الزيارة "الجديدة" التي قام بها د. عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية إلي مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان لم تكن مفاجأة بالنسبة لي.. فقد توقعتها وكنت علي يقين أنها ستحدث هذه الأيام. أبوالفتوح.. من كوادر وقادة الإخوان ومن الصعوبة بمكان ان لم يكن من المستحيل أن ينسلخ عنهم أو يلفظوه مادام لم يعلن هو شخصيا خروجه عليهم أو يمس القواعد الاساسية للجماعة والتنظيم.. بالتالي.. فإن اعلانه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة دون رغبتهم الظاهرة لا ينسف انتماءه لهم حتي ولو اصدروا قرارا شكليا بفصله تنفيذا للوعد الذي قطعوه علي انفسهم امام الجميع. لذا.. قلت عقب قرار الفضل انه يطابق القرارات التي كان يصدرها الحزب الوطني المنحل بفصل اعضائه غير الملتزمين حزبياً.. وعندما يفوزون مستقلين في الانتخابات يعيد ضمهم إلي صفوفه من جديد. ان ابوالفتوح والإخوان في شراكة أزلية ولا يمكن بأي حال انفصال احدهما عن الآخر.. والشواهد تؤكد ان ما يقوله أو يتخذه الإخوان في وقت ما ليس شرطا ان يلتزموا به علي طول الخط. مثال ذلك.. انهم قالوا قبل الانتخابات البرلمانية بكثير انهم سيرشحون اعضاء علي 30% فقط من مقاعد مجلس الشعب حتي يتركوا المجال لباقي الاحزاب والقوي. ثم عادوا قبيل فتح باب الترشيح مباشرة ليزيدوا النسبة إلي 50% بحجة أنهم ليسوا بمفردهم في القوائم بل مع كتلة. وعند التقديم الفعلي اتضح ان لهم مرشحين علي 100% من المقاعد أو اقل قليلاًً. صحيح ان النسبة النهائية لعدد مقاعد حزب الحرية والعدالة في البرلمان من القوائم والفردي هي 47.2%.. إلا أن المسألة عندي مسألة مبدأ. .. ووعدوا بعدم ترشيح أحد من الجماعة أو الحزب للانتخابات الرئاسية.. بل وعدم مساندة مرشح بعينه.. وبناء علي هذا الوعد فصلوا أبوالفتوح.. لكنهم عادوا منذ اسابيع يقولون انهم لم يستقروا بعد علي مرشح يساندونه في هذه الانتخابات.. واخيرا هاهو أبوالفتوح يذهب إليهم بنفسه في زيارته الثانية بعد الفصل وهي زيارة لها مغزاها.. ويستقبله د. محمد مرسي رئيس الحزب ود. محمد سعد الكتاتني الأمين العام المرشح لرئاسة البرلمان وعصام العريان نائب رئيس الحزب ومحمد البلتاجي وسعد الحسيني عضوا الهيئة العليا. اللقاء اخذ شكلا رومانسياً يدل علي مكانة أبوالفتوح بين الإخوان حيث قابله مرسي والحسيني بالاحضان والقبلات. اؤكد من الآن.. ان أبوالفتوح هو مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية القادمة.. ومهما نفي أو رفض هذا الكلام هو أو الجماعة أو الحزب.. فانني أصر عليه والأيام بيننا.. لو لم يكن هو مرشح الإخوان.. فلماذا ذهب لمقر الحزب مرتين خاصة أمس الأول؟.. وإذا كان ذهابه كما يقول للتهنئة بالنتائج الانتخابية فهل التهنئة تستدعي عقد اجتماع "مغلق" بينه وبين مستقبليه من الدائرة الضيقة لقيادات الحزب؟! أنا لست مع أو ضد أبوالفتوح.. بل وأي مرشح محتمل أو لم يرد اسمه حتي الآن.. فكلهم بلا استثناء مصريون ومحترمون.. لكن كل ما ارجوه ألا يسير الإخوان علي نهج الحزب الوطني المنحل في "الفصل والضم".. الناس صاحية جداً.. وتقارن. عموماً.. بعد اقل من ثلاثة شهور يتم فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية.. وساعتها ينكشف المستور.. الذي لم يعد مستوراً. * * خطأ مطبعي.. حدث خطأ مطبعي غير مقصود بمقال الأمس في الآية الكريمة "حتي يلج الجمل في سم الخياط".. حيث نشرت حتي يلج الجمل سم ثم الخياط وهذه التركيبة تؤكد أنها خطأ مطبعي. لذا لزم التنويه والتصحيح.