عاجل| الرئيس السيسي يعود إلى أرض الوطن بعد المشاركة في قمة البحرين ال133    بايرن ميونخ يراقب فيرنانديز وحالة واحدة تحسم الصفقة    دون إصابات.. الحماية المدنية تسيطر على حريق مطعم بقصر النيل    قبل عرضه في مهرجان كان.. انطلاق أغنية «سيبوا الهوى لصحابه» من فيلم «رفعت عيني للسما» (فيديو)    الناتو: القوات الروسية أثبتت قدرتها على التقدم بمرونة كبيرة    روسيا تقدم 30 طنًا من المساعدات إلى غزة عبر مطار العريش الدولي    خبير اقتصادي: أمريكا تعلمت «درس النفط».. وخزنت احتياطيات ضخمة    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    حقيقة إيقاف شهادة 23.5 من بنك مصر بعد قرار التعويم الأخير    جامعة الأقصر تنهي استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    قومية المنيا تقدم «دون كيشوت» ضمن عروض الموسم المسرحي ب أسيوط    خمسة معارض في فعاليات مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة (تفاصيل)    بالفيديو.. أمين الفتوى للمقبلين على الزواج: محدش هيقدر يغير حد بعد الزواج    بعد وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية- كيف يسبب السكري الموت؟    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بالفيديو.. كواليس كوميدية للفنانة ياسمين عبد العزيز في حملتها الإعلانية الجديدة    حدث في 8 ساعات| الرئيس السيسي يشارك في القمة العربية.. ومصر ترفض طلبات إسرائيلية    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    شي جين بينغ بمناسبة قمة البحرين: العلاقات الصينية العربية تمر بأفضل فترة في التاريخ    تغيير الشكل الرهباني للراهبة المسؤولة عن دير "الملاك" بملبورن    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    مترو التوفيقية القاهرة.. 5 محطات جديدة تعمل في نقل الركاب    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    حسام البدري عن منافسة شوبير والشناوي: غير منطقي (خاص)    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    "الصحة" تنظم فاعلية للاحتفال باليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد .. صور    كيف تؤثر موجات الطقس الحارة على الصحة النفسية والبدنية للفرد؟    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    السفير المصري بليبيا: معرض طرابلس الدولي منصة هامة لتسويق المنتجات المصرية    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    تفاصيل اجتماع وزيرا الرياضة و التخطيط لتقييم العروض المتُقدمة لإدارة مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية    هالة الشلقاني.. قصة حب عادل إمام الأولي والأخيرة    جامعة الفيوم تنظم ندوة عن بث روح الانتماء في الطلاب    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    التصلب المتعدد تحت المجهر.. بروتوكولات جديدة للكشف المبكر والعلاج    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    نجم الأهلي مهدد بالاستبعاد من منتخب مصر (تعرف على السبب)    قطع مياه الشرب عن 6 قرى في سمسطا ببني سويف.. تفاصيل    محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا.. ماذا قال الجاني عن دوافعه؟ (فيديو)    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    جولة جديدة لأتوبيس الفن الجميل بمتحف الفن الإسلامي    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    أنشيلوتي يقترب من رقم تاريخي مع ريال مدريد    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب إفريقيا بوقف هجوم إسرائيل على رفح    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زايد.. الوحدوي!!
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 02 - 12 - 2013

أطلق حلم 'اتحاد الإمارات' منذ 42 عاما وكان يقول 'الأصل هو الوحدة والتجزئة هي الاستثناء'!! كان يرفض استخدام القوة في تحقيق الحلم الوحدوي ويؤمن بالحوار وسيلة..
أوصي أبناءه بمصر قبل الرحيل فكانوا خير الأوفياء لمصر ولوصية والدهم
كان رجل الأفعال.. قال فصدق.. وأطلق مقولة 'النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي'
كان قائدا وحدويا، لم يتردد في تحقيق الحلم، أدرك حقيقة الواقع، وحذر من خطورة الفرقة، كان واسع الآفاق، سعي إلي الحوار بين أشقائه، واستطاع في فترة سنوات معدودة، أن يضع إطارًا وحدويا، أطلق عليه اسم 'الاتحاد' لتنطلق الدولة الفتية وتصبح الآن ملء السمع والبصر، فتحقق أعلي المعدلات وتقدم نماذج تحتذي، وتفوز دونًا عن غيرها باستضافة 'أكسبو' الدولي لعام 2020، فتهزم الجميع بالضربة القاضية، ويختار العالم مدينة دبي، لتكون بذلك أو مدينة في المنطقة تحتضن هذه التظاهرة التجارية الدولية، بعد حصولها علي 116 صوتا من أصوات 168 دولة شاركت في التصويت، ولتتغلب بذلك علي روسيا وتركيا والبرازيل.
بدأ الحلم عام 1968 عندما قررت الحكومة البريطانية إنهاء كافة المعاهدات الخاصة بحماية الامارات الخليجية وتوعدت بالانسحاب منها مع نهاية عام 1971، قرر الشيخ زايد أن يتوجه إلي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي، التقيا في 'السمحة' علي الحدود بين أبو ظبي ودبي، ووافقا في 18 فبراير 1968 علي دمج إمارتيهما في اتحاد واحد والتواصل مع بقية الإمارات لإعلان الاتحاد فيما بينهم في أعقاب الانسحاب البريطاني من كافة الامارات.
كان الاتفاق منذ البداية يقضي بالمشاركة معا في إدارة الشئون الخارجية والدفاع والأمن والخدمات الاجتماعية وأيضا الاتفاق علي تبني سياسة مشتركة لشئون الهجرة في البلاد، أما المسائل المحلية فقد تم تركها إلي السلطات المحلية في الامارات.
تواصلت الاجتماعات منذ هذا الوقت، واتفق حكام الامارات علي ضرورات الوحدة، وبدأوا علي الفور في اتخاذ الخطوات الإجرائية التي قدروا لها الانتهاء في نحو ثلاث سنوات قادمة.
كان الشيخ زايد يقول لرفاقه من حكام الامارات 'إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة وطريق المتعة والخير المشترك، وإن الفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم'.
في الثامن عشر من يوليو 1971 قرر حكام ست إمارات، وهي أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القوين والفجيرة تكوين الاتحاد، بينما طلبت 'رأس الخيمة' تأجيل انضمامها إلي وقت لاحق، بدأت الصياغات النهائية لمشروع الاتحاد، كان الشيخ زايد يسعي إلي ضم كل من البحرين وقطر اللتين حصلتا علي استقلالهما في أغسطس وسبتمبر من عام 1971، إلا أنه لم يستطع في هذا الوقت.
في الثاني من ديسمبر 1971، كان الاجتماع الحاسم، لقد تم انجاز المهمة، ولم يبق سوي الاعلان، اجتمع حكام الامارات، وأعلنوا رسميا عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة، ثم سرعان ما انضمت إليهم رأس الخيمة في 10 فبراير 1972، جري الاتفاق علي مؤسسات الدولة المختلفة التي تضمنها الدستور المؤقت الذي تحول في 20 مايو 1996 إلي دستور دائم، وأصبح المجلس الأعلي المكون من الحكام السبعة هو المؤسسة الرئيسة التي تمتلك القوة الشرعية والتنفيذية.
لقد استطاع الشيخ زايد بن سلطان أن يقود السفينة في هذا الوقت بعد أن انتخبه حكام الامارات رئيسا للدولة مدة خمس سنوات، كان يجري تجديدها باعادة انتخابه حتي رحيله رحمة الله عليه.
لم يكن الشيخ زايد من هؤلاء الحكام الذين يسعون إلي اثارة الفتن والنعرات، أو الديكتاتورية في إصدار القرار، كان حكيما، عروبيا، لديه إيمان عميق بالوحدة، وكانت مواقفه تعكس ذلك، حتي اطلق عليه 'حكيم العرب' لدوره البارز في رأب الصدع الذي كان يطرأ علي العلاقات العربية.
لم يكن من هؤلاء الذين يؤمنون باستخدام القوة في تحقيق الحلم الوحدوي، وعندما أعرب عن رغبته في ضم قطر والبحرين إلي مشروع الاتحاد قال يومها 'إنني لا أفرض الوحدة علي أحد قط، هذا استبداد، كل منا له رأي مختلف ومغاير لرأي الآخر، نتبادل هذه الآراء ونصهرها في بوتقة واحدة ونستخلص منها الجوهر، هذه هي ديمقراطيتنا وديمقراطية الوحدة.
كان الشيخ زايد 'رحمة الله عليه' يري أن الاتحاد هو جزء من دولة الوحدة القومية التي يأمل في تحقيقها بين كافة البلدان العربية، لقد كان يقول دوما في خطبه 'الأصل هو الوحدة، أما التجزئة فهي الاستثناء المؤقت وغير الدائم'.
وكان الشيخ زايد يدرك تمامًا أن الهدف من الوحدة ليس فقط القضاء علي التجزئة التي لم يستفد منها سوي المعاين للأمة، وإنما كان يدرك أن الوحدة هي هدف للقضاء علي مشكلات الفقر وتراجع التنمية واختلال التكامل، استطاع أن يوظف الثروة النفطية لتحقيق التطور التنموي وتحقيق أعلي معدلات للدخل في المنطقة ثم في العالم.
كان يقول دومًا: 'لا نفع للمال إذا لم يسخر لخدمة الشعب، وفي الذكري الخامسة والعشرين للاتحاد قال 'رحمة الله عليه': 'إن كل ما تم إنجازه قد فاق توقعاتنا وإن ذلك قد تم بمساعدة من الله سبحانه وتعالي أولاً، ثم بعزم وقوة وإرادة صادقة، وإنه ليس هناك شيء لا يمكن تحقيقه لخدمة الشعب مادام العزم ثابتًا وقويًا، ومادامت النوايا صادقة'.
واستطاع الشيخ زايد بن سلطان وبالتعاون مع أشقائه خاصة حاكم دبي أن يبني مؤسسات لدولة حديثة ورثها الأبناء وقاموا بتطويرها، واستخدموا كل أساليب التقدم التكنولوجي لتحقيقها، فكانت مدينة دبي، جنبًا إلي جنب مع أبو ظبي، تقدم نموذجًا أبهر العالم بفعل الرؤية التي طرحها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عصرنة المدينة وجعلها قبلة للتجارة والتقدم في العالم العربي.
وكان الشيخ زايد صادقًا مع نفسه ومع شعاراته، كان يري أن مصر حجر الزاوية، وأن نهوضها هو نهوض للأمة، لقد وقف بكل جسارة في حرب أكتوبر 73، ذهب إلي لندن ليقترض من البنوك البريطانية لصالح هذه الحرب، كان جريئًا في مواقفه العروبية، قال مقولته الشهيرة عندما أصدر قراره مع شقيقه الملك فيصل وحكام الأمة الآخرين بقطع النفط عن أمريكا والغرب' إن النفط العربي ليس أغلي من الدم العربي'.
كان يقدم المساعدات الاقتصادية إلي مصر، فانتشرت مشروعاته التنموية والمدن التي حملت اسمه والمشروعات الخيرية في كافة أنحاء البلاد، لقد قال: 'إن نهضة مصر هي نهضة للعرب كلهم، وقد أوصيت أبنائي بأن يكونوا دومًا إلي جانب مصر'.
كان يقول: 'لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود بدون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغني عن الأمة العربية'.
أخلص أبناؤه للرسالة، كانت الإمارات قيادة وشعبًا تتابع التطورات التي شهدتها ولا تزال تشهدها مصر وكأنها في قلب الحدث المصري، كان لهم موقفهم من جماعة الإخوان منذ البداية، لقد عرفهم الشيخ زايد جيدًا، فتح لهم الأبواب فتآمروا عليه، منحهم المشروعية فانقلبوا عليه، كانوا يقولون كلامًا في مجلسه، ثم ينقضونه في الخفاء ولذلك ازداد قلق الاماراتيين مع وصول الإخوان للسلطة في مصر، كان لهم موقفهم الواضح دون مزايدة، لكن الأبناء كانوا يدركون أن الإخوان إلي زوال، ولذلك حرصوا علي العمالة المصرية لديهم، وانتظروا اللحظة.
عندما سقط الإخوان تجسدت كلمات الشيخ زايد في أبنائه وفي حكام وشعب الإمارات جميعًا، لقد أعطي الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة التعليمات لكافة أجهزة الدولة بالوقوف إلي جانب مصر بكل ما تملك الإمارات من إمكانات، وكان للشيخ محمد بن راشد وقفاته، وللشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة دعمه المستمر، وكانت كلمة الشيخ محمد بن زايد التي أطلقها في مصر تجسيدًا لكل هذه المعاني، عندما قال: 'سوف نقتسم رغيف العيش مع مصر'.
اليوم ودولة الإمارات تحتفل بالذكري الثانية والأربعين لتأسيس 'الاتحاد' يتجسد حلم الشيخ زايد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في أبهي صورة، تبدو الإمارات كعروس في منطقة تموج بالمشكلات والأزمات، يتجسد الحلم الوحدوي ويتدعم في وقت تتفكك فيه الأوطان، إنها حكمة الوحدوي المؤمن بعروبته، الإنسان الذي ظل يعطي الوطن والأمة حتي اللحظة الأخيرة من حياته.
التحية لروح رجل أخلص للإمارات والأمة، فخلد اسمه في صفحات التاريخ، وأعطي نموذجًا يحتذي في الوفاء والصدق والإخلاص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.