منطقة الأهرامات.. العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة.. موطن التاريخ.. ورمز الحضارة المصرية الخالدة، ورغم هذه القيمة الحضارية والتاريخية إلا أن المنطقة عانت علي مدي سنوات طويلة الكثير من أوجه العشوائية وغياب التنظيم والتطوير، إلا أن مشروع التطوير الذي يسابق الزمن حاليا للانتهاء منه وافتتاحه العام المقبل سيكون خطوة مهمة لاستعادة بريق وتألق منطقة الأهرامات التاريخية.. وقد كان المشروع حلما لكل القائمين علي الآثار في مصر منذ عام 2008 ولكنه توقف بعد ثورة يناير تماما، حتي استعادت الدولة عافيتها وبدأت في المضي قدما لعودة السياحة بقوة، فقررت أن تنفذ مشروع تطوير هضبة الأهرامات لتدعو العالم أجمع إلي زيارة أهرامات مصر، من خلال تحويل تطوير منطقة الأهرامات إلي مشروع قومي تتبناه الدولة وتوليه اهتماما كبيرا، وبعد شهور معدودة علي زيارة »الأخبار» الأولي عند إطلاق المشروع جاءت الزيارة الجديدة لترصد اختلاف المشهد تماما، وأن الحلم أوشك علي الاكتمال، بعد أن تم الانتهاء من تنفيذ 90% من هذا المشروع بتكلفة 400 مليون جنيه ومن المقرر افتتاحه في الربع الأول من عام 2018. »الأخبار» قامت بجولة استمرت عدة ساعات داخل منطقة الأهرامات ورصدت أعمال التطوير التي تتم علي قدم وساق. الانتهاء من 90% من المشروع بتكلفة 400 مليون جنيه والافتتاح العام المقبل مدير منطقة الأهرامات: بوابات إلكترونية للتأمين ومواقف للأتوبيسات تسع 20 ألف زائر يوميا الأهرامات صارت أشبه بخلية النحل، عمال يتحركون في الموقع بكل همة ونشاط من أجل إنجاز هذا المشروع التاريخي الذي سيكون له دور عظيم في إنعاش السياحة واستعادة عافيتها.. بدأت جولتنا في منطقة هضبة الأهرامات من أمام البوابة البديلة المخصصة لدخول السياح من طريق الفيوم حيث تم الانتهاء من البوابة لتكون جاهزة للتشغيل وهو ما سوف يحقق سيولة مرورية بسحب خط سير الأتوبيسات السياحية والوفود الزائرة من طريق الهرم إلي طريق الفيوم بدلا من الزحام المستمر بشارع الهرم.. كما تم وضع اللمسات النهائية في منطقة مواقف السيارات والأتوبيسات السياحية، الذي يتسع لاستقبال 20 ألف زائر يوميا، حيث تم تقسيمه لأجزاء خاصة بأتوبيسات السائحين وجزء خاص بأتوبيسات رحلات الطلبة »المسماة» برحلات اليوم الواحد، وجزء خاص بالزائرين والعمال. بعد ذلك انتقلنا إلي منطقة »البانوراما» والتي تضم أكثر من 60 بازاراً سياحياً لإنهاء ظاهرة البيع العشوائي للسائحين، وإجبارهم علي الشراء، كما سيوفر فرص عمل للشباب وسيطرح ذلك في مناقصة عامة. وانتهت أعمال الانشاءات والتشطيبات لمسار الطفطف ومبني التعليم والتدريب الذي يشمل غرفاً وقاعات للتدريب ونشر الوعي السياحي والدعاية لدي الهجانة والطلبة والباعة الجائلين. كما تم تحديد منطقة التريض التي سيتم نقل الهجانة والخيالة إليها، وسيتم تعميم زي موحد لهم بالإضافة إلي وجود بطاقة تعريف لكل منهم، لكي تتم محاسبة المخطئ علي الفور لتنتهي ظاهرة مطاردة السياح واستغلالهم كما ستكون منطقة التريض مراقبة بالكاميرات. خطة التطوير بعد انتهاء جولتنا التقينا د. أشرف محيي الدين مدير منطقة الأهرامات والذي أكد أن افتتاح مشروع تطوير منطقة الأهرامات سيكون في الربع الأول من 2018.. وأضاف تم الانتهاء من 90 % من مشروع تطوير منطقة الأهرامات بتكلفة 400 مليون جنيه، وأضاف أن مشروع تطوير منطقة الأهرامات طفرة حضارية بكل المقاييس ويهدف مشروع التطوير إلي تقديم خدمات مميزة للسائحين والمصريين وتحقيق أرباح تصل إلي 500%. وأضاف أن الفكرة بدأت منذ عام 2008 بوضع خطة لتطوير منطقة الأهرامات كان أولها نقل مدخل الأهرامات من المدخل الشرقي إلي مدخل طريق الفيوم من الجهة الغربية لتخفيف الزحام والتكدس المروري وإتاحة الفرصة لاستقبال أعداد كبيرة من السائحين والتي ستصل بعد التطوير إلي 20 ألف زائر يوميا وفقا للدراسات التي وضعناها في خطة تطوير الأهرامات وأضاف أن مشروع التطوير يتضمن إقامة بارك كبير لاستيعاب الأتوبيسات السياحية وأتوبيسات المدارس والملاكي وبمجرد ركن الاتوبيسات سيقوم الزائرون بالدخول إلي بوابات إلكترونية بها أجهزة حديثة للكشف عن أي مخالفات أو معادن أو متفجرات، وتصل بعد ذلك إلي قاعة الزوار التي تستوعب أعداداً كبيرة لتعريف الزائر بتاريخ الأهرامات من خلال مرشدين سياحيين وقاعات سينما تعرض أفلاماً ثلاثية الأبعاد »3D» عن منطقة الأهرامات، وبعد ذلك سيأخذك الطفطف إلي المنطقة الاثرية للتعرف علي الحضارة المصرية وبعد الانتهاء سينتقل السائح إلي منطقة التريض لركوب الجمال والتمتع بالأجواء والمناظر الخلابة. دورات تدريبية واضاف مدير منطقة الأهرامات أن التطوير سيشمل أيضا العنصر البشري فيوجد في منطقة الأهرامات أكثر من 1500 خيال وبائع يعرضون بضائعهم داخل منطقة الأهرامات من خلال دورات تدريبية ستقوم بها محافظة الجيزة بالتعاون مع وزارة الآثار، هذه الدورات لمدة شهر يأخذ فيه المتدرب دورة في كيفية التعامل مع السائح وتحديد سعر موحد لأسعار الخيول والجمال والكارتات. وأضاف أيضا سيتم إلزامهم بزي موحد مع وضع بطاقة تعريف علي جاكت كل من يعمل داخل منطقة الأهرامات. وأشار إلي أنه سوف يقام أكثر من 60 بازاراً علي أعلي مستوي أمام قاعة الدخول يعرض فيها كل ما يهم الزائرين الأجانب بالإضافة إلي إقامة كافيهات مناسبة تتماشي مع الحضارة الفرعونية. رأي السياح بعد ذلك انتقلنا إلي منطقة »البازارات» لنقل وجهة نظر السائحين في مشروع التطوير وما يتمنون أن يروه أثناء زيارتهم القادمة لمصر، وتقول »كاركيل» _إسبانية الجنسية_ إنها سعيدة للغاية بزيارتها لمنطقة الأهرامات وتتمني أن تجد »مطعماً» أو »كافيه» في منطقة الأهرامات حتي تكتمل الرحلة، وتستطيع قضاء اليوم بالكامل في المنطقة. ويضيف »أوجو» إسباني الجنسية أن الموقع هنا خرافي نظرا لما يتواجد به من آثار فرعونية ومؤمن بشكل جيد ولكن عندما مر من الطريق المؤدي إلي منطقة الأهرامات شاهد قمامة بكميات كبيرة ويتمني أن يتم تنظيف ورفع القمامة بشكل يومي أو تغيير مدخل منطقة الأهرامات، وأكد أن الأهرامات تحتاج إلي دورات مياه تليق بالسائحين، بالإضافة إلي إبعاد الخيالة والهجانة عن السائحين لأنهم يتعرضون إلي مطاردات يومية من أجل جذبهم للشراء أو ركوب الخيل والجمال في منطقة الأهرامات. ويطالب »كاملن» روسي الجنسية المسئولين المصريين عن التطوير في منطقة الأهرامات بأن يتم التسويق لمنطقة الأهرامات عالميا، وعقد سلسلة من المؤتمرات العالمية علي الأهرامات حتي يري العالم الأهرامات وعرض أفلام وثائقية حتي يكون لدينا المعلومات الكافية عن الفراعنة الذين شيدوا الأهرامات وأبرز الملوك وحياتهم وأدواتهم والفترات الزمنية التي عاشوا فيها. مطالب المرشدين بعد ذلك التقينا عددا من المرشدين السياحيين لنستمع إلي رؤيتهم بشأن تطوير منطقة الأهرامات.. فيقول حارث السيد مرشد سياحي من خلال تجاربه الكثيرة في التعامل مع السائحين بمختلف جنسياتهم والاستماع إلي ملاحظاتهم بعد انتهاء زيارتهم لمصر فلابد من إقامة طرق ممهدة بعيدة عن مناطق الأثر، بالإضافة إلي توفير وسائل نقل آمنة ومتطورة لبعض السائحين لأن هناك بعض السائحين يقومون بالنزول في بعض الفنادق القريبة من منطقة الأهرامات ويقومون بالذهاب إلي منطقة الأهرامات سيرا علي الأقدام كنوع من ممارسة الرياضة الصباحية التي هي عادة روتينية لديهم ولذلك لابد من توفير وسيلة نقل آمنة مثل الطفطف. وأضاف حارث لابد من إقامة كافتيريات تحتوي علي دورات مياه خاصة فمنطقة الأهرامات لا يوجد بها إلا »حمام كرفان» في منطقة الهرم الأول إلي جانب استراحة الملك فاروق و»حمام » آخر عند أبو الهول في مخرج المنطقة وبعيد عن منطقة الزيارة وبالتالي لابد من توفير دورات مياه قريبة من مناطق الزيارة الأثرية. مواجهة الاستغلال وأشار إلي ضرورة أن يراعي في خطة التطوير تحديد مكان ثابت للخيول والجمال والتشديد علي سلوكهم من قبل شرطة السياحة وخاصة أنهم يتشابكون بالأيدي ويعتدون لفظيا علي المرشدين الذين يرفضون استغلال السائح الذي يرافقه في الجولة ففي بعض الأحيان يكون السائح فريسة سهلة للخيالة ويدفع 700 جنيه في الساعة الواحدة ويكون غاضبا من هذه الأسعار ويشعر بالاستغلال. وأشار عبد الله خطاب مرشد سياحي إلي ضرورة الاهتمام بنظافة ترعة المريوطية التي تقع علي مدخل البوابة الأولي لأنها صورة سلبية تسيء لمصر أو إيجاد مدخل بديل للسياح لتخفيف التكدس والازدحام المروري. رابطة الدواب ترد وباعتبارهم أحد أهم عناصر مشروع التطوير، فقد كان من الضروري أن نستمع لرأي الخيالة والهجانة، فهم المتهمون بأنهم مصدر إزعاج للسائحين وتشويه المنطقة.. ويؤكد رمضان فتحي رئيس رابطة الدواب بمنطقة الأهرامات أن فكرة نقل الخيول والجمال و»الكارتات» إلي منطقة التريض سيؤثر بالسلب علي مصالح العاملين بالمنطقة الأثرية، لان هذه المنطقة بعيدة جدا عن المنطقة الأثرية وتجمع أصحاب الخيول والجمال داخل هذه المنطقة سيجعل هذه المنطقة حلبة مصارعة لخطف الزبائن. وأضاف أن وجود أصحاب الدواب داخل المنطقة الأثرية لا يشكل خطرا ولا زحاما علي المنطقة بل يساعد علي تنشيط السياحة، فالسائح يريد أن يركب الجمل والحصان ويأخذ جولة حول منطقة الأهرامات ويلتقط الصور التذكارية. محافظ الجيزة ومن جانبه أكد اللواء كمال الدالي محافظ الجيزة أن مشروع التطوير يلقي اهتماما كبيرا من القيادة السياسية، من أجل إعادة السياحة وجذب السائحين إلي مصر بالإضافة إلي أن هدف مشروع التطوير هو مواكبة التطور العالمي وأكد أن المشروع سيكون بمثابة طفرة وإنجاز سينعكس علي السياحة في مصر بأكلمها وليس في منطقة الأهرامات فقط.