تحت شعار لم يعد هناك وقت بدأت المعركة الانتخابية ساخنة في أسيوط سواء من خلال الدعاية الانتخابية أو الحرب علي الفيس بوك وخاصة من شباب ائتلاف الثورة الذين دشنوا موقعا لمهاجمة فلول الوطني الذين تلقفتهم الاحزاب وقامت بترشيحهم علي قوائمها وهو ما كان له تداعيات خطيرة وخاصة في حزب الوفد الذي تقدم أمين لجنة بأسيوط وسكرتيره و60 من أعضائه بمركز أبوتيج باستقالات مسببة لرئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي احتجاجا علي سياسة الحزب الذي ملأ الدنيا صراخا وصياحا بأنه لن يضم احدا من فلول الوطني وهو ما فضحته قائمة الحزب التي ضمت في ثنايا أوراقها اعضاء بل نوابا من الحزب الوطني المحلول وشركاء في النظام البائد علي مدار الثلاثين عاما الماضية وهو الامر الذي حرك مشاعر الجماهير لتعلن انتفاضتها ضد فلول الحزب الوطني حيث بدأت الحركات الاحتجاجية في التواصل والتظاهر ضد ترشحهم في برلمان الثورة حيث نظم شباب ائتلاف الثورة وقفة احتجاجية بدأت من أمام مبني الحزب الوطني بمدينة أسيوط وقاموا بعمل مسيرة سلمية للتنديد بكل من يقبل الفلول في قائمته ولم ينته الامر عند هذا الحد بل طالبوا شعب اسيوط بالوقوف ضد هؤلاء وعدم اعطائهم اصواتهم التي يجب ان توجه لجيل شباب الثورة حتي نعبر بمصر الي رحاب المستقبل وبدأت تظهر علي الفيس بوك قائمة تضم 8 من مرشحي الفلول لتعريف المواطنين بهم بل امتد الأمر من مدينة اسيوط إلي مدينة ابوتيج التي تعد مقر الدائرة الجنوبية التي تضم مراكز أبوتيج وصدفا والغنايم حاملين اللافتات التي عنونت بشعار "علشان تعرفوهم لازم تفضحوهم" حيث انطلقت الوقفات الاحتجاجية في ميدان المحطة وامام مسجد الامام الفرغل بمدينة ابوتيج والذين سوف يقومون بعمل وقفات في مدن وقري الدائرة للتعريف بهؤلاء المرشحين من الفلول وتعرية مواقفهم حتي يتعرف عليهم المواطنون ليأخذوا موقفا منهم.. ومن المشاهد التي يجب الاشارة إليها أن ائتلاف شباب الثورة قام بالدفع بأربعة مرشحين علي قائمة حزب الجبهة في الدائرة الشمالية ليكون شباب الثورة قد دخل المنافسة بقوة. ولم تكن تلك الخطوة الأولي العدائية لفلول الوطني في اسيوط بل كان لشمال محافظة اسيوط وبالتحديد في قرية المندرة بمركز منفلوط الذي يعد من أهم معاقل الاخوان المسلمون بأسيوط حيث نظم حزب الحرية والعدالة مؤتمرا جماهيريا حاشدا كان القصد منه ضرب عدة عصافير بحجر واحد منها الدعاية لقائمة الحزب ومرشحيه وايضا لتصفية الحسابات مع فلول الوطني والتي جاءت في كلمة محمود حلمي. أحد قيادات الحرية والعدالة والنائب السابق عن الإخوان المسلمين والمرشح علي مقعد العمال بالقائمة الشمالية للحرية والعدالة. ان النظام البائد ادخل مصر في نفق مظلم بعد أن دمروا مصر ونهبوا ملياراتها. واصبح موظفا يحصل علي راتب 90 جنيها في حين يحصل موظف آخر علي ملايين الجنيهات شهريا مؤكدا ان العدالة الاجتماعية أحد مطالب الثورة المصرية التي طالب بها كل المصريين وهو ايضا من أهم مباديء حزب الحرية والعدالة. فيما قام محمد مضر موسي. أحد قيادات الحرية والعدالة بأسيوط ومرشح الحزب علي المقعد الفردي للدائرة الثانية. بشرح الفرق بين الدوائر الفردية والقوائم. وعن تقسيم الدوائر الانتخابية وطريقة التصويت ومن سينتخب وكيفية الانتخاب.. وهو ما يدخل حزب الحرية والعدالة في حرب شرسة مع فلول الوطني الذي يبلغ عددهم ثلث المرشحين في أسيوط ولم تكن تلك هذه الانتفاضة الوحيدة في سخونة الانتخابات في أسيوط حيث تقدم أحمد سعد زغلول مرشح حزب السلام ب 14 طعنا دفعة واحدة ضد المرشحين في الدائرة الشمالية التي تضم مراكز ديروط والقوصية واسيوط ومنفلوط فيما بلغت جملة الطعون 18 طعنا أخري بحسب تصريح المستشار رفعت شوقي برنابا رئيس لجنة تلقي طعون المرشحين حتي الآن.. ومن الظواهر المبدئية للعملية الانتخابية في اسيوط هو حالة التوحد بين السلفيين والجماعة الاسلامية اللذين تقدما بقائمة واحدة ضمت مرشحي حزب النور السلفي وحزب البناء والتنمية حسب تصريحات أيمن شعيب امين حزب النور السلفي بأسيوط الذي يؤكد علي ضمانة العمل المشترك والتنسيق بين الحزبين فيما استبعدت لجنة تلقي طلبات الترشيح قوائم ستة أحزاب دفعة واحدة عن الدائرة الشمالية التي تضم مراكز ديروط واسيوط والقوصية ومنفلوط وقسمي أول وثاني اسيوط وذلك لعدم استكمال الاوراق مثل الخدمة العسكرية واثبات الصفة ونقص قاعدة البيانات. والجدير بالذكر أن الانتخابات القي أهالي اسيوط في جعبتها ب 214 مرشحا علي المقعد الفردي في جميع الدوائر و176 مرشحا علي القوائم دفع بهم 14 حزبا دخلت المعركة الانتخابية أملا في الحصول علي 20 مقعدا المخصصة لمحافظة أسيوط فيما تقدم لعضوية مجلس الشوري 61 مرشحا علي المقعد الفردي و48 مرشحا علي القوائم يمثلون 12 حزبا تملك قواعد جماهيرية في أسيوط.. من اللافت للنظر في المشهد الانتخابي ان صراعات النخبة في الماضي من ابناء الوطني المنحل صارت الآن هي العدو الاول للشارع الاسيوطي الذي يريد ان ينهي سيطرة ثلاثين عاما ولكن تبقي العصبية والقبلية وثقافة العادات والتقاليد التي تتوارثها الاجيال هي الآمر الناهي في سلوكيات الناخبين ولا سيما انها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمصالح فأيهما تكون له الغلبة مصلحة الوطن والتخلص من هذا الماضي المريض ام المصلحة الخاصة التي تفرض دائما كلمتها علي الشارع السياسي.. فهل يقع ابناء اسيوط في شراك فلول الوطني ام ينتصرون لثورتهم المجيدة؟