* جولدا مائير كانت تؤمن بأنها قادرة على هزيمة العرب حتى بدون الولاياتالمتحدة * إذا قبل السوريون باتفاق فض الاشتباك فإن السادات سيقبل بتسوية دائمة * كيسنجر سعى لإقناع العرب أن الاتحاد السوفيتي يريد إشعال الثورات وإسقاطهم اعتبر وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، أن أكبر نجاح حققته الولاياتالمتحدة من اتفاق فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، أن كل جانب لم يعد يرى الآخر وكأنه شيطان يجب التخلص منه، واعترف الجانبان (المصري والإسرائيلي) أن لديهما مشاكل مشتركة يجب حلها. لكن التحدي الأكبر أمامها الأن هو حماية السادات من بقية الدول العربية، ومنعها من عزل السادات ومقاطعته لتوقيع اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل، وكان هذا سبب القيام بزيارة سوريا. جاء في تقرير كيسنجر حول اتفاق فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي نشرته مؤخرا الخارجية الأمريكية من بين الوثائق المتعلقة بحرب أكتوبر. ويرى كيسنجر أن السوريين كانوا حمقى، لكن زيارتهم كان أمرا مهما بالنسبة لهم من أجل إرسال اقتراحهم الخاص بفض الاشتباك إلى إسرائيل، وكان هذا الاقتراح مرفوضا بالطبع، لكن كان يجب أن يكون هناك مفاوضات مع السوريين، حتى لا يبقى السادات معزولا. وقال كيسنجر "إذا كنا استطعنا الحصول على اتفاق لفض اشتباك مع السوريين، لكنا استطعنا أن نتقدم مع السادات لنصل إلى تسوية دائمة، وعندها كنا سنتحرك في القضية الفلسطينية." لكن بالنسبة للفلسطينيين كان هناك مشكلة في إسرائيل وفقا ل تقرير كيسنجر، تتمثل في وجود حزب ديني (الحزب القومي الديني) في الحكومة الإسرائيلية يرى أن الضفة الغربية جزء من إسرائيل التوراتية. ونقل كيسنجر للرئيس الأمريكي نيكسون، بضرورة منع الاتحاد السوفيتي من التدخل في الشرق الأوسط، لأن هذا يقلب المعادلة ضد إسرائيل، إذا ما حصل العرب على السلاح، وقال "دائما ما أخبرتني جولدا مائير أنها لا تحتاج جنود أمريكيون معهم، وحتى بدون الأسلحة الأمريكية يمكن لإسرائيل هزيمة العرب". ويعلق كيسنجر أن هذه المقولة لم تعد صحيحة لأن الموقف تغير الآن، وحتى لو كانت صحيحة فإنه يجب منع الاتحاد السوفيتي من التدخل، وإذا تدخلت موسكو فإنها ستكون مشكلة حقيقية لنا. واستطرد كما يجب أن نقنع القوى العربية المعتدلة أن تبقى معنا، لأن انحيازهم للاتحاد السوفيتي يمكن أن يشجع الثورات ضدهم، وحتى الأنظمة المتشددة التي تعادي أمريكا واسرائيل والتي لن نستطيع استقطابها يجب أن نضمن بقاءها على الحياد ولا تنحاز إلى السوفيت.