أنتشرت في الاسكندرية هذه الأيام ظاهرة السيدات المتسولات واللاتي يبدعن في اساليب التسول لاستدرار تعاطف المواطنين معهم مستخدمات أطفال الشوارع كأحد الأساليب المتنوعة في التسول ومتخذات أيضا من الارصفة ومحطات الترام كأماكن بديلة لمنازلهن للنوم حتي الصباح للعودة من جديد لممارسة مهنتهن. ** في البداية يقول "محمد الكوراني" رئيس احدي الجمعيات الاهلية يجب ان نفرق بين أنواع السيدات المتسولات فمنهن من يتخذ التسول كمهنة ويحقق منها أرباحا هائلة وقد شاهدنا في الاسكندرية العديد من الحالات التي يتم ضبطها وبحوزتها آلاف الجنيهات كحصيلة للتسول وهناك فئة أخري اضطرتها الظروف للعمل في مجال التسول لتتمكن من العيش بشرف خاصة مع انتشار ظاهرة البطالة هذه الايام. ** ويضيف "محمد عبدالفتاح" "مدرس" .. للأسف أصبحت السيدات المتسولات يمارسن أسوأ أنواع الضغوط علي المارة للحصول علي أموال حيث تفاجأ بسيدة تسير خلفك وتطالب بحسنتها بأي طريقة سواء بالدعاء أو بإدعاء المرض أو باصطحاب طفل معوق ويجلس علي كرسي متحرك وهؤلاء انتشروا في طريق كوبري محرم بك حيث توجد حالة من التكدس المروري ويضطر قائد السيارة للوقوف فيفاجأ بالمتسولة تطرق زجاج السيارة او تقف أمامها وتمنعه من السير حتي تحصل علي المال. ** أما "ليلي عبدالجواد" "موظفة" فتقول.. من أسوأ أنواع التسول للسيدات هن اللاتي يدعين المرض وتربط كيسا علي بطنها يتدلي منه سائل أصفر أو أحمر علي اعتبار أنها افرازات لعملية جراحية وتضطر لإعطائها المال حتي تتجنب الدعاء عليك بالمرض. ** وتضيف "فاطمة عبدالحليم" "عضو مجلس محلي" .. ظاهرة تسول السيدات زادت بالفعل هذه الايام مستخدمات الاطفال كوسيلة لجذب عطف الجالسين علي المقاهي أو المتسوقين في الشوارع وفي نفس الوقت ومع توقف العديد من المشاريع الصغيرة وزحف الشوارع بالباعة الجائلين من الملحقات اغلقت كثيرا من أبواب الرزق علي نساء كن يعملن باليومية وهو ما اضطرهن للجوء الي عملية التسول ويجب ان نفرق بين السيدة التي تحتاج لقوت يومها وبين السيدة المحترفة لمهنة التسول. ** أما محمد كمال الدين "موظف" فيقول.. النساء الآن يلجأن للتسول العنيف وخاصة في الاشارات لتمسح لك السيارة عنوة أو تبيع "علم" أو "لافتات ورقية" وإذا ما رفضت تفاجأ بها تعتدي عليك بالضرب أو الشتائم وتدعي فجأة الجنون وتضطر لإعطائها أي أموال خوفا من الفضيحة التي تسببها لك. ** وتضيف "عواطف عبدالله" "ربة منزل".. اصبح من المعتاد ان تشاهد الفتيات يرقدن علي محطات الترام ليلا أو أسفل كوبري الجامعة في ظاهرة مكثفة هذه الأيام وان شاء سوء حظك لو جلست علي مقهي أو سور الكورنيش وصادفتك متسولة فإنها لن تتركك وستقوم بجذبك من ملابسك ولو معها اطفال تستخدم في التسول فسيظل ملتصقا بك طوال الوقت حتي تعطيه أموالا.. ** ويقول العميد "عبدالستار بريك" من مديرية أمن الأسكندرية ان هذه الظاهرة قد انتشرت بكثرة نتيجة وجودا احساس داخل المجتمع بعدم التواجد الأمني نتيجة لأحداث الثورة حيث تأثر المجتمع سواء بالسلب أو الإيجاب وأكثر المحافظات تضررا هي الاسكندرية ومحافظة السويس والآن اصبح السلاح موجودا بكثرة في الشوارع مع البلطجية والخارجين علي القانون والشرطة قادرة علي ان تتعامل مع هؤلاء البلطجية وتقوم بحملات يومية مكثفة لضبط الخارجين عن القانون.. ** اما العقيد "سالم مهنا" رئيس مباحث رعاية الاحداث أن هذه الظاهرة الاجتماعية والتصدي لها سلاح ذو جناحين.. فدور الشرطة مكافحة الظاهرة بالنزول بحملات يومية لضبط هؤلاء السيدات وايضا الاطفال ويتم تحرير المحاضر اللازمة لهن ثم يعرض الأمر علي النيابة تنفيذا لقانون الطفل.. ولكن الدور الفعلي هو الوقابة خير من العلاج ومعرفة الأسباب التي دفعت هؤلاء النسوة والاطفال الي هذه المرحلة هل هو الفقر أو التسرب من التعليم أو التفكك الاسري أم البطالة أم عدم وجود الرعاية المعالجة للمشكلة ورجال الدين لهم دور كبير والمجتمع المدني ايضا والجمعيات الاهلية ولابد من تكاتف جميع الجهات المعنية. اما "سوزان سعد" من مديرية التضامن الاجتماعي.. فتقول.. ان وزارة التضامن الاجتماعي مقسمة الي ادارات فكل ادارة لها عملها فمثلا ادارة الدفاع الاجتماعي هي التي تشرف علي مؤسسات رعاية الاطفال والشرطة لها دور مهم فهي تقوم بعملها في ضبط النسوة أو الاطفال الذين يتم عرضهم علي النيابة وبعد ذلك ينفذ قانون الطفل بالإيداع في الاماكن اللازمة والخاصة. ** وأخيرا تقول "كوثر الرفاعي" رئيس لجنة المرأة والطفل بالمجلس المحلي للمحافظة ان المسألة لم تعد مقتصرة علي تسول النساء ولكن أيضا علي لجوء اطفال الشوارع في سرقة المحلات التجارية والسيارات بالاضافة الي التسول ولقد قمنا بإعداد حلقة نقاشية كاملة بالمجلس حول هذه المشكلة المنتشرة بشوارع الاسكندرية وطالبنا بضرورة تدريب وتأهيل هؤلاء الاطفال علي مهن معينة لمساعدة انفسهم وحصولهم علي المال