ظلّت تخبئ دبلة خطوبتها طوال الرحلة .. لا تكف عن التهامس مع صديقتها نازك، ثم تضج ضاحكة. تسخر من موسيقاهم والكل يغني معهم في القطار .. إنزلقتْ في الزحام إلي جوارهم تعبث بمفاتيح جيتاره فيفسد اللحن، يزجرونها فتضحك .. لا تصدق أن هؤلاء من حصلوا علي جائزة (...)
أستمتعُ بهذه الستين عاماً التى تفصلنى عنها ، تترك هذا الجهاز العجيب .. تكرّ صوره بمجرد سحبه من إصبعها الدقيق على شاشته ، تستحضر لها العالم .. تتركه لتثِب كفراشة يانعة ، أتلقفها لتجلس فى حجرى .. أعرف أنها لا تفعل ذلك إلا عندما تتهيأ عفويتها لتقهر (...)
أستمتعُ بهذه الستين عاماً التي تفصلني عنها، تترك هذا الجهاز العجيب .. تكرّ صوره بمجرد سحبة من إصبعها الدقيق علي شاشته، تستحضر لها العالم .. تتركه لتثِب كفراشة يانعة، أتلقفها لتجلس في حجري .. أعرف أنها لا تفعل ذلك إلا عندما تتهيأ عفويتها لتقهر سنواتي (...)
يتسلل ضوء خافت من باب غرفته الموارب ، أشعة باهتة حيرى تسعى إلى الظلمة الباردة التى تغمر الردهة .. خطوتُ أدفع الباب قليلاً وعينيّ على أريكته المنخفضة، الغرفة أكثر برودة ، لن أجده مسترخيا كعادته، يتأملهم على الجدار المقابل .. يعرف عنهم الكثير ، قصّ (...)
فى نص رشيق شديد المعاصرة والواقعية لكاتب يعرف وطننا ويعرفنا جيدا عن قرب تتبدى حكاياتنا هنا فى مشهدية عالية، حافظ الكاتب فى طرحها على عناصر التشويق من خلال شخوص نكاد نعرفهم ونقابلهم أو نسمع عنهم فى حياتنا اليومية، وأحداث تتردد حولنا أو تتناولها الصحف (...)
يتسلل ضوء خافت من باب غرفته الموارب، أشعة باهتة حيري تسعي إلي الظلمة الباردة التي تغمر الردهة.. خطوتُ أدفع الباب قليلاً وعينيّ علي أريكته المنخفضة، الغرفة أكثر برودة، لن أجده مسترخيا كعادته، يتأملهم علي الجدار المقابل.. يعرف عنهم الكثير، قصّ عليّ (...)
اعتدَلت .. تتفرس في وجهي ، والضوء خافت بحجرتها .. استعادت عيناها تلك الحِدة بعد جراحة إزالة الغمامة البيضاء . صمَتُ ، كما عودتني تلك النظرة عبر سنوات طويلة .. قالت بهدوئها الحنون :
طيّرت النوم من عيني .. هو ما فيش غيرها .. هيباتيا .. هيباتيا .. روح (...)
نص جميل تحوطه عناية معلوماتية رائعة، فى لغة عذبة لكاتبة عارفة بدروب العربية ومكامن روعتها. تطرُق الكاتبة دروب مواطن الغموض والرهبة فى تراثنا.. والملتبسة بين الروح والمادة، والمحسوس والملموس، ويلوح الجنس فى أفقها الأوسع كممثل للذروة.. وتحوطه محاذير (...)
بحروف حمراء كبيرة ، يطل اسمي متكسراً علي أمواج تجعدات الكيس الشفاف الكبير.. رسمه علي ورقة مقواة ، كانت بيضاء.. أعرفها.. مصفرة الآن، ربما هي أيضا رسالة من زمان، كانت تغطي أنابيب ألوانه في العلبة الخشبية عالية الجوانب.. تزينها رسومات دافينشي (...)
اعتدلت.. تتفرس في وجهي، والضوء خافت بحجرتها.. استعادت عيناها تلك الحدة بعد جراحة إزالة الغمامة البيضاء. صمت، كما عودتني تلك النظرة عبر سنوات طويلة.. قالت بهدوئها الحنون :
طيرت النوم من عيني.. هو ما فيش غيرها.. هيباتيا.. هيباتيا.. روح نام علشان تحلم (...)
زحزح أحد الكهلين مقعده هربا من أشعة الشمس الحارقة في الظهيرة .. يساعد صديقه ، يسنده بصعوبة إلي ظهر المقعد ، ما إن وقف .. وضح انه مشمر جلبابه إلي وسطه يبدو الصديري أسفله وساقاه نحيفتان .. إعتدلت أتأمله جيدا ..
أوقف السيارة فجأة .. الشارع مزدحم أكثر (...)
تنظر إليّ، تُبلغني التعليمات، هذا الحزن الدفين، صداه في نفسي، هذه الصرامة البادية، أذهب لأُنفذ، لا تفارقني النظرات، أحاول الهروب، أحمل ما يكفيني من الأحزان، وهذا الحصار الذي أحياه، تضيق بي الأمكنة، لا أطيق الكلام، أكاد لا أجد من أحادثه، أروض نفسي (...)
لم أتبين وقتها أعين صغارنا تطلُ علىّ من أعماق عينيها.. الآن أراهما، وصغارهم يملأون حجرى.. تتكرر الأعين، طازج دفئهم يسرى إلى برد عظام وحدتى.. لا أعرف كيف تملأهم حرارتها.. فتنتعش رأسى، تهاجمنى الحكايا، وهى تطلُ علينا.. لا أعرف من أين.
صباح عاصف.. (...)