لا أري جديداً أو لافتاً للنظر حتي الآن في المشهد التمهيدي للانتخابات الرئاسية. معظم المرشحين المحتملين خاصة البارزين منهم يتبعون نفس الأساليب القديمة التي حفظناها عن ظهر قلب وأصبحت لا تقنع الشعب ولا تنطلي عليه. من هنا.. لا أتوقع لأحد منهم النجاح والوصول للكرسي "الكبير" طالما أنهم يلتفون علي الناس بهذه الطرق "البلدي" المكشوفة للأعمي قبل البصير. بالتالي.. أجزم أن الرئيس القادم لمصر لم يظهر بعد علي السطح ولم يعلن رسمياً حتي الآن أنه سيترشح.. وتأكدوا أن الأيام أو الشهور القادمة سوف تحمل كثيراً من المفاجآت. ہہہ ما قلته آنفاً لا يندرج تحت بند ضرب الودع أو قراءة الفنجان أو التنجيم.. بل قراءة واقعية. الكل يعلم أن ألد أعداء الشعب والأحزاب عامة والتيارات السياسية التي يموج بها الشارع.. هو الحزب الوطني المنحل. مع ذلك.. فإن بعض المرشحين المحتملين والتيارات تتعامل مع قضية الترشيح للانتخابات الرئاسية.. بنفس طريقة الحزب الوطني نصاً وروحاً والتي قال المرشحون عنها انها من عوامل إفساد الحياة السياسية بمصر.. فهل من المنطق أن يأتي ذات الأشخاص الذين انتقدوا طريقة الوطني وهاجموها بعنف ويطبقونها بحذافيرها رغم أنهم يعتبرون أنفسهم إصلاحيين.. ماذا نسمي ذلك يا سادة؟ ہہہ فيما عدا انتخابات مجلس الشعب الأخيرة.. ألم يكن الحزب الوطني المنحل يجري "تربيطات" مع الأحزاب الكبيرة والصغيرة علي حد سواء ويعقد صفقات لا حصر لها لمساندة مرشحيه مقابل منح هذه الأحزاب الفتات لاستكمال الديكور الديمقراطي؟ نعم.. كان هذا يحدث والكل يعلم.. فما الجديد الذي يفعله الآن عمرو موسي ومحمد البرادعي؟ موسي.. سبق أن أعلن أنه لا يمانع في وضع يده في يد الإخوان.. وبالطبع فإن السبب واضح وهو أن الإخوان تيار يملك جزءاً من الشارع وهم جزء لا يتجزأ من الشعب. والبرادعي.. أعلن هو الآخر استعداده للتواصل والنقاش مع الإخوان والسلفيين.. وإن قال هذا الكلام بمناسبة طرح وثيقة حقوق الإنسان التي نسبها لشباب الثورة حتي يضمن ثلاث قوي دفعة واحدة: الإخوان والسلفيين والشباب.. رغم أنه لم يقل لنا هل هذه الوثيقة نابعة من "كل" ائتلافات الثورة التي تزيد علي 185 ائتلافاً أم بعضها فقط.. أم الائتلافات الخمسة الرئيسية وهي اتحاد شباب الثورة وائتلاف الثورة والاتحاد العام ومجلس الامناء واللجنة التنسيقية.. أم يقصد - وهذا هو الأقرب - شباب الجمعية الوطنية للتغيير التي يرأسها والمنتشرين في كثير من الائتلافات مثلهم مثل شباب الإخوان و6 أبريل وغيرهم؟ إنني أضع خطوطاً حمراء كثيرة تحت تصريحين: الأول أدلي به عمرو موسي وقال فيه ان النظام الانتخابي إذا كان رئاسياً فسوف يترشح وإذا كان برلمانياً فإنه لن يترشح لأنه يرفض أن يكون "صورة". والثاني أدلي به البرادعي وقال فيه انه لا مانع من أن يكون النظام الانتخابي برلمانياً وساعتها سيرشح نفسه علي منصب رئيس الوزراء وليس الرئيس!!! انتهي التصريحان وفكروا جيداً في مغزاهما وما يحملان من أفكار وأهداف وتوجهات. ہہہ وألم يكن الحزب الوطني المنحل يفصل كل من ينشق عليه ويرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية مستقلاً لعدم التزامه حزبياً.. وبعد نجاح هذا المنشق المارق يعيده الحزب إلي صفوفه مرة أخري ومن مجموع هؤلاء المنشقين المارقين غير الملتزمين حزبياً يحصل علي الأغلبية في البرلمان؟ نعم.. كان هذا يحدث أيضاً والكل يعلم والشواهد كثيرة.. فما الجديد الذي فعله الإخوان الآن؟ * أولاً: أعلنوا أنهم لن يكون لهم مرشح للرئاسة! * ثانياً: أعلن د. عبدالمنعم أبوالفتوح القيادي الإخواني البارز رسمياً أنه سيرشح نفسه للرئاسة! * ثالثاً: قامت جماعة الإخوان بفصل أبوالفتوح! الآن.. أقول لكم "رابعاً".. الهدف هو أن يكسب أبوالفتوح أصوات من هم ضد الإخوان وفي نفس الوقت يسانده الإخوان من تحت الترابيزة.. فإذا فاز في الانتخابات وأصبح رئيساً للدولة كشف وكشفت الجماعة عن الوجه الحقيقي لكليهما. وإذا خسر عاد لصفوف الجماعة مرة أخري وهناك ألف طريقة وطريقة لذلك.. وكأن شيئاً لم يحدث! يا دكتور.. الناس ليسوا سذجاً كي يصدقوا هذه التمثيلية الهابطة والمسجلة باسم الحزب الوطني المنحل.. حتي لو حدث الفصل فعلاً.. بل ولو هاجمت الجماعة علناً.. فأنت إخواني حتي النخاع.. سواء استقلت أو فصلت شكلاً فقط. ہہہ صدقوني.. أنا لست ضد أي مرشح إخواني أو سلفي أو شيوعي أو مسيحي أو حتي يهودي.. فالترشيح متاح للجميع والدستور لم يشترط ديانة معينة للمرشح.. المهم عندي أن يكون مصرياً وغير مزدوج الجنسية. فقط.. أريد الصدق والشفافية والوضوح واحترام عقلية الناس.. وأكره الكذب والتلفيق واللف والدوران وإتباع أساليب مرفوضة من كافة طوائف الشعب. معظم المرشحين المحتملين كُتب مفتوحة وحروفها واضحة يقرأها كل الناس بسهولة ويسر. لذا.. أعود لأقول وأؤكد.. أن رئيس مصر القادم لم يعلن عن نفسه بعد.. انتظروا غداً.. وإن غداً لناظره قريب. ** آخر الكلام.. وأنا استعرض سيناريو الحياة.. قفزت أمام عيني قصيدة شاعرنا الكبير الراحل أمل دنقل "لا تصالح" أو "الوصايا العشر".. فأخذت أرددها وأبعث ببعض أبياتها إلي أشباه "أنفار" حرب البسوس.. اقرأوا. وترقبوا: لا تصالح.. ولو منحوك الذهب أتري حين افقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل تري؟ لا تصالح.. إنْ سهماً اتاني من الخلف سوف يجيئك من ألف خلف فالدم الآن صار وساماً وشارة لا تصالح.. فما الصلح إلا معاهدة بين ندين في شرف القلب لا تنتقص!!