دلالات قرآنية "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" "الشرح: 5-6" والعسر: المشقة في تحصيل المرغوب. والعمل المقصود. واليسر ضد العسر؛ وهو: سهولة تحصيل المرغوب. وعدم التعب فيه. وتنكيره في الموضعين للتفخيم والتعظيم؛ كأنه قيل: إن مع العسر يسرًا عظيمًا ! والكلام وَعْدى له صلي الله تعالي عليه وسلم. غرضه التسلية. والتنفيس. وقوله تعالي في الجملة الثانية: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" يحتمل وجهين من التأويل: الوجه الأول: أنه تكرير للجملة السابقة. لتأكيد معناها. وتقريره في النفوس. وتمكينه في القلوب. ؛ وذلك للإطناب والمبالغة. فعليه يكون اليسر فيها عين اليسر في الأولي. والمراد به ما تيسر من الفتوح في أيام رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم. أو يسر الدنيا مطلقًا. والوجه الثاني: أنه ليس بتكرير للأول؛ وإنما هو تأسيس. ويكون الحاصل من الجملتين: أن مع كل عسر يسرين عظيمين. والظاهر أن المراد بهذين اليسرين: يسر دنيوي. ويسر أخروي. وفي حديث ابن مسعود أنه لما قرأ: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا .إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" قال: "لن يغلب عسر يسرين". قيل: معناه: إن العسر بين يسرين؛ إما فرج عاجل في الدنيا. وإما ثواب آجل في الآخرة. وقال الكرماني في"أسرار التكرار في القرآن" : "قوله تعالي:" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" ليس بتكرار؛ لأن المعني: إن مع العسر. الذي أنت فيه من مقاساة الكفار يسرًا في العاجل. وإن مع العسر. الذي أنت فيه من الكفار يسرًا في الآجل. فالعسر وعلي هذا يكون قوله تعالي: "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" وعدًا آخر مستأنفًا. غير الوعد الأول. قال الألوسي: "واحتمال الاستئناف هو الراجح. لما علم من فضل التأسيس علي التأكيد. والفرق بين التأسيس. والتكرير: أن التكرير يكون بإيراد المعني مُرَدَّدًا بلفظ واحد. ومنه ما يأتي لفائدة. ومنه ما يأتي لغير فائدة. فأما الذي يأتي لفائدة فإنه جزء من الإطناب. والغرض منه التأكيد. والتأكيد هو تقرير إرادة معني الأول. وعدم التجوُّز.. أما التأسيس فيفيد معني آخر. لم يكن حاصلاً قبل. وهو خير من التأكيد؛ لأن حمل الكلام علي الإفادة خير من حمله علي الإعادة. وظاهر المعية في قوله تعالي: "مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" يقتضي أن يكون اليسر مصاحبًا للعسر ومقارنًا له؛ لأن "مَعَ" ظرف يدل علي المصاحبة. ولما كان اليسر لا يجتمع مع العسر؛ لأنهما ضدان. أجيب عن ذلك بأن "مَعَ" - هنا - مستعملة في غير معناها الحقيقي. وأنها مستعارة لقرب حصول اليسر عقب حلول العسر. أو ظهور بوادره. وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية. وبين قوله تعالي: "سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْري يُسْراً" "الطلاق: 7" ثم إنه يبعد إرادة المعية الحقيقية ما أخرجه البزار وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الشعب عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم جالسًا. وحياله حجر. فقال عليه الصلاة والسلام: "لو جاء العسر فدخل هذا الحجر. لجاء اليسر حتي يدخل عليه. فيخرجه". فأنزل الله تعالي: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.. إلخ". ولفظ الطبراني: وتلا رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا..". من لطائف العرب جاء أحدهم وهو يحمل إناءً إلي الشاعر أبي تمام. وقال له ساخراً: هلا صببت لي قليلاً من ماء الملام "اللوم والعتاب" الذي ذكرته في قولك: لا تسقني ماء الملام فإنني صبى قد استعذبت ماء بكائي فقال أبو تمام : أفعل ذلك بعد أن تأتيني بريشة من الجناح في قوله تعالي: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة". أخطاء شائعة يقولون: برد قارص؛ بمعني برد شديد. والصواب: برد قارس. يقولون: هذا الأمر قاصر عليك يريدون أنه مخصوص بك. والصواب: مقصور عليك. يقولون: قرأت حوالي عشرة كتب. والصواب: قرأت نحو عشرة كتب. فائدة لغوية الْهَمْزَةُ آخِرُ الْكَلِمَةِ "المتطرفة" لِهَذِهِ الْهَمْزَةِ حَالَتَانِ: الْأُولَي: أَنْ يُسَكَّنَ مَا قَبْلَهَا. أَوْ يَكُونَ وَاوًا مُشَدَّدَةً مَضْمُومَةً. فَتُكْتَبُ حِينَئِذي هَمْزَةً مُفْرَدَةً. نَحْوُ: جُزْء. بُرْء. مَلْء. دَرْء؛ مِلْء. رِدْء. مُنْءي "اِسْمُ فَاعِلِ مِنْ أَنْأَي". نَاءي "اِسْمُ فَاعِلِ مِنْ نَأَي"؛ وَنَحْوُ: جَاءَ. شَاءَ؛ وَنَحْوُ: رِدَاء. كِسَاء. غِطَاء. بُرَآء؛ وَنَحْوُ: وُضُوء. قُرُوء. وَمِثَالُ مَا قَبْلَهُ وَاوى مُشَدَّدَةى مَضْمُومَةى: التَّبَوُّءُ. الثَّانِيَةُ: أَنْ يَتَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا وَلَيْسَ وَاواً مُشَدَّدَةً مَضْمُومَةً. فَتُكْتَبُ عَلَي حَرْفي مِنْ جِنْسِ حَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا. نَحْوُ: اِمْرُؤ. لُؤْلُؤ. تَهَيُّؤ.ونَحْوُ: امْرِئي. مُتَهَيِّئي. مُبْرِئي. يُهَيِّئُ. يُبْرِئُ. مُهَيِّئاً. مُبْرِئاً؛ ونَحْوُ: مُهَيَّأ. مُبْرَأ. يُهَيَّأ. يَبْرَأ. يَنْشَأ.