وما يزال مسلسل القبض مستمرا علي المصورين والمحررين الصحفيين، خاصة من هم تحت التمرين من قبل قوات الأمن، وبين كل حدث وأخر يشهده الشارع المصري نجد أحد زملاء المهنة مقبوضا عليه من قبل الشرطة في ظل اشتباك الأحداث بين المتظاهرين والأمن المركزي تارة أمام السفارة الأمريكية وتارة أخري في ميدان التحرير او اي ميدان من ميادين الجمهورية. وبين حقوق الصحفيين الضائعة ونقابة الصحفيين العاجزة عن تقديم يد العون والحماية لهؤلاء المحررين المهضوم حقوقهم سوي المساعدات القانونية لهم، رغم أنهم يعانون خلال فترة التدريب التي يقضونها كعباً دائرا في معظم الجرائد الخاصة والحزبية والقومية لسنوات عديدة قبل الانضمام للجنة القيد بالنقابة والدخول ضمن أعضاء صاحبة الجلالة الرسميين. وخلال أحداث السفارة الأمريكية ألقت قوات الشرطة القبض علي نحو 46 متظاهراً من مثيري الشغب ومقتحمي السفارة، المعتدين علي قوات الأمن المركزي الذين كانوا يؤمنون مقرها من الخارج، حسبما تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، فمنهم من تم التحفظ عليه في اقسام باب الشعرية وقصر النيل ومدينة نصر ثان بنفس الاتهامات السابقة، ومنهم من لم يعلم عنهم ذويهم شيئاً حتي الآن وأخرون بين هذا وذاك عالقون بين التجديد واخلاء السبيل من قبل قاضي المحكمة. ومن ضمن هؤلاء كان الزميل محمد اسماعيل محمد، الصحفي بجريدة "الوادي" الذي كان يغطي الأحداث في محيط السفارة وميدان التحرير يوم الأربعاء الماضي بتفويض من الجريدة، منذ بداية التظاهرات المنددة بالفيلم الأمريكي المسئ للرسول "براءة المسلمين" إلي أن قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض عليه في الثانية عشر من مساء ذلك اليوم، لمجرد أنه كان يرصد بكاميرته الإشتباكات الجارية بين الأمن والمتظاهرين. ومنذ منتصف الليل وحتي الثامنة صباحاً ولا أحد يعلم عن مكانه شيئاً إلي أن أكد المحامي محسن البهنساوي، عضو لجنة تقصي الحقائق أن "اسماعيل" في نيابة قصر النيل وقيد العرض علي النيابة بعد ساعات، ومضت الساعات والأيام وزملاءه وذويه يبحثون عنه في اقسام العاصمة دون أن يتوصلوا إلي مكانه حتي العاشرة من صباح امس الجمعة حينئذ أكدت مصادرنا بوزارة الداخلية انه محتجز في قسم شرطة باب الشعرية. حالة محمد كانت أهون بكثير من باقي المعتقلين معه ضمن أحداث السفارة، حسبما يروي والده اسماعيل محمد الذي أكد أنه حينما زاره في القسم فوجئ بحالته المزرية وخوفه الشديد، فكان يجلس بالملابس الداخلية فقط بعد أن تمزقت ملابسه لحظة الاشتباه به والقبض عليه علي يد قوات الشرطة في ميدان التحرير مساء الاربعاء. بداية أكد جمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحفيين ان النقابة تقدم ما تستطيع تقديمه من مساعدات لأي صحفي سواء كان نقابي او متدرب، فالنقابة تقدم دائما المساعدات القانونية لكل صحفي تحت ظلالها ولكن الموقف القانوني هو الذي يختلف من وضع لاخر. واضاف ان الصحفيين المتدربين وضعهم القانوني أصعب من الصحفيين النقابيين، وان النقابه تقوم بدورها تجاه الجميع دون تمييز نقابي ضد المتدربين، مؤكدا ان المساعدة القانونية هي اقصى ما تقدمه النقابة لهؤلاء الصحفيين اذا تم القبض عليهم خلال التغطيات أوالإشتباكات . وقال "فهمي" ان كارنيه النقابة له قانون خاص ينظم طرق وشروط الحصول عليه، وانه ليس هناك اي ضمانات تستطيع ان تقدمها النقابة للمتدربين غير ارسال محاميا للدفاع عنهم ودعمهم معنويا، مشيرا إلي انه بعد القبض على أي صحفي تقدم له النقابة الدعم القانوني عن طريق ارسال محامي للدفاع عنه والتضامن الاعلامي معه الذي ينظمه زملاءه من داخل المهنة. أما فيما يتعلق بالاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيين والمصوريين من جانب قوات الشرطة وعمليات السحل والاهانة فما هي الا امتداد للنظام الديكتاتوري البائد وهو إن دل فإنما يدل علي انه ما يزال هناك اشخاص في السلطة لا يختلفون كثيرا عمن كانوا يهينون الصحفيين والاعلاميين خلال عهد المخلوع "مبارك"، مؤكدا ان الحل الوحيد للخروج من هذه الازمة هو تطوير ثقافة المجتمع والسعي نحو ديمقراطية حقيقية والتي ان وجدت لتلاشت تلك الانتهاكات والممارسات القمعية ضد الصحفيين النقابيين والمتدربين. فيما قال جمال عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة الجمهورية إن الهجوم على النقابه غير مبرر والصاق ما يحدث ضد الصحفيين من اعتداءات إلي مسئولية النقابه ليس له معنى . وأضاف ان قوانين النقابة تنص على ضرورة ان يأخد الصحفي فترة تدريب ليلتحق بركب صحفيي النقابة، فاذا حدث له اي شئ اثناء هذه الفترة فلا يقع تحت مسئولية النقابة، لانه ليس عضو بها، موضحا ان النقابة تقدم لاي صحفي المساعدات القانونية اللازمة، بالرغم من انها ليست مسئولة عن ذلك. كما أشار "عبد الرحيم" ان النقابه قدمت عدة بلاغات سابقة تتهم فيها وزير الداخليه الاسبق ورئيس الوزراء بالاعتداء على الصحفيين رغم كونهم صحفيين تحت التمرين، مضيفا أنه في أحداث مسجد النور والعباسية تدخلت النقابة بمحامييها لكل الصحفيين سواء داخل النقابة او خارجها وأن هذا لم يجبرو عليه لانه يقع خارج نطاق مسئولياتهم بعيدا عن دورها الأصلي المنوط بها والصحفي المتميز هو الذي يحترم ذاته ويعرف القانون جيدا وان الصحافه مهنة صعبة في كل دول العالم فهي مهنة البحث عن المتاعب .