ليس من المتوقع ان يزيد انتاج الشعير عن 300 الف طن. وحولت ظروف الجفاف ايران من الاكتفاء الذاتي بمحصول محلي يبلغ 15 مليون طن -تم تصدير جزء منه الي العراق ودول أخرى قبل عام- الي مستورد كبير . وقد ينخفض محصول البلاد الى 12 مليون طن أي ما يقل بما بين 3 و5 ملايين طن عن الطلب المحلي، وهو ما أكده مسؤولون بقولهم ان الجمهورية الاسلامية قد تحتاجون لاستيراد ما يصل الى 5 ملايين طن بحلول مارس/ اذار عام 2009. ودخلت ايران التي يبلغ عدد سكانها نحو 70 مليون نسمة بالفعل الي السوق العالمية واشترت قمح من البحر الاسود وامريكا الشمالية يقول الخبراء انها تخلطه مع المحصول المحلي. وهناك دولتان فقط تعتمدان علي الري والمياه الجوفية وهما مصر والسعودية، ولم تتأثرا بالاحوال المناخية التي تعرضت لها منطقة شرق المتوسط. ومن المتوقع ان يظل محصول مصر مستقرا لكن السعودية من المتوقع ان تبدأ في استيراد القمح بعد تخليها عن خطة مدتها 30 عاما حققت الاكتفاء الذاتي ولكن استنفدت موارد المياه النادرة بها. وتركيا فقط هي التي يتوقع ان تقل صادراتها عن عام 2007 بعد ان زاد محصولها في اعقاب الجفاف الشديد في النصف الاول من عام 2007. وقد يبلغ المحصول 16.5 مليون طن بزيادة بنحو مليون طن عن 15.5 مليون عام 2007، وهو كان اقل من نحو 17.5 مليون طن في عام 2006. ويقول خبراء انه رغم ان تركيا تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي فانها قد تحتاج للاستيراد بكميات مختلفة لتعويض صادراتها من كميات مماثلة من الطحين (الدقيق) تقدر بنحو مليون طن. ودفع ارتفاع اسعار واردات الغذاء مع بلوغ سعر القمح ارتفاعات قياسية المستوردين من الشرق الاوسط الي الاعتماد علي قمح البحر الاسود الارخص سعرا من امدادات امريكا الشمالية حيث تضيف تكاليف الشحن وحدها 60 دولارا على الاقل لسعر الطن. وقال خبير بارز في السلع، إن الشرق الاوسط سيبتلع فوائض اوكرانيا وروسيا من القمح وسيستورد بانتظام على مدى 6 أو 7 أشهر. وسيظل العراق فقط معتمدا على قمح امريكا الشمالية المرتفع الثمن والقمح الاسترالي اذ ان الشركات الامريكية ظلت هي المهيمنة على السوق منذ عام 2003 لاسباب سياسية في الاساس. (رويترز)