تكورت دموعي ولم تتساقط فصارت زغللة للعين؛ وبدا بريقها كشاشة تتوالى عليها تذكارت بعض مما جرى في أربعين عاما من وقائع . وكان سبب ذلك هو خروج جثمان صديقي د. محمد شعلان محمولا على أكتاف ثمانية ممن يحملون درجة الدكتوراة في النفس البشرية بأحوالها التي (...)
وتأتي أيام يوليو بما دار فيها . ولكن هناك دائما أياما أخرى قبل يوليو تكون قد مرت . أضحك لوضوح كثير من تفاصيل معارك الصعود أو الحفاظ على القمة بين عبد الحليم حافظ كمطرب يمثل 23 يوليو ، وبين أم كلثوم كقمة ترفض أن يقترب منها أحد ، أما عبد الوهاب فهو (...)
بين أمواج المتوسط كانت المركب سوريا تتأرجح فيتأرجح قلبى حلما بالقفز من سطح المركب إلى القارب الفينيسى ليحملنى إلى محطة القطار الذى سأمتطيه وصولا إلى باريس.
ولا أدرى كيف قرأ القبطان أنيس أنسى خريطة قلقى بسبب جهلى بالطريق من ميناء فينيسيا إلى محطة (...)
حين تراقص الموج بالمركب سوريا ، كانت الذاكرة تتراقص أيضا حاملة صور الليل الصاخب الذي عشت لحظاته في أثينا .
من غرفة فوق سطح المركب أخذت أرقب ما يربت على مشاعري المتلاطمة هي أيضا . فالهدف الذي أذهب إليه هو الحلم بإعادة ميلاد نفسي في أحضان حبيبتي ، (...)
السماء هى السماء. لكن هناك سماء خاصة فى أعماقي تختلف عن سماء البحر المتوسط الذي أعبره ذاهبا إلى باريس. وعلى الرغم من قسوة الموج الذي تترنح به المركب سوريا وهي تخرج من ميناء بيريه اليونانية إلا أن سماء أعماقي تبدو شديدة الوضوح
، وأرى فيها بعضا من سحب (...)
أعماق الإنسان لوحة من ظلال ؛ فيها الكهف القديم للإنسان الأول ، وفيها صورة البيت الذي لم يتم بناؤه على سطح القمر . هاأنا ذا أبني لك بيتاً يا كل خيالي واكتمالي وانكساري ، لكني أسمع صوتك «هيت لك . هيت لك . هيت لك» . وما إن أقترب منك حتى تهربين بعيداً (...)
بدت قطرات المطر الهابطة من السحابات العابرة تربت على رأسي لتوقظ تذكارات اليوم الأخير من أعوام كثيرة مرت على وجودي فوق الأرض ، وكل عام منها يصافح بدايات عام جديد آخر، لتصبح تلك الأيام نسيجا متشابكا يغزل أيام العمر.
هاهي عيوني تلتقط نجما متعثرا (...)
ما أن يقترب العام من نهايته حتى يهديني ذكرى ميلاد تلك اللحظة التي وقفت فيها أمامها ، فوجدت كل تاريخي قد إجتمع في رسالة واحدة تضم تفاصل عمري ؛ لتسافر من عيوني إلى عيونها ، وموجز الرسالة هو كلمة واحدة هي « أحتاجك « . وفي نفس اللحظة أستقبلت عيوني رسالة (...)