تدهور حالة الاقتصاد والانفلات الأمني وانهيار معدلات السياحة التي كانت تدر إيرادات للدولة تصل إلي 14 مليار دولار .. هذه هي الحالة التي أصبحت عليها مصر الآن والتي أعلنها صراحة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري في لقائة بقيادات الشرطة .. حالة مصر الآن تشعرنا بالحزن والإحباط علي ما آلت إليه البلاد بسبب الاعتصامات والاحتجاجات التي لن تقدم شيئا بقدر ما تضر بالوطن وتمثل عبئا علي المجلس العسكري والحكومة . علي سبيل المثال احتجاجات الإخوة الأطباء مؤخرا الذين يمثلون صفوة المجتمع بما يحملونه من علم وثقافة ورسالة سامية وغيرهم كثيرون من فئات أخري نعلم أن قضيتهم في المطالبة بزيادة المرتبات هي قضية عادلة وهي قضية كل عامل في المصنع وكل موظف ومدرس ومهندس وربة بيت وكل فرد في مصر يعاني من قلة الدخل بعد أن تم نهب أموال الشعب بأيدي عصابة النظام السابق . دعونا نتساءل بعقل: ماذا تفعل الحكومة أمام قلة الإيرادات ؟ فلا مصانع تعمل لأن العمال في المظاهرات بالشوارع ولا موظفي الدولة في مكاتبهم لأنهم في المظاهرات .. وهكذا أصبح كل أفراد الشعب في المظاهرات بسبب مطالب فئوية لزيادة الأجر أو مطالب لتغيير رؤسائهم أو مطالب تتبع التيارات الدينية مما يؤجج نيران الفتنة الطائفية . . كيف نطالب بزيادة الأجور وعجلة الإنتاج متوقفة ؟ كيف نشكو من الانفلات الأمني والمظاهرات في كل مكان توفر المناخ لحالة الانفلات ؟ كيف نطالب بزيادة الاستثمار وفنادق القاهرة خالية من المستثمرين الذين يهربون بسبب تلك المظاهرات التي تخنق حركة المرور في الشوارع ؟ ماذا حدث للشعب المصري الصبور المكافح .. صبرنا 30 عاما علي الظلم والفساد والسرقة والنهب .. ماذا يحدث لو صبرنا عاما آخر حتي تدور عجلة الإنتاج ؟ ماذا يحدث لو وفرنا الهدوء والاستقرار حتي يطمئن السياح إلي عودة الأمن والأمان والاستقرار وتستعيد السياحة عافيتها ونجني من ورائها 14 مليار دولار أي 80 مليار جنيه؟ ماذا يحدث لو عبرنا عن أنفسنا في الجدية والالتزام بالعمل لتوفير المناخ المناسب لبناء مصر وتحقيق الاستقرار. يا أبناء مصر لقد ضحي الكثيرون من شبابنا بحياتهم وتركوا لنا أمانة بناء مصر الحديثة بالعمل والاستقرار وحب الوطن . يا أبناء مصر عودوا إلي مصانعكم التي توقفت آلاتها تناديكم .. عودوا إلي مكاتبكم .. كل الخير في انتظاركم .. ولكن لابد أن ندرك أن ذبح الدجاج لن يجني بيضا .. يا أبناء مصر رفقا بالوطن .