دلالات قرآنية قوله تعالي: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال: قال يهود أهل المدينة: يا محمد كيف يسمع ربنا دعاءنا وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام وإن غلظ كل سماء مثل ذلك. فنزلت هذه الآية وفيه إضمار كأنه قال: فقل لهم إني قريب منهم بالعلم لا يخفي علي شيء كما قال: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد" "16-ق". قوله تعالي: "أجيب دعوة الداع إذا دعان" قيل: الاستجابة بمعني الإجابة. أي: فليجيبوا لي بالطاعة. والإجابة في اللغة: الطاعة وإعطاء ما سئل فالإجابة من الله تعالي العطاء. ومن العبد الطاعة. وقيل: فليستجيبوا لي أي ليستدعوا مني الإجابة. وحقيقته فليطيعوني وقيل معني الآيتين خاص وإن كان لفظهما عاماً. تقديرهما: "أجيب دعوة الداع " إن شئت. كما قال: " فيكشف ما تدعون إليه إن شاء " "41-الأنعام" أو أجيب دعوة الداعي إن وافق القضاء أو: أجيبه إن كانت الإجابة خيراً له أو أجيبه إن لم يسأل محالاً. وقيل هو عام. ومعني قوله " أجيب " أي أسمع. وقيل معني الآية أنه لا يخيب دعاءه. فإن قدر له ما سأل أعطاه. وإن لم يقدره له ادخر له الثواب في الآخرة. أو كف عنه به سوءاً والدليل عليه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " ما علي الأرض رجل مسلم يدعو الله تعالي بدعوة إلا آتاه. الله إياها أو كف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. فراسة امرأة اشتري المهلهل التغلبي. عبدين يغزوان معه. فغزا بهما حتي طال عليهما الأمر. وأحبا الراحة منه. فأجمعا علي قتله بموضع قفر. فلما شعر بأنهما فاعلان. ولم ير لنفسه منجي. قال لهما: أما إذا عولتما علي قتلي فأبلغا عني هذه الرسالة. فقالا له: هات رسالتك. فأنشدهما: من مُبلغ عني بأن مهلهلاً لله دركما ودر أبيكما فلما قتلاه وانصرفا نحو بيته. قيل لهما ما فعل سيدكما؟ قالا: مات بأرض كذا. فدفناه فيها. قيل لهما: أما أوصي بشيء حين مات؟ قالا: أوصانا ب "كيت وكيت". وأنشدا البيت. فلم يدر أحد ما أراد. وقالوا: ما هذا بشعر مهلهل. فقالت ابنته: والله ما كان أبي رديء الشعر ولا سفساف الكلام. وإنما أراد أن يُخبركم بأن هذين العبدين قتلاه. وإنما معني البيتين: من مبلغ عني بأن مهلهلاً أضحي قتيلاً بالفلاة مُجندلاً لله دركما ودر أبيكما لا يبرح العبدان حتي يُقتلا فقُتل العبدان بعد أن أقرا. أخطاء شائعة قل: رأيت ذا مساء. وذا صباح؛ ولا تقل: رأيته ذات مساء. وذات صباح. قل: أمحمد في الدار أم مستأجرها؟ وقل: أمقيم أنت أم مسافر؟ وقل: أأردت هذا أم لم ترده؟؛ ولا تقل: هل محمد في الدار أم مستأجرها؟ ولا تقل: هل مقيم أنت أم مسافر؟ ولا تقل: هل أردت هذا أم لم ترده؟. فائدة نحوية الهمزة المتوسطة تُرْسَمُ وَاواً إذَا كَانَتْ مَضْمُومَةً بَعْدَ سَاكِني غَيْرَ وَاوي أَوْ يَاءي وَلَيْسَ بَعْدَهَا وَاوُ مَدّي. نَحْوُ: أَرْؤُس. أَفْؤُس. التَّفَاؤُل. التَّضَاؤُل؛ وَنَحْوُ: جُزْؤُه. سَمَاؤُهُ. وَمِنْهُ: هَؤُلَاءِ. فَإِنَّ مَا قَبْلهَا فِي النُّطْقِ أَلِفى سَاكِنَةى وَإِنْ كَانَتْ قَدْ حُذِفَتْ فِي الْخَطِّ تَخْفِيفًا. و إذَا كَانَتْ مَضْمُومَةً بَعْدَ فَتْحي غَيْرَ وَاقِعَةي بَيْنَ وَاوَيْنِ مِنَ الْكَلِمَةِ. وَلَا قَبْلَ وَاوِ الْجَمْعِ وَهِيَ مُتَطَرِّفَةى عَلَي أَلِفي ؛ نَحْوُ: يَمْلَؤُه. يَرْزَؤُه. يَشْنَؤُه. يَقْرَؤُه. يَكْلَؤُكم. يَرْزَؤُكم. "أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ". إِذَا ضُمَّ مَا قَبْلَهَا وَهُوَ غَيْرُ وَاوي مُشَدَّدَةي بِشَرْطِ أَنْ تَكُونَ هِيَ غَيْرَ مَكْسُورَةي. نَحْوُ: جُؤْجُؤَان. لُؤْلُؤَان. لُؤْلُؤُك. يُؤَاخَذُ. مُؤَاخَذَةى. سُؤَّال "جَمْعُ سَائِلِ". وَضُؤَتْ. وَضُؤْتَ. يَوْضُؤَان. يَوْضُؤُون.. وَمِنْهُ: اؤْتُمِنَ الرَّجُلُ "مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُولِ". وَأَمَّا نَحْوُ: رُءُوس وَفُئُوس. فَالْمَشْهُورُ فِيه حَذْفُ الْوَاوِ الْأُولَي لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهَا مُخَفَّفَةً؛ إِذْ تَقُولُ: فُوس ورُوس. وَلِلْقَاعِدَةِ الْمَشْهُورَةِ: §§ كُلُّ هَمْزَةي مَضْمُومَةي وَلِيَهَا حَرْفُ مَدّي كَصُوَرَتِهَا تُحْذَفُ صُوَرَتُهَا §§. أَيْ تُرْسَمُ مُفْرَدَةً. إِلَّا إِذاَ أَمْكَنَ وَصْلُ مَا بَعْدَهَا بِمَا قَبْلَهَا. نَحْوُ: فُئُوس. وَفِيهَا مَذْهَبى آخَرُ: أَنَّهَا تُرْسَمُ بِوَاوَيْنِ: رُؤُوس. فُؤُوس. وَمَذْهَبى ثَالِثى: أَنْ تُرْسَمَ عَلَي الْوَاوِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ حَذْفِ الْأُولَي: فُؤُس. رُؤُس.