عزيزى الدكتور عبدالفتاح ماضى ، التالى أوجز من خلاله مشاركتى أول أمس السبت 16 أبريل 2011 ، فى الندوة التى سعدت بتلبية دعوتكم الكريمة لها ، مع تحياتى ، محسن صلاح عبدالرحمن. * يصف البعض «الرأى» بالمحايد ، وفى ظنى لا يكون الرأى أبداً محايداً ، بل أن الرأى عندى دائماً منحاز لانتماءات صاحبه المختلفة ومتأثر بها ، انتماءاته الدينية والبيئية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، والثقافية إجمالاً ، وعلى النقيض فكل من الحكم والتحقيق والرصد والتأريخ ، لا يمكن أن نحترم أى منها وصاحبه ، وبالتالى لا يمكن أن نعتمدها ، إلا لو توخى صاحبها ، أعلى درجات الاجتهاد فى تحييد إنتماءاته كلها ، عند تصديه لأى منها. من المحددات التى حكمت اختيارى للتصويت بنعم فى التعديلات الدستورية الأخيرة ، أنها ستؤدى بنا إلى برلمان «منتخب» ، هو الذى سيختار اللجنة المنوط بها صياغة الدستور الجديد ، وتقديمه للشعب ، للاستفتاء عليه ، بينما التصويت بلا ، وحسب المتبنين ل «لا» وحسب تصريحاتهم ، سيؤدى إلى لجنة لصياغة الدستور ، يتم التوافق بين «النخبة» ، على تشكيلها. وعند منتصف ليلة الجمعة 18 مارس 2011 ، وقبل ساعات قليلة من الاستفتاء على تلك التعديلات الدستورية ، وعبر التليفزيون المصرى ، قال أحد الباحثين المصريين ، وتحديداً الدكتور عمرو حمزاوى ، ما مفاده أن النخبة التى تتبنى التصويت ب «لا» ، تعكس 85 % من الشعب المصرى ، وفى نهاية اليوم التالى ، كان المصوتون على هذا الاستفتاء ، قد منحوا هذه «النخبة» ، 23 % ، مع العلم وعلى سبيل المثال وليس الحصر ، شقيقتى الدكتورة راندا عبدالرحمن «تنتمى للتيار الإسلامى» ، أقول هى ونجلها وهو طبيب مثلها ، صوتا ب «لا» ، على هذه التعديلات ، مما يعكس أن ليس كل من صوت بلا هو ليبرالى التوجه أو علمانى بالضرورة ، بالتأكيد لا أنفى العكس ، ولكن من المؤكد أيضاً عندى ،أننى رصدت ومن خلال الشارع ، تفاوت النسبة ، بين هؤلاء وأولائك ، أى بين الإسلامى الذى صوت بلا ، والآخر «بتنوعه غير الإسلامى» الذى صوت بنعم. فلو اعتمدنا على هذه «النخبة» التى تسيطر ليس فقط على 85 % من منابرنا الإعلامية ، بل على أكثر من 95 % منها ، قبل الثورة وإلى الآن ، أقصد النخبة الليبرالية أو العلمانية ، أقول لو اعتمدنا عليها ، للتوافق حول تشكيل هذه اللجنة ، فإنها فى النهاية ، وبأغلبيتها المنتظرة ، ستصوغ دستوراً يعكس رأيها ! * أظن أن الحزب الذى يشكله المهندس نجيب ساويرى ، وبحكم الخبرات الإدارية ، والقدرة التمويلية ، سيكون أكثر حظاً ، من الأحزاب الأخرى المثيلة ، ولكنه فى النهاية لن ينافس فى تقديرى إلا أقرانه ، بمعنى أنه سيخصم من أرصدة محتملة لأحزاب مثل الوفد والغد والجبهة. هذه مقدمة أظنها ضرورية ، لكى أنتقل بعدها إلى فمشكلة الليبراليين عندى ، هى أنهم لا يدركون أن الدين مكون أساسى فى وجدان المصريين ، وإن لم يصنع هؤلاء ليبرالية مصرية «خاصة» ، تعى ابتداءاً هذه الخصوصية المصرية ، وتصوغ خطابها السياسى ، على هدى منها ، ثم تدلف إلى الاهتمام بالإبداع فى مجال السياسات التنموية ، وبرامجها التى تستشرف الواقع المصرى ، وتبدع الحلول ، فحظوظها ستكون قليلة , فى نوال حصة من خريطتنا السياسية المصري ، وهو ما لا أتمناه حقاً ، لحرصى على تعددية مصرية ، تشمل على الأقل الوسط ويساره ويمينه. * ينشغل الليبراليون وبعض اليساريين ، بالهجوم الدائم على الإسلاميين جميعهم ، ومن العجيب أنهم لا ينشغلون فى المقابل بتأسيس أحزاب تضمهم ، أوالنهوض بأحزاب قديمة تضمهم بالفعل ، كما أن البعض القليل الآخر من المصريين ، يتحدثون عن هواجس شعبية ، من التيار الإسلامى ، تصل أحياناً هذه الهواجس إلى حد «الفوبيا» ، وهذه الهواجس عندى ، هى «نخبوية بامتياز» ، ولا تعكس الشارع المصرى ، بهذا القدر على الإطلاق ، ولا بهذه النسبة الموجودة بأعلى ، على الإطلاق. أنتمى إلى التيار الإسلامى ، شأنى فى ذلك شأن قطاع عريض من المصريين ، لا أعلم حجمه لكن يمكنى «تخمينه» ، المهم أننى ورغم انتمائى هذا ، فأنا أشارك هؤلاء المتوجسين ، القليل جداً من هواجسهم ، ولكن ولكن كيف نعالج هذا الأمر ؟ ليس بالهجوم بالتأكيد ، فالهجوم نشكركم عليه ، لأنه يزيد من أنصار هذا التيار ، ولدينا رصد على الأرض يؤكد فى تجارب سابقة هذا الأمر ، وليس أوله ولا آخره ، مسلسل «الجماعة» الذى أنتجه النظام السابق. يتميز أنصار التيار الإسلامى وبالذات عامة المصوتين له ، بالتصويت للإسلام هو الحل أو أى إعلان أو شعار دينى «يثقون» فى أصحابه ، أقول بالتعبير الشعبى أنهم يصوتون له على «المِتْغَمَضْ» ، يعنى وكما تقولون أنتم عنهم أنهم يتميزون ب «الطاعة» ، والطاعة عندى هنا ، هى من وجهة نظرهم ، لله ثم لمن ينتصر لتعاليمه ، ومن هنا ومن هنا فمن أراد من المخلصين لهذا الوطن ، أن يشترك فى تبديد الهواجس القليلة التى أشاركهم فيها ، فعليهم باختراق النخبة الإسلامية أو لكى أكون أكثر دقة ، اختراق القيادات ، عبر الاحتضان والتواصل ، فمثلاً فمثلاً بالنسبة لى ، فهاجس التعامل الأرعن أو غير المسؤول ، أو بلفظ أكثر قبولاً وأكثر رقةً ولطفاً ، أقول فهاجس التعامل بالاندفاع ، من أى توجه أو أى فصيل على الإطلاق ، إسلامى أو غيره ، فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى ، يشغلنى. فكيف يكون خطابنا للتيار الإسلامى العريض تحديداً ، فى هذا الشأن ؟ 1 من منا ، لا يتمنى أن تكون خاتمته ، شهيداً على أعتاب القدس ، وهو يحررها من الصهاينة ؟ 2 ولكن جولة مع هؤلاء الصهاينة ، فى غير توقيتها المناسب ، هى رعونة ، وخسارة للقوة المتاحة الآن ، التى نريد البناء عليها. 3 غنى عن البيان ، أن أمريكا التى تبيع لنا ولإسرائيل الطائرة مثلاً ، ورغم اختلاف ما نحصل عليه نحن وما تحصل عليه إسرائيل «كماً ونوعاً» ، أقول أن أمريكا التى تقدم لنا الطائرة ، قادرة أن تعطى لإسرائيل الصاروخ الذى يتعامل مع هذه الطائرة ويتتبعها ، هذا إن لم تكن أيضاً الطائرة التى نحصل عليها ، تحمل شُعَيْرَة إلكترونية ، يتتبعها الصاروخ الأمريكى إلكترونياً ، من هنا فتنويع مصادر التسلح المصرى ضرورة ، ولكنها ليست كافية ، كما أنها ليست يسيرة ، ومع ذلك لابد من السير فيها ، وعلى التوازى 4 وعلى التوازى فنحن لسنا أقل من إيران أوكوريا أوغيرهما ، ونحن فى احتياج لبرنامج طموح لإنتاج السلاح ، يحتاج ليس لأقل من 30 سنة ، ومع جهد استخباراتى مبدع. أخيراً ما سبق لا أقوله لأحبط نفسى وغيرى ، إطلاقاً ، فنحن الآن وبإذن الله ، أنداد وأكثر لإسرائيل «الآن بفضل الله ومشيئته» ، ولقد كتبت مقالاً 2008 رداً على هيكل ، عندما تحدث عن النووى الإسرائيلى «حديث محبط وغير مسؤول» عبر قناة الجزيرة، ثم كتعقيب منى أيضاً على تعليق أحدهم لدى مقال للدكتور عمار على حسن 2008 بموقع المصرى اليوم ، ثم نشرته أيضاً بعد ذلك فى مدونتى ، وهو ما دعى لصهاينة للتعقيب على تعليقى سواء على موقع المصرى اليوم أو على مدونتى ، وكان نص تعليقى ويمكنكم زيارته لقراءة التعليقات الصهيونية :