ليس المهم أن تنفصل كردستان.. فالحدث حادث منذ زمن.. والقرار متخذ من أصحاب القرار الصهاينة منذ وقت طويل.. كل ما في الأمر هو المشهد قبل الأخير في حفل الختام لتقسيم العراق ! هنا إن كانت العراق الحبيبة هي التي تسكن بؤرة الصورة المؤلمة الآن.. إلا أنها مجرد د ولة عربية جديدة تقف في طابور التقسيم المُحكمة ترتيباته من صهاينة العالم تنفيذا لخططهم الشيطانية الممنهجة التي يحلمون بها في سماوات خيالهم التآمري.. ثم يرصدون لها بكل نجاح وحماس وإبداع وإمكانات آليات إنجاحها.. مع الصبر علي الوقت وإن امتد لسنين.. حيث لا يملون ولا يتكاسلون ولا يسأمون من الدفع بتخطيطاتهم حتي يحتفلوا بالرقص علي أجساد ضحاياهم.. وياللأسف كل الضحايا منا ومن دمنا ولحمنا.. وليُهلك العرب بعضهم البعض.. وليأكلوا لحومهم أحياء وموتي.. وليخلعوا عباءات انتمائهم.. فهكذا في لحظات تنشق الأرض عن أعداء لنا في داخل الوطن حسبناهم إخوة.. وإذا بهم يكرهون ويقتلون يشعلون الفتن ويقاتلون ويتآمرون، ثم يستعينون بالقوي الخارجية المتآمرة لتقهر أوطاننا.. وإذا بخرائط تقسيم بلداننا مُعدة.. وإذا بأعلام أوطان غريبة مُجهزة.. وإذا بعملات مختلفة مطبوعة.. وأخيرا إذا باعتراف دولي مُشهر وقابل للإعلان والاعتراف! هكذا يتفرج العرب حتي الآن غير مصدقين حقيقة ما يحدث لهم وبهم.. وبدلا من الاعتراف بالكارثة والتصدي لها.. إذ بهم ينشغلون في تفاصيلها، فبعضهم يحمل السلاح ضد إخوته.. والبعض يرتدي مسوح رجال الدين فيكسر عقيدته.. وبعضهم يعتقد أنه مجرد كابوس سيختفي بمجرد استيقاظه من ثباته العميق.. وبعضهم يهرب لاجئا إلي أرض الله الواسعة.. أما المصيبة فتكمن في البعض من النخبة من الذين يرفعون شعاراتهم السياسية البلهاء ويحملون حقائب سفرهم ويتجولون علي موائد مفاوضات الذئاب الجائعة لنهش أبدانهم وأحلامهم وثروات بلادهم.. الكل خاسرون! ورغم كل هذا تقف مصر بكل شهدائها أبية منيعة مقاتلة قادرة علي خوض حرب شرسة يتحملها أهلها وقادتها الصامدون.. ويولول الخائنون.. وتحيا مصر! مسك الكلام.. من قصيدة »هجم النفط مثل الذئب» التي كانت ممنوعة من النشر.. الشاعر السوري الدمشقي العربي الأصيل العظيم الراحل »نزار قباني» والذي توفي عام 1997 ويالا الغرابة كتب عن نفسه وكأنه يري ويرثي المستقبل الأسود لأوطاننا الذي لم يعشه! هجم النفط مثل ذئب علينا من بحار النزيف.. جاء إليكم حاملا قلبه علي كفيه ساحبا خنجر الفضيحة والشعر ونار التغيير في عينيه نازعا معطف العروبة عنه قاتلا في ضميره، أبويه كافرا بالنصوص، لا تسألوه كيف مات التاريخ في مقلتيه أين يمضي، كل الخرائط ضاعت هجم النفط مثل ذئب علينا فارتمينا قتلي علي نعليه وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا أمريكا تجرب السوط فينا وتشد الكبير من أُذنيه يا بلاد تستعذب القمع.. حتي صار عقل الإنسان في قدميه كيف يا سادتي، يغني المُغني بعدما خيطوا له شفتيه