اللغةُ وعاء جامع للثقافة والهوية .. تحيا بالاستعمال وتموت بالإهمال..وقد شرف الله سبحانه لغتنا العربية فجعلها لسان قرآنه الخالد .. لكنها . لأسباب عديدة. تراجعت . تاركة مكانها لغيرها. حتي بات إعلامنا وتعليمنا وأحاديثنا اليومية تغص بأخطاء فاجعة .. وتحاول السطور الآتية تصويب الأخطاء الشائعة . وتبسيطً القاعدة النحوية. وتبيان الدلالات العبقرية لآيات الكتاب العظيم. دلالات قرآنية لماذا اختار الله تعالي كلمة "الصراط" بدلا من "الطريق" أو "السبيل؟ لو لاحظنا البناء اللغوي للصراط هو علي وزن "فعال بكسر الفاء" وهو من الأوزان الدالة علي الاشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار والغطاء والفراش. هذه الصيغة تدل علي الاشتمال بخلاف كلمة الطريق التي لا تدل علي نفس المعني. الصراط يدل علي انه واسع رحب يتسع لكل السالكين . أما كلمة طريق فهي علي وزن فعيل بمعني مطروق أي مسلوك والسبيل علي وزن فعيل ونقول أسبلت الطريق إذا كثر السالكون فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل علي الاشتمال. فكلمة " الصراط " تدل علي الاشتمال والوسع هذا في أصل البناء اللغوي "قال الزمخشري في كتابه الكشاف : الصراط من صرط كأنه يبتلع السبل كلما سلك فيه السالكون وكأنه يبتلعهم من سعته". * وردت كلمة "السوء" في القرآن علي أوجه عديدة. منها: - الشدة : "يسومونكم سوء العذاب. - العقر: "ولا تمسّوها بسوء". - الزني: "ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا". "ما كان أبوك امرأ سوء". - البرَص: "بيضاء من غير سوء". - العذاب: "إن الخزي اليوم والسوء". - الشرك: "ما كنا نعمل من سوء". - الشتم: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول". "وألسنتهم بالسوء". - الذنب: "يعملون السوء بجهالة". - بئس: "ولهم سوء الدار". - الضر: "ويكشف السوء". "وما مسني السوء". - القتل والهزيمة: "لم يمسسهم سوء". أخطاء شائعة قل: جاء محمدى وحدَه أنجزت العمل وحدي.. ولا تقل: أنجزت العمل لوحدي» لأن كلمة "وحده/وحدي" تأتي منصوبة علي الحالية وملازمة للإضافة. يقولون: امرأة غيورة.. والصواب: امرأة غيور .. جاء في لسان العرب "يقال: "رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء» لأن فعلولاً يشترك فيه الذكر والأنثي .وفي رواية : امرأة غيري» فًعلي من الغيرة.والمغيار الشديد الغيرة". فروق لغوية النجاة والفوز النجاة: الخلاص من المكروه.. قال تعالي " لا تخَف نجوتَ من القوم الظالمين". الفوز: الخلاص من المكروه مع الوصول إلي المحبوب» ولهذا سمَّي الله تعالي المؤمنين فائزين لنجاتهم من النار ونيلهم من الجنة.. قال تعالي: " يا ليتني كنتُ معهم فأفوزَ فوزاً عظيماً". فائدة نحوية الْهَمْزَةُ آخِرُ الْكَلِمَةِ لِهَذِهِ الْهَمْزَةِ حَالَتَانِ: الْأُولَي: أَنْ يُسَكَّنَ مَا قَبْلَهَا. أَوْ يَكُونَ وَاوًا مُشَدَّدَةً مَضْمُومَةً. فَتُكْتَبُ حِينَئِذي هَمْزَةً مُفْرَدَةً. نَحْوُ: جُزْء. بُرْء. مَلْء. دَرْء» مِلْء. رِدْء. مُنْءي "اِسْمُ فَاعِلِ مِنْ أَنْأَي". نَاءي "اِسْمُ فَاعِلِ مِنْ نَأَي"» وَنَحْوُ: جَاءَ. شَاءَ» وَنَحْوُ: رِدَاء. كِسَاء. غِطَاء. بُرَآء» وَنَحْوُ: وُضُوء. قُرُوء. وَمِثَالُ مَا قَبْلَهُ وَاوى مُشَدَّدَةى مَضْمُومَةى: التَّبَوُّءُ. الثَّانِيَةُ: أَنْ يَتَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا وَلَيْسَ وَاواً مُشَدَّدَةً مَضْمُومَةً. فَتُكْتَبُ عَلَي حَرْفي مِنْ جِنْسِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا. نَحْوُ: اِمْرُؤ. لُؤْلُؤ. تَهَيُّؤ. ونَحْوُ: امْرِئي. مُتَهَيِّئي. مُبْرِئي. يُهَيِّئُ. يُبْرِئُ. مُهَيِّئاً. مُبْرِئاً» ونَحْوُ: مُهَيَّأ. مُبْرَأ. يُهَيَّأ. يَبْرَأ. يَنْشَأ. من لطائف الشعر دخل سعيد بن وهب علي الفضل بن يحيي في يوم جلس فيه للشعراء . فجعلوا ينشدونه ويأمر لهم بالجوائز حتي لم يبق منهم أحد. ثم التفت إلي سعيد بن وهب كالمستنطق فقال له سعيد : أيها الوزير إني ما كنت استعددت لهذه الحال ولا تقدمت لها عندي مقدمة فأعرفها. ولكن حضرني بيتان فأرجو أن ينوبا عن قصيدة . فقال الفضل : هاتهما . فربَّ قليل يكون أبلغ من كثير . فقال سعيد : مدح الفضل نفسه بالفعال فعلا عن مديحنا بالمقال أمروني بمدحه فقلت كلا كبر الفضل عن مديح الرجال فطرب الفضل وقال : أحسنت والله وأجدت .. ولئن قل القول فقد اتسع المعني وكثر . ثم أمر له بمثل ما أعطاه لكل من أنشده مديحًا يومئذ . وقال: لا خير مما يجئ بعد بيتك . وقام المجلس وخرج الناس لا يتناشدون سوي البيتين .