تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة المعاصرة جزءًا من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم "ساحل عمان"، وذكره كثير من المؤرخين والكتاب العرب وغيرهم، والذي يشمل حالياً سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالى فإن تاريخ الدولة المعاصرة يدخل في إطار التاريخ العماني والعربي الشامل، وقبل ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة كانت المنطقة تسمى "ساحل عمان"، ويقسم تاريخ الإمارات إلى ست مراحل رئيسية عبر العصور المتلاحقة، ولا ينفصل تاريخها عن تاريخ المنطقة حولها في مراحل عديدة منه. وكان تاريخها مليئا بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام. في سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها منطقة شرق المتوسط بنهاية عام 1971، وهو ما كان يمكن أن يسبب خللاً سياسيًا وإستراتيجيًا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبو ظبى، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبى. وفي 18 فبراير التقى الشيخان فى قرية السميح الحدودية، واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما، وأن يدعو الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، حيث تم إعلان اتحاد يضم إمارتي أبو ظبي ودبي كبداية لاتحاد أكبر وأشمل وكانت هذه خطوت البداية. وفي 27 فبراير سنة 1968 م واستجابة لنداء حاكمي أبو ظبي ودبي اجتمع حكام إمارة ساحل عمان العربية السبع (أبو ظبي, ودبي, وأم القيوين, ورأس الخيمة, والفجيرة, والشارقة, وعجمان) انضم إليهما حاكما قطر والبحرين، حيث جرى تدارس فكرة قيام اتحاد لجمع الشمل وتشكلت عدة لجان لاتخاذ القرارات كما شكل الحكام مجلسًا أعلى, ومجلسًا تنفيذيًا وأمانة عامة. وخلال الدورة التي عقدت بين 21 - 25 أكتوبر 1969 م, تم بالإجماع انتخاب الشيخ زايد بن سلطان حاكم أبو ظبي رئيسًا لذلك الاتحاد لمدة عامين، كما انتخب صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائبًا للرئيس لنفس المدة. وفي 18 يوليو سنة 1971 م اجتمع حكام الإمارات العربية السبع لإجراء مباحثات تستهدف إيجاد شكل متين للتعاون فيما بينهم، تحقيقًا لمعنى التكامل بينهم وبحثًا عن الأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم العربى، وبدأت المباحثات، وبارك الله هذه الجهود المخلصة، حيث توصل حكام الإمارات إلى القرار التاريخي، وتم التوقيع على وثيقة قيام دولة اتحادية باسم "دولة الإمارات العربية المتحدة". وفي مثل هذا اليوم من عام 1971م عقد حكام الإمارات الست اجتماعا وأعلنوا سريان مفعول الدستور المؤقت، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة. تأتي الإمارات العربية المتحدة في المرتبة السابعة في العالم من حيث احتياطياتها النفطية، وتمتلك واحدًا من أكثر الاقتصادات نموًا في غرب آسيا، واقتصادها هو الثاني والعشرين عالميًا، وهي ثاني أكبر دولة في القوة الشرائية للفرد الواحد، وعلى نسبة عالية نسبيًا في مؤشر التنمية البشرية للقارة الآسيوية، وتحتل المرتبة الثانية والثلاثين عالميًا. يبلغ عدد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة حسب إحصاء عام 2010، حوالى 8,5 مليون نسمة، يشكل المواطنون نسبة 16% من إجمالي عدد السكان والباقى من المقيمين، وتسعى الدولة جاهدة في حل مشكلة خلل التركيبة السكانية، حيت تتجه إلى إيجاد حلول مثل تجنيس الوافدين العرب العاملين في المؤسسات الحكومية كالجيش والشرطة وأيضًا التكامل مع الدول الخليجية والتقليل من العمالة الآسيوية غير المتعلمة التي تشكل أكبر شريحة في الإمارات.