تنظر إليّ، تُبلغني التعليمات، هذا الحزن الدفين، صداه في نفسي، هذه الصرامة البادية، أذهب لأُنفذ، لا تفارقني النظرات، أحاول الهروب، أحمل ما يكفيني من الأحزان، وهذا الحصار الذي أحياه، تضيق بي الأمكنة، لا أطيق الكلام، أكاد لا أجد من أحادثه، أروض نفسي على الوحدة، وأرقب الزمن. المحت إليّ بأسى: لست الوحيد من فقد أنيس روحه.. فاجأتني، في غمار هذه الرحى التي أدور، ندور فيها، قلت لها، وكأني لست في هذا العالم: - لم أكن أتصور أني سأحيا بعدها، لكن أديني عايش، كما لو كنت أبحث عنها.. نهاية رمضان مع أعياد بداية هذا العام الجديد، نتبادل التحية قبل القيام بالإجازة، تردد بصوت رخيم، مداعبة: لأنوار نور النور في الخلق أنوار، وللسر في سر المسرين أسرار. لا ينتبه الجميع، أحسست أنها تخاطبني، ذاب خيط من تلك الشرنقة، دار رأسي من تاني، اقتربت منها والجمع ينصرف، همستُ: هذا ما قاله الحلاج.. ضحكت: - هو خطاب الأرواح.. - لكنه يؤمن بالحلول. - يعني إيه؟ - أن تحل روح مضت على بارئها، في روح تحيا.. صمتت، خرجنا، تغلق الباب، عاد إليها الآسى، دمعة حائرة، لعنت نفسي، عادت للحديث: - يعني أليفة عمري التي فقدتها، روحها تكون قد حلت في أحد .. حولي. هذا ما قاله، دفع عمره ثمناً له، أبحث أيضاً عن روح وليفتي، نظرت إليّ في حيرة، تتساءل: - يعني أبحث عنها.. - عن روحها، لكن يبدو أنه حلول للعقل، يعني البحث عن العقل، وأنا.. وجدت العقل..