اعلن وزير الخارجية محمد كامل عمروان مصر تشارك ر كأحد أكبر المساهمين بقوات من أفريقيا في بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام، وتقوم بإعطاء أولوية لنشر عناصرها المُشاركة بهذه البعثات من الجيش والشرطة في مناطق النزاعات الأفريقية، وذلك وفقاً لرؤية تنبع من الالتزام بتحقيق استقرار القارة ونقل الخبرات إلى الدول الأفريقية الشقيقة. وقال فى كلمتة أمام ملتقى الممثلين الشخصيين لسكرتير عام الأممالمتحدة ان مصر بادرت قبل عامين بطرح فكرة انعقاد المُلتقى، وتحرص منذ انعقاد الملتقى الأول بالقاهرة على استضافة الملتقى بشكل دورى سنوى، سعياً لتعزيز التضامن الدولي مع أفريقيا، ولخلق محاور جديدة للتعاون بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والشركاء الدوليين لتحسين القدرة الجماعية على منع وتسوية المنازعات وتحقيق الأمن والتنمية في القارة. وجاءت استجابة مفوضية الاتحاد الأفريقي للفكرة وتبنيها لدورية انعقاد الملتقى في القاهرة لتُشكل خطوة هامة على صعيد تعزيز تكامل الخبرات في مجالات صون السلم والأمن في أفريقيا.
واضاف ان انعقاد الملتقى يأتى هذا العام متواكباً مع تحديات وتطورات جديدة للسلم والأمن في أفريقيا، بدءاً من منطقة الساحل والصحراء ومالى، مروراً بمنطقة البحيرات العظمى، ووصولاً للسودان وجنوب السودان والقرن الأفريقي، إضافة لمخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة.
وذكر انه رغم هذه التحديات، فإن انعقاد الملتقى يتواكب في الوقت نفسه وذكرى مرور عشر سنوات على قيام الاتحاد الأفريقي، مما يوفر فرصة مناسبة لتقييم ما تحقق من انجازات بمجالات السلم والأمن والتنمية في أفريقيا خلال العقد الماضى، وليطرح تصورات حول كيفية تجنب وتسوية النزاعات الأفريقية خلال الحقبة القادمة ودور الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في هذا الخصوص بالتعاون مع الشركاء الدوليين، والتصدى للتحديات الأمنية والسياسية والإنسانية والتنموية المرتبطة بها، فضلاً عن إيجاد حلول أكثر فاعلية لما هو قائم من نزاعات ومعالجة أسبابها. واشار الى ان التحديات والمشكلات التى تواجه قارتنا سواء لتحقيق السلم والأمن والتنمية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وتعزيز بناء السلام في مرحلة ما بعد النزاع مازالت بحاجة لتضافر الجهود للتوصل إلى حلول أفريقية يساندها المجتمع الدولي.
واكد ان مصر تُساند جهود الاتحاد الأفريقي لتفعيل بنية السلم والأمن الأفريقية بكامل مكوناتها، وتعمل على تأكيد ذلك من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي وفى إطار اتصالاتها مع الأممالمتحدة وكافة الشركاء الدوليين. كما تساند مصر مبادرة الاتحاد الأفريقي لتعزيز التضامن مع دول القارة الخارجة من النزاعات دعماً لجهود إعادة الإعمار والتنمية بتلك الدول، وذلك وفقاً للإستراتيجيات الوطنية للدول المعنية تأسيساً على مبدأ الملكية الوطنية National Ownership.
وقال انه تأكيداً لاستعدادنا الدائم للقيام بدور رئيسى في المساهمة بتحمل مسئولية الأمن والاستقرار في أفريقيا من خلال الآليات المُتاحة والجديدة، فإن مصر تستضيف مقر قيادة لواء شمال أفريقيا التابع للقوة الأفريقية الجاهزة، كما بادرت باقتراح إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع، الذى أقرت قمة أديس أبابا في يناير 2011 إنشاءه. ونتطلع في هذا الصدد للمضى قدماً في تحويل هذه المبادرة إلى واقع ملموس على الأرض واستضافة مركز إعادة الإعمار والتنمية في القاهرة.
واضاف قائلا انه لا يفوتنى في هذا السياق أن أؤكد على أهمية إجراء تقييم لمستوى التقدم المحرز لتفعيل عناصر البنية الأفريقية للسلم والأمن، والتى ينبغى أن تكون عبر آليات الوساطة والإنذار المُبكر وحفظ وبناء السلام، والعمل على تكاملها مع الأممالمتحدة، وأن أؤكد كذلك على ضرورة مواصلة بناء قدرات المفوضية الأفريقية كمطلب لا غنى عنه لتعزيز الأمن والاستقرار في أفريقيا وحتى تتمكن قارتنا من الاضطلاع بدورها في إدارة وتسوية النزاعات.
واشار الى ان بنية السلم والأمن الأفريقية تُشكل ركيزة أساسية من ركائز التعاون القارى، ومنطلقاً لتعزيز الملكية الوطنية لجميع دول القارة فيما يتعلق بجهود صنع وإحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار، مما يتطلب إعطاءها أولوية ومساندة هياكلها عبر تمويل ثابت ومستديم، دعماً لدور أفريقي أكثر تأثيراً وحيوية في معالجة نزاعات القارة، وحتى يتمكن الاتحاد الأفريقي من تنفيذ عمليات حفظ سلام أفريقية مُستقلة بتفويض من الأممالمتحدة.
وقال انه إضافة إلى ما سبق، يعتبر مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في أفريقيا أحد مراكز التميز الرئيسية لبناء القدرات على مستوى القارة. كما يلعب الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا دوراً رئيسياً في دعم جهود التنمية بعدد من الدول الأفريقية الشقيقة.
واكد وزير الخارجية أن مصر سوف تواصل دورها التاريخى وجهودها الرامية إلى تعزيز أوجه التعاون لتجنب وتسوية النزاعات خاصة في أفريقيا، وأتطلع إلى أن يخرج مُلتقى هذا العام بنتائج ملموسة فى ذلك الخصوص، مُتمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح وإقامة سعيدة بالقاهرة إلى أن نسعد باستضافتكم مرة أخرى بمشيئة الله بالقاهرة في أعمال الدورة الرابعة من الملتقى في العام القادم.