تحولت شواطئ الإسكندرية. فجأة وفي غفلة من الزمن. من مأوي للمصطافين. للهروب من شبح الحر. وغسل الهموم السنوية. وقضاء ساعات من النقاهة في أحضان الأمواج. إلي "خطر قاتل". ومرتع للأمراض "الفيروسية". والجلدية. بفعل تصرفات مستغلي الشواطئ. وفي ظل غياب رقابي. والذين يلهثون وراء المكاسب. بصرف النظر عن قواعد الضمير. ورغم مغالاة "المستغلين" في أسعار الإيجار للمصطافين. وأسعار المشروبات الجنونية. غير أنهم ابتكروا طريقة جديدة. لتحقيق المكاسب. غير عابئين بخطورتها علي صحة المصطافين. عن طريق بناء أكشاكپخشب. وتحويلها إلي "دورات مياه" ليست متصلة ب "الصرف الصحي". ليلقوا بصرفها في باطن الرمال ومنها إلي مياه البحر. الأمر الذي يؤدي إلي أمراض جلدية خطيرة. بحسب آراء الأطباء. بخلاف أن هذه الظاهرة الكارثية تحول نسائم البحر إلي روائح كريهة. بخلاف محاولات "المستغلين" تحقيق مكاسب خرافية. والتهرب من سداد فواتير المياه. عن طريق دق طلمبات خشبية أوتوماتيكية. تسحب المياه من القشور الخارجية للطبقة الأرضية. لتختلط المياه ب "المجاري" والمياه الجوفية غير المعالجة. وتوصيلها ب "الأدشاش" و"الصنابير". عبر خزانات "براميلية" يتم وضعها داخل الأكشاك لعدم رؤيتها من قبل الأجهزة الرقابية. التي تغيب عن متابعة خطايا "المستغلين" للشواطئ. بصورة مثيرة للجدل. رغم استغاثات بعض مستغلي الشواطئ أصحاب دورات المياه المرخصة. التي قامت المحافظة بغلق عدد كبير منها. بسبب الاختلاف علي بند في التعاقد مع المحافظة. وانفردت "المساء" بنشر تفاصيل الأزمة. وأبدي المصطافون استياءهم من هذه الظاهرة. واصفين دورات المياه التي سبق الإشارة لها ب "غير الآدمية". ولكنهم لا يملكون الرفض أو الاعتراض. فرغم أن رسم الدخول "2" جنيه للفرد. ولمدة لا تزيد علي "5" دقائق. غير أن هذه "الحمامات" التي تأخذ شكل "أكشاك". مليئة ب "المساوئ" بخلاف الأضرار الصحية. أبرزها وجود فراغات بها تسمح لعدد من "المراهقين" ب "التلصص" علي الفتيات. أثناء وجودهن داخل الأكشاك. الأمر الذي يحرك الغرائز. ويزيد حالات التحرش. فضلاً عن عدم الاهتمام بنظافتها. بصورة تزيد من الخطورة المرضية. قال محمد عوض. مصيف من محافظة الغربية: "الإسكندرية أصبحت كمصيف. مثل الأسد العجوز. الذي يعاني من أمراض مزمنة. ولم يعد هناك احترام لآدمية المصطافين. أعتقد أن توفير دورات المياه. بصورة نظيفة. هو أقل الامكانيات التي يجب توافرها في الشواطئ. لكن الغياب الرقابي. جعلنا فريسة لجشع المستغلين. الذين يتعاملون مع المصطافين بطريقة غير آدمية. بمعاونة عدد من البلطجية. ولكن أن يصل الأمر لدرجة عدم وجود دورات مياه غير آدمية. وناقلة للأمراض فهذه كارثة لا تحتمل السكوت عليها". بينما يري فتحي سعد. مصيف من محافظة كفر الشيخ أن أزمة دورات المياه. تسببت في عودة عدد كبير من المصطافين إلي محافظتهم. قبل انتهاء الفترة المحددة لقضاء المصيف. خاصة أن دورات المياه التي علي شكل أكشاك. تنتهك حرمتنا. بسبب الفراغات الخشبية. والتلصص عليها بصورة سيئة من جانب بعض الشباب معدومي الضمير. الأمر الذي يحول الشواطئ في بعض الأحيان إلي حلبة مصارعة بالأسلحة البيضاء. بين هذه القلة المنحرفة من الشباب. وعدد من المصطافين. فيما يؤكد سعد مفتاح. أحد المصطافين. أن كثرة المشاكل في شواطئ الإسكندرية. وفي مقدمتها أزمة دورات المياه. جعل عددا كبيرا من المصطافين يقررون قضاء الصيف المقبل في محافظة مرسي مطروح. رغم بعد المسافة. لتفادي الأزمات السكندرية المتكررة.