بعض الاحتجاجات الفئوية أخذت شكل الفوضي. فلا معني أن تعبر فئة أو مواطنو قرية أو مدينة عن غضبهم لنقص أنابيب البوتاجاز مثلاً بقطع خطوط السكة الحديد. فهذا تعدي علي المال العام. وتعطيل لمصالح المواطنين. ونفس الأمر ينطبق علي من يقومون بقطع الطرق. فقد يكون من بين السيارات التي لم تستطع العبور عربة إسعاف تنقل مريضاً. وقد يلقي حتفه نتيجة هذه التصرفات. لا معني أيضاً للاحتجاجات التي يقوم بها البعض بشكل عشوائي ضد إنشاء مصنع. فلو سألت أحدهم عن الأضرار التي يخشي منها. فلن يعطيك إجابة شافية. فضلاً عن أن البعض يصم آذانه تجاه أي إجراءات لمنع التلوث الناتج عن هذا المصنع. وفي النهاية تكون مثل هذه الاحتجاجات سبباً في خسائر فادحة علي خزانة الدولة. وهي تصل إلي ملايين الدولارات. ناهيكم عن السمعة السيئة لبلادنا في الخارج. الغريب في احتجاجات بعض العاملين في المصالح والهيئات والمصانع أنه توجد قائمة مطالب بتحسين الأجور والحوافز والإضافي وغيرها. ورغم علمهم أن خزانة الدولة أصبحت شبه خاوية. فهم يصرون علي تحقيق مطالبهم الآن. خاصة أن المنطق يقول إن مطالبهم عادلة حقاً. ولكن لابد أن نصبر حتي نعبر هذه المرحلة التي تنهار فيها أركان كثيرة في الدولة. والاقتصاد مهزوز للغاية. ولا أدري ما هو الضرر لو صبرنا جميعاً وأجلنا مطالبنا لحين استقرار البلاد. وانتعاش اقتصادها. رفقاً بمصر أم الدنيا يا سادة.. فليس من المنطق أن نهدمها ونهيل عليها التراب بأيدينا.