د. نصر محمد عارف
هل من يتصدرون المشهد الثقافى والإعلامى مثقفون؟ أم شُطّار يتخذون الثقافة حرفة ومهنة وسبوبة؟ … سؤال مشروع؛ لا تجاوز فيه، فى ظل حالة الفوضى القيمية، والأخلاقية، والعبثية الثقافية التى تشهدها مجتمعاتنا، بينما المثقفون مشغولون بمعارك (...)
يوما ما فى المستقبل القريب، أو البعيد سيكتب التاريخ عن أيامنا هذه أننا كنا غارقين فى بحور من الكلام، كلام فى غالبه يَكْلِمُ أى يجرح ويُحزن، سيذكر التاريخ أن النخب الثقافية العربية, فيما بعد فوران الانتفاضات الشعبية فى العشرية الثانية من القرن الحادى (...)
طغى على المقال السابق المنشور فى هذه الصفحة يوم 10 يونيو 2019 تحت عنوان: بارعون فى الهدم ... فاشلون فى البناء, مزاج سلبى يركز على النقد دون تقديم حلول، ويعمد الى التفكيك دون بناء، فوجدت نفسى واحداً من الذين يتقنون الهدم ولا يجيدون البناء، لذلك سيكون (...)
بعد ثمانى سنوات عجاف, عاشتها الدول العربية التى ثار شبابها على الأوضاع البائسة للنظم الفاشلة, التى أوصلت مجتمعاتها الى حافة الانهيار، وبعد أن تغيرت جميع الجمهوريات العربية بانتفاضات كبيرة أو صغيرة، ثورية فى تغييرها، أم مطلبية فى أهدافها... بعد تتبع (...)
نذر المواجهة التى تلوح فى الأفق بين الولايات المتحدة الأمريكية، وإيران قد لا تعبر عن حقيقة، وقد ينطبق عليها المثل العربي, أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، وقد يتوقف الأمر عند مرحلة الابتزاز من جانب، والتنازل من الجانب الآخر.
وإذا نظرنا فى العقل السياسى (...)
بعد أن نجح الرئيس التركى أردوغان فى استصدار قرار من اللجنة العليا للانتخابات يقضى بإلغاء نتائج انتخابات إسطنبول, التى فاز فيها مرشح المعارضة لأول مرة منذ ربع قرن، أطلق الرئيس التركى تصريحا مهما قال فيه: إن إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول خطوة مهمة (...)
يحاول تنظيم الإخوان الفاشل عبر أذرعه الموجودة فى قطر وتركيا أن يجعل من الرئيس السودانى السابق عمر البشير كبش فداء لتبييض وجه الجماعة، وتحقيق عملية هروب كبير من تحمل مسئولية فشل دولة التمكين فى السودان، تلك الدولة التى سوق لها تنظيم الإخوان عبر أكثر (...)
فى صباح 10 مايو 2018 بتوقيت المملكة المتحدة اعتذرت الحكومة البريطانية على لسان رئيسة الوزراء، والمدعى العام أمام مجلس العموم البريطانى للإرهابى عبد الحكيم بلحاج أحد عملاء قطر وتركيا فى طرابلس، وأحد قيادات القاعدة سابقاً، وميليشيات الإخوان حاليا، (...)
جميع الأديان والثقافات والقوانين تؤكد أن البشر جميعاً سواء، وأن حياة الإنسان أى إنسان لها قيمة فى ذاتها، وأن إزهاق روح الإنسان جريمة نكراء؛ ينال مرتكبها أغلظ وأقسى العقوبات المقررة فى قوانين الأرض والسماء.
ولكن الواقع العملى غير ذلك، فلم تعد قيمة (...)
العالم يلعن الإرهاب صباح مساء، ثم يزرعه ثقافةً، ويصنعه تربيةً، يكيل الاتهامات للسفاحين والمجرمين والقتلة، ثم يقدم لهم المبررات التى تدفعهم لمزيد من القتل العبثى فى خطب سياسية رزينة محكمة؛ تحمل كل معانى الوطنية، والدفاع عن الذات الحضارية.
المسلمون (...)
علاقة الإخوان بالأزهر علاقة معقدة جداً، فقد تعلم مؤسس الجماعة حسن البنا، ومفكرها الرئيسى سيد قطب فى مؤسسة أنشئت كبديل للأزهر، وهى كلية دار العلوم، التى أسسها على مبارك فى 1886 لتخريج متخصصين فى الشريعة الإسلامية واللغة العربية من خارج التقاليد (...)
الإنسان كائن تحركه أفكار وتصورات وقيم ومعايير اكتسبها عبر رحلته فى الحياة منذ أن كان جنينا فى بطن أمه، وليس آلة أو روبوتا يمكن برمجته، وإعادة هذه البرمجة وتصحيحها فى أى لحظة. لذلك من السهل جدا إنشاء الأشياء بصورة سريعة تسابق الزمن، ولكن من العسير (...)
للمجتمعات القبلية ديناميتها السياسية الخاصة، التى ينبغى أن يحسن السياسيون فهمها، والتعامل معها، وتوظيفها بما يحقق الأمن والاستقرار فى المجتمع، فعلى الرغم من أن الدولة تديرها مؤسسات سياسية، وعسكرية واقتصادية وغيرها؛ فإن القبيلة كوحدة أساسية للتنظيم (...)
العالم لم يعد يعرف الطرق ذات الاتجاه الواحد، كل الطرق صار لها اتجاهان، والعلاقات بين الدول تقوم على التعاون والاعتماد المتبادل، ولم يعد هناك مكان لمن يتوهم أنه الأخ الكبير، أو أن له فضل تاريخي، أو أنه الأقوى والأكثر عمقا في التاريخ، أو الأكثر ضخامة (...)
فى ظل التزايد الشديد فى حركة البشر حول العالم، وظهور أنماط جديدة من المجتمعات, لم تعد قاصرة على ثقافة معينة متوارثة، بل أصبح التداخل الثقافى سمة تميِّز المجتمعات الناهضة والمتقدمة، وأصبح التقدم الاقتصادى والعلمى والتكنولوجى رهيناً بالانفتاح والتنوع (...)
لم يعرف تاريخ المسلمين وصف الكيانات والهيئات والأفعال بصفة الإسلامى، فقد كان المتعارف عليه أن الإسلام لا ينسب الى جماعة أو كيان، وأن الأفعال تنسب لأصحابها الذين قاموا بها، فلم يكن هناك حزب إسلامى، ولا جماعة إسلامية، ولا دولة إسلامية، فقد اتخذت (...)
ظاهرة غريبة تشهدها الحياة السياسية التركية، لم تكن تُعرف فى أى مكان فى العالم، وهى ظاهرة تحالف أحزاب أيديولوجية متناقضة فى عقائدها السياسية، وبينها عداء تاريخى مزمن، سواء للتاريخ القريب أو البعيد ... حزب العدالة والتنمية الذى يعلن أنه يقدم رؤية (...)
عرفت النخبة القاهرية والطبقة الأرستقراطية من ملاك الأراضى فى الفترة من 1923 الى 1952 ثقافة سياسية كان مفهوم الحزب من أهم مقوماتها، فقد أدرك الجميع فى ذلك الوقت- أن الأحزاب هى الفاعل السياسى الأساسى سواء على مستوى المشروع الوطنى المتعلق بالتحرر (...)
الديمقراطية ليست غاية فى ذاتها، وإنما هى وسيلة لتحقيق غاية أساسية وهى الحكم الرشيد، أو الحكم الصالح، أو الحكم الذى يحقق مصالح الناس، ويبعد عنهم الفساد، ويحافظ على وجودهم وسعادتهم، ورخائهم واستقرار مجتمعاتهم وسلامها وسلامتها، ثم إذا تحقق ذلك تكون (...)
العقل هو العضو الغائب عن المشهد العربي، وإن حضر يحضر على استحياء، ويبقى لفترة وجيزة، ثم ينزوى منسحبا فى خجل شديد، المشهد العربى مشهد غرائزى بامتياز، والمقصود بالغرائزى هنا هو تحكم غرائز الإنسان فى جميع سلوكياته، وتحكم تلك الغرائز فى إدارة الدول (...)
شهد القرن العشرون تحويل الإسلام الى أيديولوجيات حزبية؛ ذات طبيعة سياسية، وأهداف سلطوية؛ ذلك الدين الخاتم الذى وسع العالمين، وتعددت مدارسه وأفكاره، يتم اختطافه من قبل جماعة؛ أو حزب متمحور حول شخص؛ ثم يتم اختزاله فى صورة برنامج سياسى ضيق؛ يمكن (...)
فى فرنسا قامت أول ثورة عمالية فى التاريخ؛ ففى 18 مارس عام 1871 أعلن ميلاد كوميونة باريس, وتم رفع علم أول دولة عمالية على مبنى بلدية باريس. وسيطر الفزع على العالم الرأسمالى الأوروبى خوفا من انتشار هذه الموجة فى أوروبا؛ مثلما حدث مع ثورات 1848 التى (...)
المقصود بالخطاب الدينى أو الثقافى هو الأفكار، والقيم التى يتوجه بها الفقهاء، والدعاة والمثقفون والفنانون إلى الجمهور العام، أى أنه هو وسيلة التواصل بين العالم والمتعلم، بين الداعية وجمهور المتدينين، بين المثقف والشعب، بين الكاتب والقارئ، بين المتحدث (...)
مثلت فترة حكم الرئيس السادات لحظة فارقة، وفاصلة فى تاريخ الثقافة المصرية، وبنية العقل المصرى، بل والخصائص الوراثية لثقافة ذلك الانسان الذى عاش على هذه الأرض، فلأول مرة تشهد الثقافة المصرية تحولا فى أوقات النصر والرخاء؛ كانت تشهده فقط فى لحظات الحروب (...)
هل ما زال فى مصر طبقة أو نخبة من المثقفين الحقيقيين؟ أم أن هناك قليلا من المثقفين الحقيقيين مهمشين، والهيمنة الكاملة على المشهد لمجموعة من الشُطّار الذين يتخذون الثقافة سبوبة؟ سؤال قد يكون مشروعا، لا تجاوز فيه، وقد يرى فيه البعض أنه خروج عن النص، أو (...)