النزول إلي ميدان التحرير والضغط السلمي ضروري لاستكمال الثورة لأن عملية البناء التي قامت الثورة من أجلها لم تبدأ بعد والثورات تغير الحياة وإذا لم تفعل ذلك تكون مجرد انقلاب. هذا ما أكد عليه المشاركون في ندوة "الرواية الثورة§" التي أقامتها هيئة الكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد وشارك فيها د.محمد عبدالمطلب والكاتبان إبراهيم عبدالمجيد ومحمد سلماوي. د.عبدالمطلب أكد أن للثورات تأثيرها علي الأدب فثورة يوليو أثرت علي الرواية وكذلك علي الشعر حيث نقلتنا من العمودي إلي الحر أو التفعيلة وتوقع أن ثورة 25 يناير عندما تستقر ستنتج نوعا مختلفا من الأدب وستعيد التصاق الأديب بالمجتمع. أضاف أن كلا من ثورة يوليو وثورة يناير غيرا وجه مصر وغيرا السلطة وقد تنبأ بعض الأدباء بالثورة الثانية فالأديب يمكن أن يتحسس الطموحات الداخلية للمجتمع مثل جمال الغيطاني وفؤاد قنديل وإبراهيم عبدالمجيد في روايته "أغادير البحر" 1998 أما محمد سلماوي فتنبأ بها في "أجنحة الفراشة" وقد أهداني المسودة لأعطيه رأيي فيها وأبديت إعجابي الشديد بها ولكن نصحته بعدم نشرها وقلت له ستدخل في خصام مع إناس لايعرفون شرف الخصومة وستعرض نفسك للخطر ولكنه أصر علي نشرها. وتحدث محمد سلماوي مؤكدا أن الأدب ليس فوتوغرافيا تصور الواقع. إنما يستشرف المستقبل فالأدب هو النبوءة بشكل أو بآخر. مشيرا إلي أن توفيق الحكيم ألهم جمال عبدالناصر القيام بالثورة ورؤية الأديب مختلفة عن رؤية الصحفي الذي ينغرس في الواقع وينقله ويحلله. أما رؤية الأديب فتنطلق من الواقع إلي أبعد من ذلك. سلماوي قال إنه لا أحد يستطيع أن يكتب عن الثورة الآن. فأدب ثورة يوليو لم يظهر إلا في الستينيات وهذه الثورة مازالت في بدايتها وعنفوانها ومازلنا مبهورين بها ولا نستطيع في الوقت الحالي أن نرتقي فوقها لنكتب عنها فالكاتب لا ينفعل بحدث معين ويعود إلي بيته ليكتب عنه وإنما يحتاج لمساحة زمنية وجغرافية وعلي الأديب أن يكون فوق الحدث. وقال محمد سلماوي إن الناس عادت إلي الميدان مرة أخري للتأكيد علي المعاني الأولي التي نزلت من أجلها في 25 يناير حيث لم نشاهد حتي الآن أي خطوة جديدة في اتجاه البناء فالثورة هي التي تغير الحياة وإذا لم تفعل تصبح مجرد انقلاب. الكاتب إبراهيم عبدالمجيد اتفق مع سلماوي مؤكدا أن النزول إلي ميدان التحرير ضروري للحفاظ علي الثورة وتحقيق مطالبها مشيرا إلي أن هذه أول ثورة لا يتولي الحكم بعدها من قاموا بها. وعن الأدب والثورة قال: بعد الثورة بأيام كتبت مقالا بعنوان: "سلام لأدباء الوطن" كتبته للأدباء الذين جددوا في الكتابة مشيرا إلي أن الحركات الأدبية الكبري تكون سابقة للثورات فالأديب يرفض المجتمع من حوله ويتنبأ بمجتمع أفضل والأديب المبدع لا يجب أن يكون في حالة رضا عن نفسه مؤكدا في النهاية أن الفن التشكيلي والسينما سيسبقان الأدب في التأريخ للثورة.