بدأ سيناريو الإعتداء علي الإعلاميين والصحفيين منذ الساعات الأولي لفتح باب الترشيح للإنتخابات الرئاسية مرورا باستخراج التوكيلات لمرشحي الرئاسة ووصولا إلي عقد المؤتمرات والندوات الخاصة بالمرشحين ومنع بعض الصحفيين من حضور تلك المؤتمرات بل والتعدي عليهم بالإهانات اللفظية والجسدية علي حد سواء وكان لأنصار المرشح الرئاسي عمرو موسي النصيب الاكبر في مسلسل إرهاب الصحفيين ، حيث اعتدوا علي الزميل الصحفي بالوادي نشأت العلواني أمام المقر الإنتخابي لحملته بالدقي عندما توجه صباح الاثنين الماضي لمقر الحملة لحضور مؤتمر موسي الإنتخابي بالمنصورة، ففوجئ بمنعه من السفر مع باقي الصحفيين والنشطاء، وصولا إلي درجة الاعتداء عليه بالسب والإهانة بالألفاظ النابية والإعتداء الجسدي بالضرب من قبل محمد موسي المتحدث الاعلامي لحملة موسي والحرس الخاص للمرشح الرئاسي وأصابوه بكدمات متفرقة في رأسه وظهره وفقا للتقرير الطبي الصادر من مستشفي 6 أكتوبر بالدقي. العلواني توجه لقسم شرطة الدقي ببلاغ رقم 5972 جنح ضد كلا من المرشح الرئاسي عمرو موسي ومحمد موسي، المتحدث الإعلامي لحملته وعدد من أنصار موسي وحرسه الخاص. تلك الواقعة لم تكن الأولي من أنصار موسي ضد الصحفيين أو النشطاء السياسيين، فقد سبقها بأسبوعين واقعة التعدي علي أعضاء حركة شباب "6 ابريل" بالإسماعيلية خلال إحدي المؤتمرات الصحفية نتيجة ترديدهم شعارات مسيئة لموسي ،وهو ما دفع أنصاره للإنتقام منهم وحدثت بينهما اشتباكات بالكراسي وزجاجات المياه ، مما ادي الي حدوث اصابات بين الطرفين وتحطيم أجزاء من قاعة المؤتمر، واستنجد موسي بأنصاره من أعضاء حملته وذويهم وأيضا كبار رموز النظام السابق الذين حضروا فى مقدمة الصفوف الاولى، بعدها تقدم النشطاء ببلاغ رقم 1547 إداري قسم ثاني الاسماعيلية ضد حملة موسي . ومن قبل تم الإعتداء علي الزميلين كريم البحيري ونادر حسن، الصحفيين بالوادي علي يد أنصار حازم صلاح أبو اسماعيل، المرشح المستبعد من سباق الرئاسة بميدان التحرير في السابع والعشرين من الشهر الماضي خلال تغطيتهما لجمعة "حماية الثورة"، والاستيلاء علي الكاميرا الخاصة بهما وجهاز اللاب التوب لمسح كافة الصور والفيديوهات التي تدين أولاد ابو اسماعيل، وخاصة بعد الاعتداء علي احد الشباب الذي مزق "بوستر" لابو اسماعيل . من جهة اخري قام أنصار المرشح الرئاسي الإخواني د.محمد مرسي عن حزب الحرية والعدالة بالتعدي علي ثمانية صحفيين خلال تغطيتهم للمؤتمر الجماهيري بميدان الشهداء بالاسكندرية، واصابتهم بكدمات في الوجه وخلع في الكتف،فضلا عن تكسير الكاميرات الخاصة بهم وتمزيق ملابسهم ومنعهم من دخول السرادق الخاص بالمرشح الرئاسي، واصفين إياهم بالمستفزين ومثيري الشغب نتيجة الإنتقادات التي كانوا يوجهونها ضد مرشحهم الرئاسي، فحرروا بذلك بلاغات في قسم شرطة العطارين تحت أرقام 1980إداري العطارين، 10966 جنح العطارين . كما لم يسلم النشطاء السياسيين من مسلسل الإعتداءات الصارخة من بودي جاردات مرشح الإخوان خلال ذات المؤتمر بعد أن رفعوا لافتات "الإخوان خائنون ومنافقون ،وبيقولوا مسلمون، والميدان بيقول الاخوان فلول، والحزب الوطنى الجديد، يسقط يسقط حكم المرشد، شالو الشاطر جابو المرسى الاخوان عايزين الكرسى" الامر الذي استفز أنصار مرسي ودفعهم نحو تمزيق تلك اللافتات والإعتداء اللفظي والجسدي علي هؤلاء النشطاء . وهو ما دفع العديد من هؤلاء الصحفيين والنشطاء السياسيين لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر حزب الحرية و العدالة بطريق الحرية بالاسكندرية, ردا على الاذى الذي تعرضوا له بدنيا و نفسيا اثر اعتداء أعضاء الجماعة عليهم، لمجرد أنهم رفعوا لافتات بالقرب من مقر مؤتمر الدعاية الانتخابية لمرشح الحزب, بعدها قام رجل تعدى الخمسين عاما أشيب الشعر بالاندساس وسطهم وأخذ يستفز الشباب ونجح في استدراجهم الي الاشتباك اللفظي معه وما هي الا لحظات قليلة حتى عبر الطريق فريق منهم وقاموا جميعا بتكرار سيناريو اليوم السابق, وزادوا عليه أن قام أحدهم بخطف موبايل أحد الصحفيين بجريدة البديل الذين كانوا يصورون واقعة الاعتداء عليهم, وصبوا جام غضبهم عليه لتوصيل رسالة تهديد للباقين, ولولا لطف الله كما يروي الناشطين السياسيين ابراهيم كامل ودعاء نبيل وقيام أهالي المنطقة بالتدخل لكانت نهايتهم علي يد بودي جاردات الرئيس المحظوظ. كما تعرض محررين صحفيين بجريدة صوت الغربية (محمد ربيع، ابراهيم عمارة) للضرب في مكتب توثيق السنطة بالغربية، عندما قام مجموعة من أنصار الفريق أحمد شفيق بالتعدي عليهما واتهامهما بأخذ توكيلات الفريق أحمد شفيق وتمزيقها على إثر مشادة وقعت بين أحد أنصار شفيق والمرشح الرئاسي د.عبدالمنعم أبو الفتوح. وفي المقابل تعرض أنصار عمرو موسي للاعتداء من قبل عدد من البلطجية خلال إحدي المؤتمرات في مدنية دمنهور، حيث قام البلطجية بالتعدي عليهم داخل نادي دمنهور الرياضي، بعد تحطيم الباب الرئيسي للنادي ومنعهم من الدخول لعدم حملهم بطاقات هوية وهو الأمر الذي آثار القلق في نفوسهم تجاه هؤلاء الأشخاص. هذا وقد نظم عشرات الإعلاميين والصحفيين وقفة احتجاجية صباح أمس أمام نقابة الصحفيين، تضامنا مع صحفيي البديل ومعدي قناة مصر 25 الذين تم الإعتداء عليهم من قبل أفراد الشرطة العسكرية خلال تغطيتهم لأحداث العباسية، رفع المتظاهرون خلالها اللافتات التي تنادي بضمان حرية الرأي والفكر والتعبير للصحفيين والإعلاميين وتوفير الحماية اللازمة لهم خلال تأدية واجبهم المهني ووضع تشريع قانوني يحمي الصحفيين ويضمن لهم حقوقهم ويتيح تداول المعلومات. يقول يحيي قلاش، سكرتير عام نقابة الصحفيين السابق" أنه يجب علي نقابة الصحفيين ألا تتواني في الدفاع عن الصحفيين بأي حال من الأحوال حتي وإن أخطأ البعض منهم في التصرف، فواجبها الأول والأخير فرض مظلة الحماية لاعضاء النقابة ضد الإنتهاكات التي يتعرضون لها، موضحا أن الصحفيين النقابيين خط أحمر لا يجوز الإقتراب منه أو التعامل معهم بسوء، فضلا عن الأذي الذي يتعرض له المحررين تحت التمرين فهؤلاء صحفيون بلا حماية من قانون أو تشريع. واضاف : رغم مرور سنة ونصف من عمر ثورتنا المجيدة التي قامت تحت شعار "الحرية والتحرير" لوسائل الإعلام،أحد تلك الشعارات التي كان يجب أن تتم بعد الثورة، لكن ما تزال ترسانة قوانين المخلوع تحكم المشهد العام في مصر وعلي رأسها الساحة الإعلامية، فلا تحرير لرؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية، أو الموافقة علي مشروعات قوانين بإستقلال الإعلام، فضلا عن صعوبة تداول المعلومات والقيود المفروضة علي الملكية الفكرية واصدار تراخيص الصحف، مشيرا إلي ان كل ما يصدر من تصريحات اعلامية حول مستقبل الإعلام وتحريره سلبي، رغم مطالبة العديد من الإعلاميين بتحريره منذ عدة عقود، لكننا أمام برلمان جديد ومناخ سياسي مختلف ومن ثم فلابد من منظومة تشريعات وقوانين تكفل الحماية وحرية تداول المعلومات للصحفيين بدلا من ذات الطريقة القديمة التي كانت تمارس بها السلطة التشريعية سلطاتها. قال حاتم زكريا، وكيل نقابة الصحفيين للشئون التشريعية، ان اعتداءات أنصار مرشحي الرئاسة علي الصحفيين اخطر بكثير من الإعتداءات الامنية عليهم نظرا لأن معظم هؤلاء غير معروفين وربما لا ينتمون لحملات المرشحين وبالتالي تنفي حملاتهم حدوث مثل هذه الإعتداءات، لكن هذا ليس مبررا لهروبهم من المساءلة القانونية أو اتخاذ الإجراءات النقابية اللازمة من أجل تحقيق الحماية الصحفية، مؤكدا أن النقابة في طريقها لوضع نص تشريعي جديد يحمي الصحفيين تحت التمرين من الإنتهاكات التي يتعرضون لها خلال تأدية عملهم. ومن جانبه اوضح جمال عبدالرحيم، عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين، أن ثمة فارق بين الصحفيين المقيدين في النقابة ومن يمارسون المهنة في صحف "بير السلم" التي تصدر بتراخيص خارجية ودون أي مؤهلات وهو ما يُحدث حالة من الفوضي والإساءة للوسط الصحفي التي تؤدي إلي اعتداء أنصار المرشحين وأفراد الأمن والشرطة العسكرية عليهم نتيجة استفزازهم من أجل الشو الإعلامي. ويضيف عبدالرحيم أن الغالبية العظمي من هؤلاء يستغلون موسم الإنتخابات لجذب مزيد من الاضواء عليهم وصحفهم التي يرأس مجلس إدارتها نجارين مسلحين "بحسب وصفه"، لكن الصحفيين المحترمين الذين يقومون بالتغطية المهنية بأمانة واحترام فلاشك أن النقابة أول من يقف إلي صفهم ويساندهم في أي قضايا سياسية أو جنائية . ويري محمد عبد القدوس، مقرر لجنة الحريات بالنقابة، ان الإشكالية الكبري تكمن في أن معظم هؤلاء الصحفيين المعتدي عليهم حينما يتقدمون بمذكرات أو بلاغات للنقابة فإنها غالبا ما لا تتضمن أسماء للمتهمين أو بعض الشهود علي واقعة الإعتداء الأمر الذي يجعل أضلاع المثلث غير مكتملة . واختتم عبدالقدوس حديثه للوادي قائلاً "أتمني من كل صحفي نقابي يتعرض لمثل هذه الإعتداءات من قبل أنصار المرشحين أو علي يد أجهزة الأمن أن يتقدم بمذكرة شاملة للنقابة بأسماء المتهمين والشهود لسرعة الفصل في البلاغات واستعادة حقوق هؤلاء الصحفيين ووقف مسلسل الإعتداءات علي زملائنا الصحفيين". حاولنا الإتصال أكثر من مرة بممدوح الولي، نقيب الصحفيين، لتوضيح موقف النقابة مما يتعرض له أعضائها من مضايقات وانتهاكات واعتداءات علي يد القوات الأمنية وأنصار بعض المرشحين لرئاسة الجمهورية، لكنه لا يرد علي تليفونه الخاص.