أين اتحاد بنوك مصر مما يحدث في مصر والعالم؟ ويأتي هذا السؤال من حالة الغيرة التي أشعر بها عندما أشاهد وأسمع وأتعايش مع ما يفعله اتحاد المصارف العربية، وبين هذا الكيان شبه (المختفي) الذي يطلق عليه اتحاد بنوك مصر. وقد ظهر اتحاد بنوك مصر مؤخرا في مؤتمر الاعلان عن لجنة لتنمية المجتمع هدفها توحيد شهود البنوك فيما يخص المسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع، وكان هذا عملاً رائعاً، ومطلوباً للمجتمع، ولكن لا يكفي، فاتحاد بنوك مصر يختفي سنوات طويلة ثم يخرج بمبادرة، ليختفي مرة ثانية لسنوات طويلة، في ظل عصر يموج به الأحداث والاضطرابات والظروف العصيبة. وهنا يأتي السؤال ماذا ينقص اتحاد بنوك مصر حتى يكون بنفس ديناميكية اتحاد المصارف العربية؟ هذا السؤال لابد ان يقوم مجلس إدارة الاتحاد بطرحه علي نفسه، لأننا لا نريد اتحاداً خاملاً أو عاجزاً، واعتقد أن هذا الاتحاد لا تنقصه الموارد المالية، حتى ينطلق ويقوم بدور عملي وفعال تجاه البنوك في مصر، وتجاه التوعية بالعمل المصرفي تجاه المجتمع، وهذا لن يتحقق إلا بجذب خبرات لها قدرة علي الديناميكية والتعامل مع الظروف المحيطة. اتحاد المصارف العربية يقرأ المستقبل، والحاضر ويعد العدة من خلال عقد الكثير من المؤتمرات والمنتديات وورش العمل في المنطقة العربية وخارجها، وعلي الرغم من كونه ليس إلا جهة استشارية لا تملك قوة التنفيذ إلا أنه من خلال هذه الفاعليات يوجه ويرسم السياسات وربما بطريقة غير مباشرة. ولا يقتصر حراكه علي المنطقة العربية وإنما علي المستوي الدولي أيضا. ومصر في حاجة إلي اتحاد مصرفي قوي يدرس مشاكل المجتمع المصري، ويعقد من ورش العمل والمؤتمرات التي تجعله فاعلاً في المجتمع، ومشاركاً في صناعة القرار، بما يخدم الاقتصاد المصري الذي ينعكس في النهاية علي البنوك. يجب أن يخرج اتحاد بنوك مصر من سياسية الباب المغلق، واللجان الفنية التي تدرس مشاكل البنوك فقط، إلي الانفتاح علي العالم وعلي المجتمع المصري، ويكون عاملاً مساعداً في نمو الاقتصاد وجذب الاستثمارات من خلال مؤتمراته وعلاقات قيادته وقاعدة بياناته التي ستبني علي مر السنوات. اتحاد المصارف العربية يعقد مؤتمراً هذا الشهر عن أي اقتصاد عربي ينتظرنا؟ واتحاد بنوك مصر يقف في صفوف المتفرجين. لهذا يجب أن نسأل انفسنا أين نحن؟