الإخوان استغلوا قضية النزيلى وبراءة الضباط لتحويل كرداسة إلى جمهورية إسلامية كرداسة هى المنطقة التى يسكن بها ما يقرب من 220 ألف نسمة معظمها عائلات تعرف بعضها البعض، بعادات وتقاليد تشبه إلى حد كبير عائلات الصعيد، وتضم بجانب مدينة كرداسة عددا من المدن والقرى مثل ناهيا وأبو رواش وبنى مجدول وكفر حكيم والمعتمدية والمنصورية وصفط اللبن، وهى واحدة من دوائر محافظة الجيزة التى تشهد صراعا انتخابيا دائما ما ينتج عنه اشتباكات تؤدى إلى ضحايا، وتعد قرية ناهيا موطن عائلة الزمر وهى كبرى القرى بالمركز، حيث يسكنها أكثر من 40 ألف نسمة.
مع إغلاق كرداسة سارع أعضاء تنظيم الإخوان إلى إخافة الناس من تكرار سيناريو عبد الناصر والذى تعرض فيه جميع الأهالى إلى السحل والتعذيب والقتل بالرصاص والجلد أمام الناس بعد أن اعتدوا على 8 ضباط تابعين للشرطة العسكرية على خلفية قضية النزيلى، مما دفع العائلات إلى تنفيذ ما يملى عليهم من الجماعات الإسلامية المسلحة.
الإسلاميون استغلوا الأحكام التى حصل عليها ضباط الشرطة المتهمين فى قتل بعض الشباب التابعين لعائلات هناك من أجل شحنهم على مواجهة الشرطة والثأر لأبنائهم بعد أن فشل القانون فى تنفيذ حكم الإعدام على القتلة.
العائلات فى كرداسة تشبه محافظات الصعيد فى التشابك فى ما بينها، وتعد عائلة العمدة وهليل وبشندى وأولاد الطايش والصاوى والنحاس والزمر وأولاد مهدى وأولاد بكر عبد القوى، أشهر العائلات هناك والتى تسيطر على المنطقة، وجميع هذه العائلات بها من يتبعون التيارات الإسلامية باختلاف توجهاتها الإخوانية والسلفية والسلفية الجهادية والتكفيرية، مما ورط عائلاتهم فى ما آلت إليه الأمور، وتعد عائلتا أولاد مهدى وأولاد بكر عبد القوى أكثر العائلات المتورطة فى أعمال العنف هناك.
جدير بالذكر أن كرداسة موطن عائلة الزمر والتى أنجبت عبود وطارق قاتلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وبها الكثير ممن يتبعون المنهج السلفى، كما أنها محل ميلاد القيادى الإخوانى عصام العريان والهارب من قضايا جنائية، ومن المتوقع أن يتم القبض عليه داخل كرداسة.