خرجت الداخلية من جحورها و نزلت الشوارع و هي تعلم جيدا بأن في أيديها كافة كل شيء من قتل و ضرب و اعتقال لا فرق بين شاب و فتاة و قد وصف مجتمعنا الشرقي بالمجتمع الذكوري الذي يخاف على المرأة فمن هنا كانت هذه هي نقطة الضعف التي استغلها كلا من داخلية الانقلاب و العسكر لقمع نساء مصر و لإخماد صوت الثورة . و تطور الوضع بعد خروج المرأة بهذه الأعداد الغير مسبوقة للمطالبة بالعيش في حياة كريمة ولم يكن المجلس العسكري الذي ورث نظام مبارك اقل نصيباً في باب انتهاك حقوق البنات فاستيقظ المجتمع ذات مرة على صور سحل وضرب نساء بالشارع وتعريتهن في احداث مجلس الوزراء وبعد الانقلاب العسكري وبعد أن وجد العسكر ثبات وصمود النساء ورفضهن العيش بدون حرية أو كرامة وعندئذ اصيبت قوات الجيش والشرطة بالسعار واصبحوا كالكلاب التي تنهش في نساء مصر واهينت النساء في كل محافظات مصر وسحلت على طريق الاسكندرية وضربت ضرباً مبرحا بوصف اقل ما يوصف بالبربرية كما سحلت بنات المنصورة بالشوارع واستشهد عدد منهن وأصبح الان اكثر من 48 شهيدة و 2000 معتقلة خرج عدد منهن وظل عدد اخر يقبعن خلف القضبان ومنذ ان وقع الانقلاب وحدث كم انتهاكات غير مسبوق من ضرب وسب وتحرش واغتصاب لبعض النساء وضرب بالعصى . و أصبح الاغتصاب وسيلة تعذيب يومية وممنهجة في سجون العسكر منذ الانقلاب، حيث تتسرب الفضائح يومياً بشأن ما يجري في سجون السيسي، بما يعيد الى الأذهان سجن “أبو غريب” سيء السمعة في العراق فمنذ غياب الرجال بالمعتقلات اثبتوا انهم اكثر قوة وصموداً وقادت النساء الثورة المصرية واشادت بدورها وسائل الاعلام العالمية في حين قام اعلام العار الاعلام المصري بتشوية صورة المرأة التي تشارك بمظاهرات رافضي الانقلاب العسكري ولذلك قامت ميليشيات الداخلية باعتقال من تطال ايديهم في حين زعم البعض بانتشار نكاح الجهاد في رابعة واصبح حال النساء اصعب واصعب تحت حكم العسكر . وقد ظن بنات التيار العلماني واليساري ان في مصر حقوق للمرأة تصان وباركوا قتل بنات التيار الاسلامي ولكن سرعان ما اصابتهم قوات العسكر الغاشمة التي لا تفرق بين مؤيد ومعارض حينما تم سحلهم في احداث مجلس الوزراء الشورة الاخيرة ولا يوجد الان من يدافع عن المرأة وبعد أن خرس المجلس القومي للمرأة وغيرة من المنظمات الصورية وطال بنات الازهر النصيب الاوفر من السحل والضرب والاعتقال ففي الوقت الذي بات فيه السيسي يحتضن فنانات وراقصات ارسل قوات مكافحة الشعب التابعة لمليشيات الداخلية تضرب البنات وظلوا يستعرضون قوتهم بخسة وندالة لتكسير القوارير . فاين رجولة الرجال؟ واين مفتي الديار ؟ واين الازهر وعلمائه؟ واين وزير الاوقاف؟ واين علماء الامة؟ الكل يسأل ولا مجيب !!
وقد كشفت جريدة “أوبزيرفر” الصادرة في لندن عن حادثتين منفصلتين لاغتصاب شابين في مراكز واقسام شرطة تابعة للنظام الجديد في مصر، وعنونت الصحيفة لتقريرها على صفحة كاملة بالقول: “الشرطة المصرية تستخدم الاغتصاب كسلاح ضد مجموعات المعارضة”. وأشارت الصحيفة الى أن “الاغتصاب أصبح استراتيجية يتوسع استخدامها في مصر”، مشيرة الى ان الناشط السياسي عمر الشويخ البالغ من العمر 19 عاماً تعرض للاغتصاب في قسم شرطة في شرق القاهرة يوم 24 مارس 2014، فيما نفذ عملية الاغتصاب ضباط كانوا يرتدون الملابس المدنية، وذلك بعد دقائق من اعتقاله بسبب مشاركته في تظاهرة احتجاجية طلابية. وقال محامي الشويخ في رسالة حصلت عليها جريدة “أوبزيرفر” إن موكله تعرض للتعذيب الذي أدى الى كسور في جسمه، كما تعرض لصدمات كهربائية في إطار أعمال التعذيب التي خضع لها في مركز الشرطة. وفي حادثة أخرى ومنفصلة، تعرض فادي سمير للاعتداء الجنسي من قبل ضباط في أحد مراكز الشرطة، وذلك يوم الثامن يناير 2014، وذلك خلال عملية اعتقال استمرت 42 يوماً تعرض خلالها لعمليات تعذيب وضرب متكرر. وكشف سمير أنه تعرض للاستجواب من قبل الادعاء العام في مقر تابع للشرطة، وهو ما يمثل كارثة قضائية، حيث من المفترض أن تكون تحقيقات الشرطة منفصلة تماماً عن تحقيقات القضاء، وهو الأمر الذي يطعن أيضاً في عدالة القضاء الذي يقوم بالتحقيق مع السجناء وهم في قبضة الشرطة التي أصبحت تسيطر على الجهاز القضائي أيضاً. وتقول جريدة “أوبزيرفر” إن كلاً من الشويخ وسمير ينتميان لتيارات سياسية مختلفة تماماً عن بعضها، وتعرضا لانتهاكات جنسية وتعذيب في مكانين مختلفين، وزمانين مختلفين، ما يؤكد أن “الاغتصاب جزء من السياسة العامة للانقلاب في الوقت الراهن”. وبحسب الصحيفة فان معارضي النظام السياسي في مصر لا يقتصرون الان على الاخوان المسلمين، او الاسلاميين وحدهم، وإنما تتزايد معارضة النظام في أوساط العلمانيين بصورة متزايدة يومياً”