«تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    عاجل: سعر الدولار أمام الجنيه المصري في تعاملات اليوم الثلاثاء 7-5-2024    بدء تلقي طلبات التصالح بالمراكز التكنولوجية في القليوبية    رئيس البورصة: إطلاق مؤشر الشريعة الإسلامية قريبا وإدراج 40 شركة    رئيس «خطة النواب»: 70% من الديون المستحقة للحكومة لدى الغير متأخرات ضريبية (تفاصيل)    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيه للمشتري اعتبارًا من أغسطس المقبل    مصدر رفيع المستوى: الوفد الأمني المصري حذّر نظراءه في إسرائيل من عواقب اقتحام معبر رفح    مبابي وديمبلي على رأس قائمة سان جيرمان لمواجهة دورتموند    محمد الشامي: حسام حسن أخبرني أنني أذكره بنفسه    كاراجر: مانشستر يونايتد الأسوأ في البريميرليج.. وأنصح كاسيميرو بالدوري السعودي    تأجيل محاكمة 3 موظفين متهمين بسرقة تمثال من مخزن المتحف المصري ل 6 يوليو    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    الداخلية: سحب 1201 رخصة لعدم وجود ملصق إلكتروني خلال 24 ساعة    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    إصابة شابين إثر حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية في الشرقية    15 صورة ترصد أسوأ إطلالات المشاهير على السجادة الحمراء في حفل Met Gala 2024    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    مهرجان المسرح المصري يعلن عن أعضاء لجنته العليا في الدورة ال 17    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدًا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    اعتقال 125 طالبا.. الشرطة الهولندية تفض مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة أمستردام    رئيس خطة النواب: الحرب الروسية الأوكرانية والتغيرات الجيوسياسية تؤثر على الاقتصاد المصري    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    حفلات وشخصيات كرتونية.. سائحون يحتفلون بأعياد الربيع بمنتجعات جنوب سيناء    منخفض خماسيني.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد (فيديو)    خارجية الاحتلال: اجتياح رفح يعزز أهداف الحرب الرئيسية    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    إعلام أمريكي: إدارة بايدن أجلت مبيعات الآلاف من الأسلحة الدقيقة إلى إسرائيل    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    تحذيرات مهمة ل 5 أبراج اليوم 7 مايو 2024.. «الجوزاء أكثر عرضة للحسد»    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    «الصحة» تحذر من أضرار تناول الفسيخ والرنجة.. ورسالة مهمة حال الشعور بأي أعراض    في اليوم العالمي للربو.. تعرف على أسبابه وكيفية علاجه وطرق الوقاية منه    رئيس البورصة: النظام الإلكتروني لشهادات الإيداع الدولية متكامل وآمن لتسجيل العمليات    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    إصابة 17 شخصا إثر انقلاب سيارة ميكروباص بزراعي المنيا    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    عاجل.. طلب مفاجئ من اتحاد العاصمة يهدد إقامة نهائي الكونفدرالية بين الزمالك وبركان    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    ياسمين عبدالعزيز عن محنتها الصحية: «كنت نفسي أبقى حامل»    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    ميدو: تقدمت باستقالتي من الإسماعيلي بسبب حسني عبد ربه    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دگتور خالد عبد القادر عودة : عدم تأجيل الإنتخابات سيناريو
الجيش والشعب شركاء في الثورة ويجب أن يتقاسما السلطة
نشر في الأخبار يوم 27 - 11 - 2011


في البداية ما سبب الأزمة في مصر الآن من وجهة نظرك؟
تتلخص أزمة مصر في الاخطاء التي ارتكبتها الثلاثة اطراف المسيطرة علي المشهد الآن وأولها الثورة التي لا استطيع ان انسبها لفصيل لأنها ملك للشعب المصري كله بما فيهم أعضاء الحزب الوطني وهذه حقيقة لا يجب أن ننكرها. وكثيرا ما أنتابني الشعور بأن الثورة قد فشلت, ولكن الثورة أخطأت عندما لم نتفق علي أصول البناء ولا علي أولي خطواته وهي تشكيل مجلس انتقالي كما حدث في ليبيا وتركنا الميدان قبل أن نحقق هذا المطلب وهذا خطأ كبير. فالثورات ثلاث خطوات الاولي إعلان المطالب إذا لم تستجب لها السلطات يتم تشكيل مجلس انتقالي يعترف به العالم والخطوة الثالثة هي تمكين هذا المجلس من أدوات الحكومة حتي لو أقتضي الأمر إلي الحرب. ووقوف الجيش مع الثورة من البداية هو ما عفانا من ان تدخل مصر مرحلة الحرب. الطرف الثاني في الصورة هو المجلس العسكري الذي يجب أن يحدد موقفه ويعرف ما هو مصدر سلطانه؟ هل هي الإرادة الشعبية فينصاع إليها أم هو تفويض مبارك وهذا يعني أنهم أوصياء علي الشعب والشعب يرفض هذه الوصاية وسيستمر في رفضها. وهنا أؤكد أن كل بيانات الجيش تشير إلي تأييدهم للثورة منذ البداية وأنهم شركاء للشعب في ثورته لذا أري أن الحل الآن أن ينقلوا جزء من سلطاتهم بموجب الشراكة التي بيننا إلي الحكومة الجديدة لأن أي حكومة ستحل محل حكومة شرف لن تستطيع أن تفعل شيئا دون سلطات.
وهذا ينقلنا إلي الطرف الثالث في الأزمة وهي الحكومة التي وقفت موقف المتفرج في كل الأحداث التي مرت في الشهور السابقة وكانت تنتظر موافقة المجلس العسكري في مواقف كثيرة. كما أنها لم تحقق أي مطلب من مطالب الشعب بعد الاربعة مطالب التي حققها المجلس العسكري قبل تشكيل الوزارة وهي تنحية مبارك وحل مجلسي الشعب والشوري وتشكيل لجنة لصياغة الدستور بقيادة المستشار طارق البشري وتشكيل حكومة جديدة بدلا من حكومة أحمد شفيق.وبعد تولي عصام شرف الحكومة لم يتحقق أي شئ.
ما القضايا التي تري أن حكومة شرف قصرت في التعاطي معها مما أدي لوصول الأمور إلي حد رحيلها وتأجج الصراع بهذه الدموية التي نعيشها اليوم؟
القضايا كثيرة فنحن طالبنا بحل جهاز أمن الدولة ففعلوا دون أن يضعوا إختصاصات جديدة للجهاز الجديد حيث وضحنا أنه لا يجب أن تكون اختصاصات الجهاز الجديد هو محاربة الإرهاب لأن الكلمة مفهومها مطاط وواسع وغير محدد. وقلنا أن الارهاب من وجهة نظرنا هو كل جرائم الحرابة التي نص عليها الشرع من خطف وقطع الطرق وأن يحاسب كل من أمسك سلاحا وفرض إرادته علي الآخرين سواء كان حاكما او بلطجيا. وقلنا أمن الدولة لا يعتقل أحدا بل يبلغ النائب العام بالجريمة والذي يقوم بدوره باخطار الشرطة التي تعتقل المتهم وتترك لأسرته مكان اعتقاله حتي تتم محاكمته.
واعجبت هذه الرؤية الدكتور شرف ووعدنا بعرض الأمر علي الداخلية ولم يحدث.
موضوع الحد الأدني للأجور الذي أثير أكثر من مرة حتي اليوم لم يؤخذ فيه قرار وبسببه اقيل يحي الجمل وعين علي السلمي محله فخرج علينا شرف والسلمي بأول بيان عنتري حول الاجور وقانون العزل ولم يتخذ قرار رغم مرور 3 اشهر علي قدوم السلمي.
وهناك انتخابات الجامعات التي جاءت بنتائج غير قانونية وباطلة واصبح هناك رؤساء جامعات منتخبين لا يستطيعون ممارسة عملهم وجامعات تعمل بدون رؤساء.حتي قانون تنظيم القضاء لم نخرج منه بنتيجة فمعروف انه لا تدخل أي انتخابات إلا ولديك قاضٍ حر..بل ان الحكومة كانت مسئولة عن المعركة بين المحامين والقضاة.
طالبنا بنزع ملكية الأراضي من الشركات الزراعية التي أخذت أراضي في توشكي وشرق العوينات ولم تزرعها وهي الشركات التي اخذت الاراضي في النظام السابق بسعر 100 جنيه للفدان في حين انه تكلف عشرة آلاف جنيه والسبب ان النظام السابق واعوانه كانوا يتربحون من هذه الصفقات. وطالبنا بنزع ملكية هذه الاراضي وتوزيعها علي الشباب بواقع عشرة فدادين لكل شاب وقد نزعوا ملكية ملكية 75 ألف فدان من الوليد بن طلال وحتي اليوم لم توزع علي الشباب.
ولكن إذا صدق القول بأن عصام شرف لم يكن يملك من أمره شيئا في الحكومة السابقة لماذا نحمله مسئولية عدم تحقيق أي من مطالب الثورة؟
لما وجد عصام شرف أن المجلس العسكري لا يوافق له علي قرارات لماذا لم يرجع للشعب في ميدان التحرير لتوضيح موقفه؟ وما الذي جعله يخرج علينا بوثيقة مع السلمي كانت سببا في كل ما يحدث الآن. فمنذ خرجنا للاعتراض علي الوثيقة يوم 18 وتدهورت الاحداث كما شهدنا. فهل أصبح لديه سلطة الآن لإصدار وثيقة للدستور؟ لا يجب أن تكون مخلب قط في إصدار وثيقة الذي تسببت في كل هذا التوتر وانت تعلم أنها غير متزنة وغير موضوعية. أنا أري ان هذا الرجل عزل نفسه بحجة أن المجلس العسكري هو من يدير الأمر.
ما رأيك فيما يحدث في التحرير منذ مليونية 18 نوفمبر؟
الشباب الذي اشعل فتيل الازمة في التحرير لا يمثل شباب الثورة وما حدث في الأيام الاولي كان مصيدة المراد بها نزول الإخوان والسلفيين كي يحاسبوا علي ما حدث. ومن هم في التحرير مجموعة سياسية لها سحنة خاصة إبحثي عنهم وعن بياناتهم واستمعي إلي ألفاظهم. وهناك شباب صالح خرج لأنه مخدوع وهؤلاء أطالبهم بالجلوس في الميدان.وعدم مهاجمة وزارة الداخلية. واريد ان اعرف لماذا تهاجم الداخلية وما المقصود؟ وأؤكد لك أن ما يحدث الآن يشبه ما حدث في مظاهرة 28 أكتوبر عندما رحل المتظاهرون وتوجهت نفس المجموعة للسفارة الإسرائيلية وهاجمت مديرية الأمن.
ولكن هناك قوي سياسية تؤيد ما يحدث؟
النخبة أو من يدعون انهم نخبة هم فعلا نخبة أفرزها نظام مبارك والغريب أنهم يحرضون الآن علي المظاهرات وعلي حرب المجلس العسكري وهذا شئ غريب حقا.
دعوتك للشباب بالبقاء في الميدان تشبه الدعوة التي أطلقتها أثناء الثورة عندما طالبت ثوار التحرير بعدم ترك الميدان ولكن تلك المرة كان السبب مختلفا؟
امضيت أكثر من أسبوع في ميدان التحرير وطلبت من الثوار أن لا يتركوا الميدان يوم 28 فبراير لأن الأمور تعقدت وأصبح هناك دماء وضحايا فخفت علي الشباب إذا عادوا أن يعتقلوا ويشردوا كما حدث من قبل أثناء الثورة الشعبية الأولي في مصر التي قادها والدي عبد القادر عودة عام 1954 وكنت وقتها في العاشرة من العمر عندما خرج شعب مصر في مظاهرة مليونية في الوقت الذي كان تعداد مصر لا يتجاوز 23 مليون نسمة.بدأت من ميدان التحرير واتجهت إلي ميدان عابدين وكانت تحمل نفس المطالب التي نسمعها الآن عودة الضباط إلي ثكناتهم وعودة محمد نجيب رئيسا لمصر بعد أن عزله جمال عبد الناصر في فبراير 1954.والمفارقة ان المظاهرة خرجت يوم 28 فبراير للمطالبة بعودة الديمقراطية وتعرض المتظاهرين للضرب علي يد البوليس الحربي وقتل البعض وخرج الناس يحملون القمصان وعليها الدماء ويجوبون الشوارع في السيارات حتي انتهي الامر بحصار مجلس قيادة الثورة وعندما حاول محمد نجيب صرف المتظاهرين لم يستطع فأستعان بوالدي الشهيد عبد القادر عودة. فرفض أن يصرفهم قبل أن يقسم له نجيب والضباط علي عودةالضباط إلي ثكناتهم وان تعود الحياة الديمقراطية إلي البلاد وأن يتم التحقيق مع الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين فأقسم له الحضور علي ذلك ولأنه كان مستشارا مدنيا ورجلا يحب السلام وتعامل بحسن نية بعد أن أعطوه موثقا من الله لم يسلم المتظاهرين من بطش البوليس الحربي الذي اعتقل في تلك الليلة كل زعماء الثورة بعد سفر محمد نجيب إلي السودان وانتهي الأمر بعزله وسيطرة جمال عبد الناصر علي الحكم وإعدام والدي في نهاية هذا العام.
ما هي رؤيتك للخروج بمصر من هذه الأزمة فيما يخص الوضع السياسي؟
المشكلة الأساسية في الفترة الماضية أن السلطات كلها كانت مركزة في يد المجلس العسكري فبالتالي الحل يبدأ من هنا فيجب علي المجلس العسكري أن يسلم السلطة للحكومة الجديدة كي تصدر قراراتها بحرية كاملة علي أن تحتفظ القوات المسلحة بإداراتها للشئون العسكرية وحماية البلاد والشئون الخارجية فيما يخص العلاقات مع الدول الأجنبية.
يجب ان يكون رئيس الحكومة الجديدة شخص نتفق جميعا عليه ونعرف أنه ليست له إنتماءات سياسية. اما نواب رئيس الوزراء فيجب أن يكونوا من قادة الثورة ويمكن ان يصبح الوزراء تكنوقراط، لكن السبب في اختيار النواب من قادة الثورة كي يشرفوا علي تنفيذ مطالب الثورة وهي بسيطة تبدأ من تطهير الوزارات من العناصر الفاسدة ثم تطهير اللوائح والقرارات الحكومية من البنود التي تؤدي للرشوة والتدليس والمزايدة والوساطة. وان يكون موعد تسليم هذه الحكومة لمهامها للحكومة المنتخبة في آخر يونيو 2012. ويجب أن يكرم المجلس العسكري لأنه مهما حدث من سلبيات إلا أنه حمي الثورة وحمي مصر وحمانا من آتون الوقوع في حرب أهلية وأقترح إعطاؤهم وسام الثورة الذي يصبح أعلي وسام في مصر ويكرم المشير بأن يصبح رئيسا شرفيا حتي نهاية حياته..ولا يجب أن نحاسبهم علي أي سلبيات حدثت وأنا علي يقين من أن سبب تباطؤهم في التوقيع علي القرارات هو الخوف لا أكثر ولا أقل. فنحن لا نريد حربا أهلية بل نريد أن يأخذ كل ذي حق حقه ويستريح الجميع. وانا ضد كل من يطالب بإسقاط المشير وسامي عنان لأننا نشعل المواقف بدون سبب. ويجب أن نحمي الجيش من أية تبعات قانونية تخص الفترة الانتقالية.
ما أهم الملفات التي يجب أن تبدأ بها الحكومة الجديدة عملها؟
ملف الأمن هو اهم الملفات في هذه المرحلة ويجب أن تلتزم الحكومة بإصدار القرارات التنفيذية لتطهير البلاد من البلطجية وقطاع الطرق بموجب قانون الطوارئ وان يحاكموا محاكمات فورية تصل عقوبتها إلي الإعدام والتحقيق في أحداث 19 و20 نوفمبر و إحالة المتورطين إلي المحاكمة وإعادة تنظيم جهاز الشرطة.
ولكن مرت اشهر منذ سقوط النظام ولم تتغير الصورة السيئة للشرطة أمام الشعب وأصبحت تتحول أية مشكلة لمواجهات عنيفة بين الشعب وقوات الامن. فكيف برأيك ستتحسن صورة الداخلية أمام الشعب؟
بعد انتهاء الثورة قدمنا رؤيتنا في إطار تنظيم جهاز الشرطة وذلك بدعم الجهاز بعشرة آلاف شاب من خريجي الحقوق والشريعة والقانون وتأهيلهم خلال ستة اشهر بعد دراسة العلوم العسكرية ثم يتم تعيينهم كضباط وبذلك نكون دعمنا الشرطة بعناصر مدنية لم تتربي علي الفكر الذي يرسخ السيادة علي الشعب.كما طالبنا بتعيين 10 آلاف أمين شرطة من خريجي الثانوية العامة والشهادات المتوسطة وطلبنا أن يكون مرتب هؤلاء الضباط ثلاثة آلاف جنيه شهريا ومرتب أمناء الشرطة ألفي جنيه إذا الاجمالي في السنة نحو 600 مليون جنية تؤخذ من ميزانية الوزارة التي تبلغ 16 مليار جنيه والتي يصرف منها مليار جنيه للجواسيس وكبار الشخصيات لخدمة الشرطة. ويجب أن يعود سن الستين للضباط والأمناء بإعتباره جهازا مدنيا.. وهي نقطة بالغة الأهمية لأن مقياس الترقيات كان لا يتم إلا برضاء القيادات ولكن إذا كان هناك نظام يضمن للضابط ان يحصل علي ترقيته فلن يقدم علي ارتكاب أية تجاوزات ضد الشعب إرضاء لقياداته.
وهل تعتقد أن الحكومة الجديدة ستقوم بتعيين الشباب العاطلين الذين لم يتغير وضعهم بعد الثورة؟
طلبت من الحكومة السابقة أن تبحث ما يسمي بالصناديق الخاصة التي تحتوي علي نحو تريليون جنية ولا تخضع لإشراف الجهاز المركزي للمحاسبات وهي المبالغ التي تحصل من المواطنين بدون قرار في صورة ضرائب من الشرطة والجامعات والمحافظات وأذكر أن محافظ أسيوط اخبرني ذات مرة أنه جمع 500 مليون جنيه للصناديق الخاصة فما بالكم بباقي المحافظات ونحن نطالب ان يصرف ثلث هذه الصناديق لتعيين نحو 10 ملايين شاب بواقع 2000 جنيه لكل شاب شهريا.
لماذا لازال صوت العلماء غير مؤثر في الأحداث مقارنة بمواقف القوي السياسية الموجودة ؟
لأننا غيرنا في الوزارة الوجوه ولكن لم نغير العقول وسأظل أقولها دائما العلماء في مصر كثيرون ولدينا أساتذة عظماء في كل المجالات ولكن كان النظام الديكتاتوري لا يأخذ بجواره إلا أهل الثقة دون أهل الخبرة. وكان هؤلاء بدورهم يسعون للتقرب من الحاكم أما أهل العلم فليست لهم مصلحة في شئ. وسأعطيك مثالا بسيطا اكتشافي في الصحراء الغربية ألم يكن أحد يستطيع إكتشاف هذه الآبار لو لدينا من يعمل بصدق وإخلاص؟ التدهور الذي شهدناه لم يكن سياسيا فقط بل كان تدهورا سياسيا وعلميا وخدميا واقتصاديا وفي كل المجالات وسببه النظام السابق. وعندما غيرنا بعد الثورة غيرنا الوجوه وبقيت العقول التي تربت علي مدار ثلاثة عقود علي نفس نمط التفكير لذا لم نشعر بالتغيير.
لكنك يا دكتور خير مثال علي امكانية مشاركة العلماء في السياسة خاصة من يمتلكون الفكر والعلم والثقافة وبالتالي تكون آراؤهم محل ثقة للمواطن البسيط؟
انا اخترت المسيرة العلمية ولكني كنت طوال حياتي مغرما بالقراءة في التشريعات السياسية والاسلامية فمجال احترافي هو العلم وابحاثي كلها في العلوم وكل متعتي اجدها فيها ولكن هوايتي التشريع لأنني قرأت في مكتبة ابي امهات الكتب وكتب التشريع والموسوعة التي ألفها رحمه الله وتلخص كل القوانين علي نهج اسلامي ووجدته قد أخذ الاسلوب الواقعي العالمي الذي يحمل إرضاء البشر دون مخالفة أوامر الخالق عز وجل. وأذكر أنني عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت أقرأ ما بين 20 و30 كتاب يوميا من كتب سور الازبكية وكنت اتفق مع البائع علي ان اخذ كل يوم مجموعة من الكتب واعيدها في اليوم التالي نظير مبلغ من المال. وبعد تخرجي في كلية العلوم تفرغت للماجستير والدكتوراه واكملت مسيرتي العلمية مع تلاميذي حتي حصلت علي الاستاذية فعادت هوايتي من جديد خاصة بعد ان وجدتني عاجزا عن اخراج الزكاة عن عدة مصانع اقمناها في محافظة اسيوط فبدأت أؤلف كتابي حول التشريع المالي في الاسلام والذي استغرق إعداده سبع سنوات ورغم اهميته لم تباع منه نسخ كثيرة. وقد عرضت علي بعض القنوات الدينية ان اقدم برنامجا يوضح التشريع في الاسلام فرفضت وقلت لهم انني ارتدي الآن طاسة العلوم. ولقد وجدت كل من يتحدثون عن الشرع يخوفون الناس لذا الناس تخاف من تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا ليس صحيحا بالمرة فهناك دول غربية تطبق مبادئ الشريعة الاسلامية. ولو ان الناس عندنا يعرفونها حقا لطالبوا بتطبيقها.
وكيف تري انتخابات مجلسي الشعب والشوري؟
لابد ان يكون مجلس الشعب يعبر عن رأي ال84 مليون مصري الأمي والفلاح والمتعلم لأنه تعبير عن إرادة الشعب ويحق لكل مواطن أن يوكل عن نفسه أي شخص، أما الشوري فلا تؤخذ إلا من أصحاب الرأي لذا يجب أن يتم ترشيحه من خلال النقابات المهنية والأحزاب. لأن المشورة لكل في اختصاصه.ولابد في كلا المجلسين أن نحترم رأي الأغلبية وأن نراعي مبدأ درء المصائب والفتن.
ومن ستنتخب رئيسا لمصر؟
لا يوجد شخص بعينه حتي الآن فأنا سأختار البرنامج الانتخابي الذي اشعر بصدقه والشخص الذي اعرف انه ليست له اية علاقة بالنظام السابق وله تاريخ مشرف في محاربة الفساد والجميع يشهد له بحسن الخلق.
هناك من يتهم الإخوان المسلمين بالتخاذل وأنهم امتنعوا عن نزول التحرير كي لا تلغي الانتخابات ويستفيدوا من الوضع القائم. والبعض الآخر يتهمهم بأنهم السبب فيما يحدث نتيجة إستئسارهم بالمشهد السياسي بعد عزلة طويلة؟
هذه محاولات للزج بإسم الإخوان في المشكلة فهم خرجوا في مليونية 18 نوفمبر تعبيرا عن رفضهم لوثيقة السلمي وطالبوا بجدول زمني لتسليم السلطة وطلبوا يومها من الناس الانصراف وبعد بدء الصدامات الدامية بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين قادوا حماة لفتح التحقيق فيما يحدث وطالبوا بإقالة وزارة شرف ومع ذلك يتهمون بأنهم متخاذلون وإذا كانوا في التحرير الآن لقيل أنهم سبب البلاء. وهذا هو عيبنا الخطير نتفق عند الهدم ولا نتفق عند البناء لأن البناء يحتاج إلي إيثار نفس وأن لا ينفذ المسئول عن الامر ما في رأسه ولكن ما نتفق عليه جميعا.
وأنا أحب أن أؤكد أن الإخوان هم هيئة منظمة منذ 70 عاما إقتصاديا واجتماعيا ولا تأخذ قراراتها هباء لأنها تنعكس علي ملايين. والأخوان تعرضوا للقمع في كل العصور في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك. ومن يشوه صورتهم الآن هم النخبة التي تربت علي يد مبارك وذلك ترضية لإسرائيل التي تخشي من وصول الإخوان إلي الحكم وهؤلاء ما هم إلا عملاؤها الذين يسعون لإبعاد الإخوان عن السياسة.
ولكن دكتور خالد وفق الرؤية التي وضعتها لحل الأزمة أنت تختلف مع الإخوان في مسألة إجراء الانتخابات فأنت تري أنه يجب أن تؤجل الانتخابات في الظروف التي نمر بها الآن علي عكس رأيهم. لماذا؟
عندما أطالب بتأجيل الإنتخابات فأنا أتكلم بصفتي عضوا في مجلس أمناء الثورة. وعلي الرغم من أنني تربيتي إخوان لكن عمري ما تقلدت منصب في مكتب الارشاد ولا في مكتب إداري ولا مكتب شوري. فأنا عالم والعلم لا يسيس. وأبي أستشهد من أجل هذه الدعوة وطلب مني قبل إعدامه أن أصلي وأصوم وأموت علي مبدأه وهو في السجن.
وهذه ليست دعوة الإخوان إنها دعوة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة وعندما أطالب بتأجيل الإنتخابات فأنا أتحدث بإسم الثورة لأن الشباب أختاروني كممثل عن علماء مصر ولأنني كنت بجانبهم في الميدان منذ البداية ويعرفون تاريخي المعارض لنظام مبارك. وانا أري أن ما يحدث من مصادمات الآن بروفة لما سيحدث في الانتخابات.فمن يملكون الجاه والسلطان من الحزب الوطني في المحافظات والذين هددوا بإستخدام السلاح في مؤتمراتهم الانتخابية في قنا ومع ذلك لم يتخذ ضدهم أي إجراء..أي أننا تركنا من يهددون بالسلاح ويقطعون الطرق دون حساب لذا سيرسل كل مرشح من الحزب الوطني بلطجيته كما يفعلون الآن في التحرير ويضربون في شباب التحرير وفي قوات الأمن لإشعال الفتنة.
إذا اجراء الانتخابات الآن تعني رصاص ومعارك بين شباب وتكسير صناديق ثم تلغي الانتخابات في المحافظة حتي إشعار آخر وهو السيناريو المدبر لإفساد الإنتخابات. لا يمكن أن ندخل انتخابات والبلد غير آمنة.
مع قرار الاستمرار في اجراء الانتخابات في موعدها مالتحديات التي سنواجهها؟
قرار اجراء الانتخابات علي يومين خاطئ لظهور اشكالية من سيحرس الصناديق حيث ستصبح كلها محل طعن وهناك حلين يمكن ان يتناوب القصاة علي الصندوق أي ان تتم الانتخابات علي فترتين مع استمرار التصويت أو ان يتم فرز الصناديق في الليلة الولي ويوقع القضاة والوكلاء علي النتائج لضمان عدم التلاعب بها .
أصدر المجلس العسكري قراره قبل أيام بالموافقة علي تطبيق قانون العزل السياسي..ألا تري أن هذا يفي بالغرض؟
هذا القانون لا يراد به عزل أي من اعضاء الحزب الوطني بل سيعزل من يراه النائب العام الحالي أنه يجب ان يعزل ونحن طالبنا منذ البداية بعزل النائب العام الحالي لأنه جزء من النظام السابق ولا يمكن أن نحارب النظام السابق بأحد أسانيده. لذا يجب أن يكون النائب العام محايدا. وقد رأينا سير المحاكمات للنظام السابق وكيف تتأخر كما أن معظم الأدلة فاسدة.
تعرضت للهجوم في المشروعين الذين تقدمت بهما بعد الثروة الاول الخاص بإنقاذ الدلتا والثاني الخاص بإكتشافاتك في الصحراء الغربية لماذا؟
عرضت مشروع انقاذ الدلتا من الغرق مع تنفيذ مشروعات ضخمة لن تكلف الحكومة المصرية شئ من خلال إحياء مشروع منخفض القطارة الذي سيولد الكهرباء من مياه البحر وسننشئ من خلاله اكبر بحيرة في العالم تصدر الاسماك للدول الاوروبية وننشئ مدنا جديدة تتسع لسكن 15 مليون فرد. المشروع يتكلف 60 مليار جنيه وهما ثمن المحولين الذريين الذي تسعي الحكومة لشرائهما بينما ستباع الأرض التي تحيط بالبحيرة بنحو تريليون جنيه كلها توضع في ميزانية الدولة. تعرضت للهجوم من الدكتور ممدوح حمزة في المشروعين وهو جزء من النظام السابق وانا ارجو ممن يهاجمني ان لا يهاجمني لشخصي فأنا أقدم حلولا ناقشوني واذا كان لديكم حلولا بديلة نطرحها للمناقشة. وانا عندما اقدم بحثا فهو علم من اجل العلم فقط ولا استغل أبحاثي سياسيا ولا ارغب من ورائها بأية امتيازات لا مادية ولا سياسية.رأيي أن الهجوم من اجل الهجوم هو حقد ليس أكثر. وهذه تربية مبارك الذي كان يهاجم اي نموذج ناجح ومشرف والنخب الموجودة تربت علي هذا الفكر.
كونك عضوا في مجلس أمناء الثورة ألا يحفزك ذلك لتولي اي منصب في المرحلة القادمة؟
أنا لا أسعي لأي منصب سياسي تشريعي ولكنني اتمني أن أشرف علي مشروعي الخاص بتنمية الصحراء الغربية او مشروعات التنمية القومية في مصر كي أعطي ما عندي ويستطيع علماء مصر أن ينهضوا بها كما يقتضي واجبهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.