رسالة الخرطوم – نيرمين عبدالفتاح اختتم أمس بالعاصمة السودانية الخرطوم فعاليات المؤتمر المصرفي العربي للعام 2010 حول مناخات الاستثمار وتكامل الموارد في الوطن العربي ، والذى عقد على مدار يومين تحت رعاية نائب الرئيس السودانى على عثمان طه. ونظم المؤتمر اتحاد المصارف العربية والإتحاد الدولي للمصرفيين العرب بالتعاون مع بنك السودان المركزي واتحاد المصارف السودان، بمشاركة وزراء الإقتصاد والتجارة العرب ومحافظي المصارف المركزية وقيادات المؤسسات المصرفية والمالية وخبراء الشؤون الإقتصادية في العالم العربي. وقال علي عثمان طه، نائب رئيس جمهورية السودان، أن انعقاد المؤتمر المصرفي العربي للعام الحالي يجىء في ظل ظروف اقتصادية معقدة ما زال الاقتصاد العربي فيها يعاني من آثار الأزمة العالمية التي ألقت بظلالها على مجمل الأداء الاقتصادي على كثير من دول العالم. وأضاف طه أن هذا الملتقى الحيوي الذي ينعقد في السودان جاء في باكورة انتقال السودان إلى مرحلة جديدة مما يعد إشارة موفقة تؤكد هذا التلاقي الوجداني والعقلي ، كما أنه يأتي في وقته تماماً ونحن نستعد لمراجعة كل التشريعات والقوانين التي تحكم سائر مجالات وآفاق النشاط الاقتصادي في السودان إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة تعزز ما تحقق من نمو. وأكد نائب رئيس جمهورية السودان حرص بلاده على توفير أفضل الفرص التي تعين المستثمر العربي على قاعدة تبادل المصالح المشتركة ، وأن موارد السودان وإمكانياته متاحة أمام رؤؤس الأموال والاستثمارات العربية . وفى كلمته .. قال الدكتور صابر الحسن محافظ بنك السودان المركزي، إن المؤتمر جاء في ظل ظروف بالغة التعقيد من تداعيات الأزمة المالية العالمية وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي والخسائر المباشرة وغير المباشرة للمصارف، داعياً إلى مراجعة الأسس التي تقوم عليها المصارف. ووصف د. صابر انعقاد المؤتمر بالخرطوم بأنه دليل ثقة في نمو تطور الاقتصاد والقطاع المصرفي فى السودان وأضاف " نحن نعتقد أن اختيار السودان في هذا الوقت بالذات هو صوت ثقة في الاقتصاد السوداني وصوت ثقة في القطاع المصرفي السوداني وفي سياسات البنك المركزي السوداني ونحن نعتز بذلك ، وهي رسالة ايجابية قوية للمستثمرين العرب بأن وضع السودان الاقتصادي يبشر بفرص جيدة". وأضاف محافظ بنك السودان المركزي "انعقاد المؤتمر المصرفي العربي بالخرطوم تم تحت شعار " مناخات الاستثمار وتكامل الأدوار في الوطن العربي " يدعو ويعزز للتكامل العربي والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة بالدول العربية . من جانبه قال عدنان يوسف ، رئيس إتحاد المصارف العربية ، أنه طوال السنوات الماضية تمحور عمل الاتحاد لجعله مركزاً مرجعياً للمجتمع المصرفي والمالي العربي، داعماً للروابط بين اعضائه مطوراً للفكر المالي العربية والصناعة المصرفية العربية على أسس سليمة وممراً للمصارف العربية الى قواعد العمل المصرفي الدولي بما ييسر ويعزز اندماجها في الصناعة المصرفية والمالية العالمية. وأكد نجاح الاتحاد في بناء شبكة واسعة من العلاقات والتحالفات الاستراتيجية مع مؤسسات ومنظمات فاعلة في المجتمع الدولي والعربي، وأضاف أن المؤتمر الحالى ما هو إلا محاولة مهمة ضمن هذه الاستراتيجية التي اثبتت نجاحها عبر المؤتمرات السابقة، والتي تركزت حول قضايا عربية تحتاج الى القاء الضوء عليها ومناقشتها ووضع الافكار والحلول لها. وأشار رئيس اتحاد المصارف العربية إلى ان هذا المؤتمر سوف يجيب عن الكثير من الاسئلة التي ستطرح في هذا المجال خصوصاً وان الاستثمارات العربية تبحث اليوم عن ملاذات آمنة ومجزية مدفوعة بحرصها على الاستفادة من دروس الازمة المالية العالمية متجهة الى تمويل الاقتصادات الحقيقية والمشاريع الانتاجية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة. ودعا عدنان يوسف الى الاسراع في بناء استراتيجية اقتصادية ومالية عربية موحدة قوامها تحسين مناخات الاستثمار وضبط اداء مجتمع المال والاعمال العربي، وايجاد بنية مصرفية عربية استثمارية ذات معايير عالمية من شأنها جذب الرساميل العربية والعالمية في ظل اصلاحات تشريعية وتنظيمية ملائمة. وبدوره قال الدكتور جوزف طربيه، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، أن الأزمة العالمية أتت بإنعكاساتها الضارة على حركة التجارة والاستثمار وتداعياتها السلبية على نمو الاقتصاد الحقيقي خاصة بعد أزمتى الغذاء والوقود، ومع ذلك فقد نجحت الدول العربية بشكل عام في تجنب الخلل الاقتصادي الكلي بفضل السياسات الاقتصادية الكلية المتوازنة والتدابير الاصلاحية الموسعة التي تم تنفيذها خلال الأعوام السابقة. وأضاف طربيه أنه أصبح واضحاً ان هذه الأزمة وما أدت اليه من خسائر ضخمة وإفلاس العديد من المؤسسات المالية في العالم لم تكن تأثيراتها في المنطقة العربية كارثية كما في بقية أنحاء العالم، لكنها علمتنا الكثير من الدروس والعبر وزادتنا حرصاً على تفعيل وزيادة نطاق التعاون بين المصارف العربية عبر بلورة وتنفيذ مشروعات جديدة وتأمين التحالفات بين المؤسسات المالية والاندماج المنضبط والسليم للقطاع المصرفي العربي في الاقتصاد العالمي بدرجة تكفل الاستفادة من الفرص المتاحة وتجنب المخاطر القائمة وفتح قنوات حوار مع التجمعات المصرفية العربية خارج الوطن العربي. وأشار إلى إن القطاع المصرفي العربي يمتلك إمكانات مالية وتقنية وبشرية كبيرة ويدير أكثر من تريليوني دولار من الموجودات ويستند الى قاعدة ودائع تفوق التريليون دولار ويعمل بقاعدة رأسمالية تزيد على 200 مليار دولار ، لافتاً إلى إمكانية قيام المصارف العربية بدور كبير على صعيد تنشيط الاستثمارات المحلية والإقليمية والمساهمة في إخراج الاقتصادات العربية من الأزمة. وأكد أن إنطلاق المؤتمر يأتى من الباب الحرص على وضع آليات لتنشيط المشاريع الاستثمارية العربية العابرة للحدود كمدخل للتكامل الاقتصادي العربي وحفز المصارف والمؤسسات المالية العربية على الاستثمار في القطاعات الانتاجية وتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في عالمنا العربي، مضيفاً أن الحرص يعيدنا الى السودان التى تزخر بالامكانات والثروات الطبيعية والبشرية والتي تشكل مجالاً واسعاً للاستثمار الجيّد والمجدي على كافة الأصعدة. ومن جانبه أكد عبد الله نقد الله الحميدي، رئيس اتحاد المصارف السوداني ، أن اختيار الخرطوم لانعقاد الملتقى يهدف للترويج لإمكانيات البلاد المختلفة ، وأضاف "هذا العام سعينا سعياً حثيثاً لكي ينعقد هذا المؤتمر في السودان ، وليقف الجميع على الموارد المتاحة في السودان ويمكن استغلالها الاستغلال الأمثل خاصة في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ، وهذه فرصة كبيرة جداً لأصحاب الأموال العرب للاستفادة منها واستغلالها لسد الفجوة في الغذاء في الوطن العري بأكمله ، والاستفادة من فائض الأموال العربية للاستثمار داخل السودان".