سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرداسة من حسم الزعيم إلى تواطؤ المعزول..ناصر اقتحمها بعدما منع الإخوان تسليم أحد الإرهابيين..وأصبحت موطنا لآل الزمر وقتلة السادات..ثم مقصدا سياحيا أيام مبارك..ومعسكرا للجناح المسلح للجماعة بعهد مرسى
ارتبط اسم كرداسة بالسياسة وبالرؤساء منذ عبد الناصر مرورا بالسادات ومبارك ومرسى وصولا للرئيس المؤقت منصور، لأنها معقلا للإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية المتطرفة، وترتبط مدينة كرداسة أيضا بأذهان الكثيرين بصناعة النسيج والملابس، حيث كانت المدينة تضم ثلاثة مصانع ضخمة للنسيج، فضلا عن عدد كبير من الورش الصغيرة التى كانت سببا فى شهرة المدينة حتى مطلع السبعينيات من القرن الماضى، ورغم توقف عمليات الصناعة الضخمة للنسيج فى البلدة، لا زالت بعض أسواقها تعتمد على بيع المنسوجات والملابس الجاهزة حتى فى ظل قلة عدد الرواد فى الشارع التجارى. ففى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تعرضت كرداسة لحملة اعتقالات كبيرة، خاصة بعد أن منع أهالى المدينة قوات الأمن من اعتقال بعض قيادات الإخوان، وكان من بينهم زوجة سيد نزيلى العضو بجماعة الإخوان المسلمين، والذى كان حتى وقت قريب مسئول المكتب الإدارى للإخوان المسلمين لمحافظة الجيزة. أما فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، عرفت كرداسة بأنها مسقط رأس عبود وطارق الزمر المتهمان فى قضية اغتيال السادات، وذكر أن الرئيس السادات كان مختبئا فيها. ثم غابت أخبار كرداسة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، وتحولت القرية فى عهده إلى مقصد سياحى، وحافظت على شهرتها فى صناعة "الجلاليب" المطرزة التى اشتقت اسمها من اسم القرية. أما فى عهد الرئيس مرسى المعزول عادت كرداسة معقلا للإخوان والجماعات الإسلامية وموطنا للنظام السرى للإخوان، الذى كان يستخدم جبال أبو رواش لإقامة التدريبات العسكرية للخلايا الإخوانية، وأصبحت معقلا للجناح العسكرى للإخوان المسلمين وخاصة قرية أبو رواش التابعة لمركز كرداسة، التى تنام فى حضن الجبل، تعد إحدى أهم قرى السلاح فى مصر، فيما يتاجر الخارجون على القانون فيها بالآثار، وناهيا فهى مسقط رأس عائلة الزمر التى ينتمى طارق وعبود الزمر إليها، فطارق الذى سجن بتهمة قتل السادات، يعد الآن من المطلوبين بتهمة التحريض على العنف لتعود بقوة مرة أخرى، حيث يخرج الكثير من أبناء البلدة فى مسيرات ليلية بشكل شبه يومى للتنديد بما يصفونه بالانقلاب العسكرى، وللمطالبة برحيل حكم العسكر على حد قولهم. وبعد مذبحة كرداسة عقب عزل الرئيس محمد مرسى وتولى الرئيس منصور رئاسة البلاد مؤقتا، تحوّلت كرداسة المشهورة بصناعة النسيج والتجارة إلى مدينة أشباح وبؤرة تؤوى مطلوبين ومسلحين، وتبقى حيازة الأسلحة بين الأهالى أمراً طبيعياً فى مجتمع قبلى، قام عدد من الأشخاص باقتحام قسم شرطة كرداسة بعد قصفه بقذائف صاروخية "أر بى جيه" وأطلقوا النار بكثافة تجاه القسم، مما أدى لمقتل مأمور القسم وتسعة من أفراد وأمناء الشرطة وقاموا بالتمثيل بجثثهم. ومنذ ذلك الحين، تحولت كرداسة إلى دولة داخل دولة يسيطر عليها مسلحون بالمدينة يضعون المتاريس للسيطرة على البلدة، ومنع وصل قوات الأمن إليها، وهذا ما اضطر قوات الجيش والشرطة من القيام بعملية لتطهيرها فانطلقت قوات الشرطة مدعومة بقوات من الجيش، الخميس 19 سبتمبر، متحركة لتطهيرها من العناصر الإرهابية المسلحة بالمنطقة، ودفعت الداخلية بالعشرات من المدرعات والمصفحات، كما نشرت قواتها على جميع مداخل ومخارج المنطقة لمنع هروب المسلحين، وتمركز عدد كبير من قوات الأمن والعمليات الخاصة أمام منطقة كرداسة بجوار قسم شرطة كرداسة، كما قامت باقى القوات بإغلاق طريقى المحور وصفط اللبن. حيث انتشرت قوات الأمن داخل شوارع المدينة، عقب وصولها مباشرة وذلك لفرض سيطرتها على مداخل ومخارج المدينة، وسط تبادل إطلاق النار من قبل العناصر الإرهابية، وأغلقت قوات الأمن مخارج المدينة تماماً، وحاصرت المتهمين بالمدينة ولازالت عمليات الكر والفر مستمرة بين قوات الأمن والمتورطين فى مجزرة كرداسة. وصعد عدد من العناصر الإرهابية المسلحة المتواجدة بمنطقة كرداسة، أعلى أسطح العمارات والمدارس المتواجدة بالمنطقة، وكثفت من إطلاق العديد من الأعيرة النارية على قوات الأمن المكلفة بتطهير المنطقة، وخلال استهداف القوات للعناصر بأماكن اختبائها، استشهد اللواء نبيل فرج، مساعد مدير أمن الجيزة، بمقذوف نارى استقر بالصدر فيما قالت وزارة الداخلية، إنه وأثناء قيام القوات بإجراء عملية التمشيط والضبط، قام أحد العناصر الإرهابية بإلقاء قنبلة يدوية تجاه القوات، فتعاملت معه على الفور، وأصابته بطلق نارى بالقدم، وضبطته وبحوزته بندقية آلية وثلاثة خزائن بداخلها 75 طلقة وعدد 7 قنابل يدوية، نجم عن ذلك إصابة خمسة ضباط وأربعة مجندين بشظايا بأماكن متفرقة بالجسم، لينتهى الأمر بفرض الأمن وإعلاء هيبة الدولة والقضاء على البؤر الإرهابية والإجرامية.