الجعان يحلم بنفسه فى سوق العيش، وأنا آل إيه حلمت اللهم أجعله خيرًا بأننى جالس فى شرفة الصحافة أتابع من علٍ مناقشات بمجلس النواب بعد أن تمت الانتخابات بإذن الله وموافقة المستشار الهنيدى. واقتبست عبارة من علٍ وأنا أتقلب فى الفراش بعد سهرة سببت لى الكوابيس حيث كنت أراجع التعديلات التى استقرت عليها لجنة الهنيدى فى قانونى الدوائر الانتخابية ومجلس النواب، واكتشفت أن عدد نواب المجلس سيكونون 596 نائبًا، فقفزت عبارة «من علٍ» إلى ذهنى وهى من إبداعات للمرحوم كمال الشاذلى وزير شئون مجلس الشعب عندما تم إلغاء الاشراف القضائى على الانتخابات قال الشاذلى إن القاضى ليس له إشراف مباشر على اللجنة وإنما يشرف من علٍ أى يتابع من بعيد سير الانتخابات وهذا هو معنى الإشراف فلا يجلس خلف الصندوق وليس له علاقة بعملية الاقتراع ولكنه يجلس فوق يتابع ويوجه فقط وهذا هو معنى اشراف القضاء، طبعًا هذا الكلام كان المقصود من ورائه تزوير الانتخابات فلم يرق لنواب المعارضة وهاصت القاعة ثم لاصت وكلام الشاذلى هو اللى مشى، ودارت الأيام على رأى كوكب الشرق، وقضت المحكمة الدستورية العليا بإعادة الاشراف القضائى على الانتخابات، وعاد عمنا الشاذلى يقول الإشراف القضائى يا حضرات مهم ولابد منه لضمان نزاهة الانتخابات لأن القضاء محايد وعندما تتم العملية الانتخابية تحت اشرافه نثق فى النتائج، وسأله نائب معارض أمال حكاية الاشراف من علِ راحت فين يا كمال بيه فرد احنا ولاد النهاردة، حاجة كدة عاملة زى كلام الهنيدى احنا عاوزين انتخابات مجلس النواب النهاردة قبل بكرة. ومش عارف ليه فى الحلم ركزت على المرحوم الشاذلى هل لأننى لم أجد مكانًا فى شرفة الصحافة ولم أجد شرفة أصلا أجلس فيها فى علٍ لأن النواب احتلوها بعدما ضاقت بهم القاعة فهربوا إلى البلكون الذى كان مخصصًا فى جانب منه للصحفيين، وجانب آخر لكبار الزوار، وشهدت شرفات كبار الزوار شخصيات كبيرة، والمناسبة الوحيدة التى تعرفت فيها عليهم فردا فردا يوم ما سقط مبارك الرئيس الأسبق فوق المنصة وهو يلقى خطابه، وتكهرب الجو، ورفعت رأسى لأعلى لأجد البابا وشيخ الأزهر يرفعان أيديهما بالدعاء لأن يطيل الله فى عمر الرئيس، وقرينة الرئيس فى الشرفة أيضًا تولول، وإلى جوارها النائب العام، ورئيس النقض، ورئيس الاستئناف، وكبار قيادات الجيش، والمحافظون، كل هؤلاء لن يكون لهم مكان فى مناسبات مجلس النواب بسبب احتلال النواب لأماكنهم فى المجلس الجديد، وهذه مسئولية الهنيدى، قليل البخت الذى يجد العظم فى الكرشة، دانت هتتسوح يا معالى الوزير، والله لو قسمت القاعة بالسنتيمتر فلن تزيد قاعة البرلمان عن سوق الجمعة لا تعرف بائع الشربات من بتاع العرقسوس وفى القاعة لا تعرف من يتكلم فى مشروع قانون ومن يطلب لائحة للاعتراض، ومن يرفع الدستور بحق الفيتو الذى يوقف المناقشات، ولن يرى النواب رئيس المجلس، ولن يستطع رئيس المجلس متابعة طلبات النواب سعداء الحظ الذين وجدوا مكانًا لهم فى القاعة بسبب الزحام ولا متابعة النواب الذين اضطروا للجلوس فى الشرفات العلوية هربًا من الزحام. وأنا مستغرق فى الحلم جاءتنى فكرة أساعد بها المستشار الهنيدى بصفته القائم بأعمال رئيس مجلس النواب لحين إجراء الانتخابات واقترح عليه تسهيلاً على النواب الجالسين فى الشرفات فى الحصول على مضابط الجلسات وجدول الأعمال، ومخاطبة رئيس المجلس عن طريق الورق المكتوب لطلب الكلمة أو إجراء تعديل فى مشروع قانون هو تركيب «سبت» أو «باسكت» فى جانب الشرفة يضع فيه النواب الأوراق وانزاله إلى القاعة ليتلقفه المشرفون العمال لتسليمه إلى رئيس المجلس وعن طريق «السبت» أيضًا تصل المضابط وجداول الأعمال إلى نواب الشرفات.. وبنفس الطريقة يتم توصيل اللب والسودانى والبنبونى، حتى التفاح ممكن يصل عن طريق السبت، والتفاح له حكاية مشهورة عندما أكله وزير الاسكان إبراهيم سليمان عينى عينك داخل القاعة بطريقة حشر التفاحة فى البُق بالمخالفة للائحة التى تمنع الأكل داخل القاعة وليس طريقة إبراهيم سليمان فى أكل التفاح، واقترحت فى المنام أن يعلق المستشار الهنيدى ورقة بجوار الشرفات يدون عليها تعليمات إلى النواب بعدم إلغاء قشر اللب والفول السودانى فى القاعة حرصًا على أن فيه نواب تحت، وعندما مر من أمامى فى الحلم طبعًا وأنا جالس فى الشرفة أتابع المناقشات الحامية بتاع السميط وهو شايل القفة وينادى سميط جبنة بيض استيقظت واكتشفت أنه قال حسن يؤكد انه سيكون عندنا برلمان وما حدث فى الحلم هى مؤشراته.